969957
969957
تقارير

صوماليـون فــروا من حـــرب اليمــن فوقعـوا فـي هجــوم بحــري

30 مارس 2017
30 مارس 2017

الحديدة (اليمن) -(رويترز): سقطت ثلاثة صواريخ في مكان قريب فكانت أول بادرة على الكارثة التي ستحل بنحو 150 مهاجرا صوماليا اكتظ بهم قارب قبالة الساحل اليمني في وقت سابق من الشهر الحالي.

فبعد لحظات انهال الرصاص على المركب بالقرب من ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر فقتل أكثر من عشرة رجال على السطح العلوي حسبما قال أربعة ناجين من الهجوم.

وكانت تلك بداية هجوم استمر نصف ساعة يوم 16 مارس الحالي أسفر عن مقتل 43 مدنيا. نفى الائتلاف الذي تقوده السعودية ويقاتل الحوثيين المدعومين من إيران أن الهجوم من صنعه.

غير أن شهود عيان يقولون: إن الهجوم شنته سفينة حربية وطائرة هليكوبتر ويحملون التحالف مسؤوليته إذ إن التحالف هو الطرف الوحيد في الصراع الذي له طائرات هليكوبتر مشاركة في الحرب.

وعجزت رويترز عن التحقق من مصادر مستقلة من صحة هذه الروايات. وقال الناجي إبراهيم حسين (20 عاما) «سمعنا صوت (طائرات) الأباتشي قادما نحونا.

ربما كانت فوقنا على ارتفاع 40 أو 50 مترا. والنيران لم تأت من ناحية واحدة.

كانت تروح وتجيء. وفي كل مرة كانت تصيب كثيرين أصيب الناس في بطونهم ورؤوسهم وأقدامهم». وقد جمعت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة هيومن رايتس ووتش شهادات مماثلة.

وفي الأسبوع الماضي قال الأمير زيد رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: «وفقا لروايات الناجين أصيب المركب الذي كان يحمل اللاجئين عبر البحر الأحمر في قصف من سفينة حربية تابعة للتحالف دون سابق إنذار تبعه إطلاق نار من طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي»، ونفى التحالف الذي يتلقى أسلحة ودعما لوجستيا من الولايات المتحدة مسؤوليته عن الهجوم، وقال العميد أحمد العسيري بعد ذلك بأيام: «لم يحدث أي إطلاق للنار من جانب قوات التحالف في المنطقة التي قيل إن الهجوم وقع فيها»، واتهم «أنصار الله»بتهريب الأسلحة وشن هجمات عن طريق الميناء، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية: إنه لم تشارك أي طائرات أمريكية في عمليات في ذلك الوقت.

وابل من الرصاص

في مقابلات مع الناجين الأسبوع الماضي في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة «أنصارالله» قالوا: إن طائرة هليكوبتر حلقت فوق المركب أثناء النهار قبل الهجوم.

ونحو الساعة التاسعة مساء انطلقت الصواريخ من سفينة أخرى لكنها لم تصب قارب المهاجرين، وذلك قبل أن تنهال الطلقات من مدفع رشاش.

ويقول الناجون: إن الرصاص تسبب في سقوط البعض في الماء بينما دخل آخرون إلى بطن القارب، حيث احتمى الركاب الباقون بالجثث التي شوهتها الطلقات. قالت أسماء بيري (22 عاما) هاتفيا من منشأة تابعة للأمم المتحدة في الحديدة: إنها شاهدت أربع نساء نسفت رؤوسهن وامرأة أخرى كانت حبلى وقد خرج الجنين من رحمها بسبب الرصاص.

وقال ناجيان آخران أجريت مقابلات معهما في سجن يحتجزهما فيه «أنصارالله» لإجراء تحقيقات أمنية: إن الطائرة الهليكوبتر دارت حول المركب أكثر من مرة وفتحت النار مرارا رغم محاولات المهاجرين الكشف عن هويتهم بالصياح والتلويح لها بالمصابيح الكاشفة.

وشاهدت بيري وامرأة أخرى كانت تحتمي أيضا في الطابق السفلي من المركب الطائرة الهليكوبتر بعد الظهر لكنهما لم تتمكنا من التأكد من مصدر النيران ليلا.

وأضافت أن صبيا قفز في الماء هربا من الرصاص لكن الطلقات نالت منه في الماء فلقي مصرعه. وبعد ذلك ظل بقية الركاب بلا حراك ساعتين إلى أن وجه الربان المركب إلى الحديدة أقرب الموانئ.

نُقل حوالي عشرة مصابين إلى المستشفى بينما راحت مراكب الصيد تبحث عن المفقودين. وامتلأت المشرحة بجثث القتلى حتى أن بعضها تم حفظه في ثلاجة بسوق للأسماك.

الوجهة: أوروبا

قال الناجون: إن مجموعة المهاجرين كانت متجهة إلى السودان للسفر عبر مصر أو ليبيا إلى أوروبا. ومنذ سنوات يهاجر الصوماليون الذين تعاني بلادهم من حالة من الفوضى والعنف منذ أوائل التسعينات إلى اليمن ويندمجون في المجتمعات المحلية ويتعلمون اللغة العربية.

غير أن الصراع الدائر منذ عامين في اليمن تسبب في سقوط أكثر من 10000 قتيل وانتشار الجوع بين الملايين ودفع باقتصاد اليمن الفقير إلى الانهيار الأمر الذي أفزع الصوماليين ودفعهم للبحث عن الأمان في الخارج.

وقالت رئيسة عثمان (18 عاما) التي نجت مع بعض أقاربها «لم نستطع الانتظار أكثر من ذلك».

وقد جعلت الحرب في اليمن العبور البري إلى دول الخليج محفوفا بالمخاطر ولذلك لجأ المهاجرون إلى سلوك طريق بحري من ميناء الحديدة الذي تحاول القوات اليمنية التي يدعمها التحالف عزله عن مناطق أخرى يسيطر عليها «أنصارالله»، وأدى ذلك إلى زيادة المخاوف بين وكالات العمل الإنساني من قطع إمدادات المساعدات الواردة من الخارج بالكامل بعد أن شهدت انخفاضا كبيرا.