العرب والعالم

تقرير :اللاجئـــون الفلسطينيــون بلبنان .. حـلـم العــودة لـم يتبخــر

30 مارس 2017
30 مارس 2017

بيروت - الأناضول:-

تمثل ذكرى «يوم الأرض» للاجئين الفلسطينيين في لبنان فرصة لتذكر حلم العودة، رغم أنه لم يغب يوماً عنهم، حتى وإن توارى قليلاً أمام صعوبات الحياة اليومية.

ويعيش في لبنان حوالي 480 ألف فلسطيني، بحسب مسح إقتصادي - إجتماعي أجرته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين (أونروا) منذ ثلاث سنوات، بينهم 28 ألفاً في بيروت. ويتوزّع اللاجئون على 12 مخيّماً من جنوب إلى شمال لبنان، ففي بيروت هناك أربعة مخيمات هي: مار الياس، شاتيلا، برج البراجنة، وضبية.

وتعرّضت هذه المخيمات لحروب أهلية ومحاولات تهجير ومجازر في بداية العام 1975، وفي العام 1983 مع الاحتلال لإسرائيلي لبيروت، في حين أن مخيّمي «تل الزعتر» و«جسر الباشا» تعرضا للتدمير النهائي (في سبعينات القرن الماضي بسبب الحرب الأهلية من 1975 إلى 1989)، ولم يعد بناؤهما مجدداً. أما في الجنوب فهناك خمسة مخيّمات، أشهرها عين الحلوة، يليه الراشدية، البص، برج الشمالي، والميّة مية، وشمالاً يوجد مخيّما «نهر البارد» و«البداوي». وفي ذكرى مرور أربعين سنة على انطلاق «يوم الأرض»، والتي تصادف يوم 30 مارس من كل عام، جالت الأناضول داخل مخيّم «شاتيلا» الذي شهد أفظع مجزرة بحق الفلسطينيين في لبنان ذهب نتيجتها أكثر من ألف ضحية، إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982. لم تبد داخل المخيّم، الذي لا تزيد مساحته على كيلو متر مربّع ويقطنه حوالي 12 ألف لاجئ، أي مظاهر واضحة لإحياء هذه الذكرى التي باتت تعني لكبار السنّ أكثر ما تعني لأبناء الجيل الجديد.

ياسر الخالدي فلسطيني من عكّا (63 سنة) ولد في لبنان داخل هذا المخيّم لا يعرف شيئاً عن فلسطين سوى من الإعلام والكتب التي قرأها عنها وعن كبار مفكريها، بحسب ما يقول للأناضول، ويضيف أنه «حين زار الجنوب اللبناني لأول مرة بعد التحرير عام 2000، اشتم رائحة بلاده من هناك، واستطاع إشباع جزء بسيط جداً من لهفته تجاه بلاده من خلال مشاهدته للأشجار والطيور في الجهة المقابلة للبنان». كما غيره من الفلسطينيين في الشتات يأمل «ياسر» العودة من الاغتراب (كما يسمّي لبنان) إلى وطنه، لكنه يشكّ بذلك قائلاً «نحن نحلم وعلينا فعل ذلك، لولا هذا الحلم لما صمدنا واستمرينا في متابعة قضيتنا من جيل إلى جيل». من جهته، يرى أبو بلال عدلوني (57 سنة) وهو فلسطيني من حيفا، أنّ القضية لم تمت كي يتم إحياؤها، وأن «يوم الأرض» لا نحدده بتاريخ أو يوم، فكل يوم نسعى ونطمح ونحلم للعودة إلى ديارنا، لا نسعى للحصول على الجنسية اللبنانية رغم أننا ولدنا ونعيش ونحب لبنان لكن حبنا له لا يتفوّق على حب فلسطين.