968412
968412
الرياضية

منتخب الأولمبياد الخاص يتوج بذهب الألعاب العالمية الشتوية

29 مارس 2017
29 مارس 2017

بمشاركة 2700 لاعب ولاعبة من 107 دول -

لن تمنعني الإعاقة من الفوز .. سأرفع علم السلطنة عالميا ..

بهذه العبارات حفر أبطال السلطنة منتخب الأولمبياد الخاص العماني اسم السلطنة عالميا بعد أن تمكنوا من الفوز بالميداليات الذهبية في نهائي سباق الجري بالتتابع لمسافة 4×100متر على الجليد، في ختام دورة الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص والتي أقيمت بمدينة شلادمنج النمساوية خلال الفترة من 20 - 26 من شهر مارس الجاري، وبهذا الفوز استطاع الأبطال إنهاء السباق في زمن قدره 1:34:9 دقيقة فقط ليشاركوا الفريق الصيني في المركز الأول في هذا السباق، وقد شاركت في السباق أربعة فرق وهي: السلطنة والصين وألمانيا ومكاو، وشهد السباق منافسة قوية حيث بذل أبطالنا أقصى جهودهم لتسليم عصا التتابع بين أفراد الفريق وهم: ريا بنت حميد الحسنية وشذى بنت مبارك الحسنية وعبد الرحمن بن خلفان الرقادي وخالد بن علي الفارسي الذي انطلق بأقصى سرعة ممكنة ليتفوق على جميع المتنافسين ويصل أولا لخط النهاية مع اللاعب الصيني ويحصدا المركز الأول معًا.

كما حصلت اللاعبتان ريا بنت حميد الحسنية وشذى بنت مبارك الحسنية على ميداليتين فضيتين في نهائيات سباق الجري على لمسافة 200 متر، فيما تمكن عبد الرحمن بن خلفان الرقادي من إحراز المركز الثالث في نفس السباق لفئة الرجال. أما في سباق التتابع لمسافة 100 متر، فحصل اللاعب خالد بن علي الفارسي على المركز الخامس حيث تقلد وشاحًا تقديريًا يحمل رمز البطولة وحصل عبد الرحمن بن خلفان الرقادي على المركز السابع، وجاءت شذى الحسنية في المركز الرابع وريا الحسنية في المركز السابع في نفس السباق لفئة الفتيات.

وتعتبر دورة الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص بمدينة شلادمنج النمساوية أكبر فعالية رياضية في العالم للأشخاص من ذوي الإعاقة الفكرية بمشاركة 2700 لاعب ولاعبة من 107 دول، وبهذا الإنجار التاريخي للسلطنة سجل منتخب الأولمبياد الخاص العماني أسماءهم في السجل العالمي في هذه الرياضة.

قصة البداية

منتخب الأولمبياد الخاص العماني استعد جيدا لهذه الدورة وذلك عندما وصل الى النمسا قبل انطلاق المنافسات بعدة أيام واستعد خلالها ذهنيا وجسديا من أجل التنافس بقوة ورفع علم السلطنة في المحافل العالمية، ومثّل السلطنة في الدورة خالد بن علي الفارسي 20 عاما، وريّا بنت حميد الحسنية 27 عاما وشذى بنت مبارك الحسنية 22 عاما، وعبدالرحمن بن خلفان الرقادي والبالغ من العمر 17 عاما. وترأس الوفد عدنان بن مبارك العويدي المدير الرياضي بالأولمبياد الخاص العماني، والمدرب كميل اللواتي مدرب فريق اللاعبين والمدربة انتصار التوبية مدربة فريق اللاعبات. وشارك اللاعبون الأربعة في منافسات الجري على الثلج ضمن مسافة 100م، و200م، و4×100م تتابعا مُختلطا، حيث تمّ اختيار كلّ فردٍ في هذا المنتخب المميّز لما يتمتّع به من صبرٍ ومثابرة ومهارة عالية وشغفٍ لتحقيق أهدافهم على كافة المستويات الحياتيّة.

ودشن المنتخب مشاركته في الدورة بعدما أطلق الدكتور ألكسندر فان دير بلانا رئيس النمسا شارة بدء المنافسات وأمام خمسة عشر ألف متفرج، انطلق حفل افتتاح دورة الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص والذي جمع بين التقنيات الحديثة المبهرة باستخدام الأضواء وبمشاركة نخبة من ألمع نجوم الغناء والعزف على الآلات النحاسية على مستوى العالم. كما تضمن الحفل فقرة لفرق الفولكلور النمساوي الشعبي حيث تم عرضها على عددٍ كبيرٍ من شاشات العرض التي تم وضعها في أهم التجمعات السكنية لكي يمكن للجميع مشاهدة فعاليات الاحتفال على الهواء مباشرة. وقد ركز الحفل على إبراز الرسالة الإنسانية التي تتمحور حولها بطولات الأولمبياد الخاص، وما تعبر عنه ممارسة الرياضة من قوة وعزيمة وإصرار.

وقد قام عدد كبير من مشاهير العالم في مختلف المجالات بمرافقة اللاعبين خلال طابور العرض الافتتاحي بما في ذلك الأميرة شارلين أميرة موناكو، والأميرة نورة ليختنشتاين، وجيسون مراز، والمطربة هيلين فيشر، وهيذر ميلز، وفياتشيسلاف فيتيسوف، أسطورة هوكي الجليد، والنجمتان ناتاليا فوديانوفا، وجيليان مايكلز. وعلى خشبة ملعب بلانا بشلادمنج، قام حاملو الشعلة بتسليمها إلى اللاعبة النمساوية التي قامت بالجري وتسليمها إلى لاعب آخر وفق التقاليد الرياضية المتبعة في المسابقات الأولمبية ، ثم تم توصيلها إلى محطتها النهائية في أعلى منصة بالملعب. وكانت شعلة الأولمبياد الخاص قد انطلقت في مطلع شهر مارس الجاري من جبل أولمبيا باليونان بمرافقة 120 شخصا و7 من لاعبي الأولمبياد إلى أن وصلت أخيرا إلى أعلى جبال شلادمنج معلنة عن افتتاح فعاليات البطولة. وقد أضيئت سماء المدينة النمساوية بالألعاب النارية.

المركز الثاني

منتخب الأولمبياد الخاص العماني واصل مسيرة النجاح في اليوم الثاني من المنافسات حيث تألقت اللاعبتان ريا بنت حميد الحسنية وشذى بنت مبارك الحسنية في الحصول على المركز الثاني في سباق الجري لمسافة 200 متر على حلبة سباقات مدينة رامساو النمساوية، كما تمكن البطل عبد الرحمن بن خلفان الرقادي من إحراز المركز الثالث في نفس السباق لفئة الشباب، وعلى صعيد آخر حصد الرقادي أيضا المركز السابع في سباقات الـ100 متر، بينما جاء خالد بن علي الفارسي في المركز الخامس في نفس السباق، واحتلت كل من شذى الحسنية وريا الحسنية المركزين الرابع والسادس على التوالي في سباق الـ 100 متر.

رسالة إنسانية نبيلة

وبعد ختام منافسات اليوم الثاني ألقى صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد، رئيس الأولمبياد الخاص العُماني كلمة أمام المشاركين من القادة الشباب وشركائهم من دول العالم الممثلين للمناطق السبع وأكد على أهمية الدور الذي يقومون به والرسالة الإنسانية النبيلة التي يحملونها كمتطوعين قادرين على التغيير والتحدي. وكان اللاعبون قد تم تقسيمهم في بداية البطولة وفقا للأرقام التي حققوها خلال التصفيات التمهيدية للبطولة التي أهلتهم لخوض المنافسات ضمن مجموعاتهم مع عددٍ من الفرق الأخرى التي تضمنت فريق البحرين، والنمسا الدولة المستضيفة، وفنزويلا.

انجاز مشرف

وبعد انجاز السلطنة وحصولها على الميدالية الذهبية أعرب صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد رئيس الأولمبياد الخاص العُماني عن سعادته وفخره بأبطال الأولمبياد الخاص العُماني قائلًا: هذا الإنجاز المشرف من لاعبينا يعود أولًا للإصرار والعزيمة التي يمتلكونها والطموح الذي لا حدود له حيث أثبتوا لأنفسهم وللجميع أنهم أهل للتحدي بتحقيقهم النتائج التي طمحوا لها، وأتقدم بالشكر للمدربين والإداريين وجميع أعضاء الوفد الذين حرصوا على توفير كافة السبل الممكنة لأبطالنا خلال فترة الإعداد البدني والنفسي بالإضافة إلى الأهالي الذين دعموا أبناءهم لتمثيل السلطنة في الخارج بهذه الصورة المشرفة، وهذا الإنجاز يُعد تتويجًا حقيقيًا لكافة الجهود التي بذلت بداية من فترة الاستعداد للمشاركة مرورًا بمرحلة التدريب ووصولًا إلى مقر إقامة البطولة والتواجد في الحدث أثناء المنافسة.

المؤتمر الشبابي

وعلى هامش الدورة شاركت السلطنة في المؤتمر الشبابي حيث قام كل من صفوت بن أحمد الخروصي، وفيصل بن حمود الحراصي وأنور بن محمد المحروقي باستعراض مشروعهم أمام الوفود والزوار المشاركين في الألعاب العالمية الشتوية (مشروع الدمج بالألوان) الذي هدف إلى زيادة مستوى الوعي حول الحد من استخدام (لا لكلمة متخلف)، وقد حرص وفد السلطنة على الاستفادة من هذه المشاركة لتطبيق هذا المشروع عند العودة للسلطنة كحملة فنية كمشروع يسعى من خلالها الأولمبياد الخاص العُماني لتعزيز ثقافة الدمج. وهدف المؤتمر إلى مناقشة التأثير الاجتماعي الإيجابي الذي سيترتب على وجود أجيال موحدة ومتكاتفة معا، واستهدف الأشخاص من ذوي الإعاقة الفكرية والأشخاص من غير ذوي الإعاقة الفكرية لتبادل وجهات النظر وأفضل الممارسات الدولية.

كما تمحور المؤتمر حول كيفية تعزيز دور العائلات كعنصر فاعلٍ في الجهود التي يتم بذلها لرعاية ودمج الأشخاص من ذوي الإعاقة الفكرية في المجتمع.

وعلاوة على ذلك، يتم تشجيع العائلات على المشاركة في تطوير برامج تأهيل ذوي الإعاقة الفكرية ونشر الوعي حول ضرورة إشراكهم في المجالات الاجتماعية والثقافية والرياضية والصحية والمهنية والترفيهية المختلفة، وكذلك ومن أجل إيجاد أجيال موحدة تسعى لمساندة الأشخاص من ذوي الإعاقة الفكرية ودمجهم مع المجتمع وتطوير مهاراتهم وجعلهم أكثر قدرة على التعايش والحياة بشكل طبيعي، وقد ركزت حلقات المؤتمر على إعداد قادة من ذوي الإعاقة الفكرية مع شركائهم من غير الإعاقة الفكرية لإظهار أهمية دورهم ومهاراتهم من خلال ممارساتهم اليومية.

كما حضر الوفد العُماني الأمسية الثقافية التي استعرض خلالها المشاركون ما تتميز به بلادهم كالملابس التقليدية وأشهر الوجبات حيث تبادل خلالها وفد السلطنة مع الوفد الأمريكي من ولاية مينوسوتا الهدايا التذكارية.