أفكار وآراء

استثمار المنتج السياحي

29 مارس 2017
29 مارس 2017

بخيت بن مسن الكثيري -

[email protected] -

بلا شك ان هناك جهودا حثيثة تبذل في القطاع السياحي لكي يقوم بدوره المنوط في الاقتصاد الوطني، خاصة بعد اعتماد استراتيجية السياحة ومبادرات برنامج التنويع الاقتصادي ( تنفيذ) المرتبطة بالسياحة في ظل الفرص الاستثمارية الحقيقية التي يمتلكها هذا القطاع لتنوع المنتج السياحي في البلاد طول العام لمناخها وتضاريسها البحرية والجبلية وكثبانه الرملية التي نعول عليها لجذب مزيد من الاستثمارات الجادة والاستفادة من التسهيلات والدعم والخدمات السياحية ومرافق البنية الأساسية والمواقع التاريخية والتراثية والمتاحف الوطنية والمرافئ السياحية الخ..

حيث تشير أحدث الاحصائيات الى ارتفاع نمو عدد السائحين الى السلطنة بنسبة 16% خلال 2016م وهذه الارقام تبشر بأن الفترة القادمة ستشهد نمو معدلات القطاع السياحي في البلاد خاصة بعد الاعلان عن تدشين جملة من الاستثمارات والمشروعات الطموحة التي اعلن عنها في السوق المحلي مؤخرا لتمثل مرحلة جديدة لشراكة القطاع الخاص والمبادرة لاستثمار الفرص المواتية التي تعزز تنوع المنتج السياحي واستقطاب اكبر شريحة من الزوار والمواطنين والمقيمين في ظل الارتفاع السنوي الملحوظ للعائلات والمقيمين بالسفر الى الأسواق الأخرى بهدف الاستجمام والاستمتاع بمرافقها السياحية النوعية والمتعددة.

فنأمل مزيدا من النجاح والدعم لهذه الشراكات لزيادة فرص العمل وكذلك تطوير نوعية برامج المنتج السياحي كالترفيه العائلي المجزي في الإيرادات الذي ذكر سابقا من خلال الدخول في استثمارات نوعية يحتاجها السوق المحلي فعليا كالحدائق المائية والثلجية والترفية والاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية في هذه الصناعات وإمكانية جذب استثمارات خارجية جادة متخصصة في هذه الأنشطة لتحقيق قفزة نوعية في هذا الجانب.

وبالبرغم من بعض المبادرات في هذا النشاط الا أن السوق المحلي ما زال متعطشا فعلا لاستثمارات كبرى بمستوى يلبي طموح شرائح المجتمع وينشط حركة السياحة الداخلية وبأسعار جذابة تدعم نموها وأرباحها.

ومن هذا المنطلق نشجع رؤوس الأموال المحلية على استثمار الفرص لتعظيم الفائدة الاقتصادية ومستوى الخدمات و ادارتها مع القطاع الخاص لتكون من المعالم المهمة بمواصفات عالمية لتكون متنفسا للمواطنين والزوار والعائلات، والاستفادة من الفرص المواتية بالسوق المحلي لتكون مكملة ورافدا حقيقيا لازدهار النشاط السياحي في البلاد .

فهذه المشروعات مع تنوع المنتج السياحي تمثل خطوة جيدة لاستثمار المواقع الطبيعية والموروث المحلي بمكوناته المادية من آثار مادية وصناعات تقليدية وفنون ضاربة منذ القدم في المسار المناسب لدفع الحركة السياحية طول العام ويكون لها انعكاس ايجابي لتحقيق عوائد متنوعة بشكل مباشر وغير مباشر لتنشيط الاسواق المحلية .

وسوف تساهم بلا شك خلال الفترة القادمة بزيادة اعداد الزوار والسياح الى البلاد في ظل هذه الجهود من كافة الجهات وتمثل فرصا استثمارية واعدة امام الشباب في استثمار هذة الاراضي وبناء قاعدة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع السياحي والاستفادة التجارية من الفرص المتاحة التي يوفرها حتى تكون مثالا ناجحا لتشجيع الشباب على الانخراط في الانشطة التجارية بالقطاعات الأخرى والمساهمة بتنشيط المرافق السياحية بالمحافظات والخدمات المرتبطة فيها خاصة المواقع التي تحظى بإقبال متزايد.

فنأمل النجاح لهذه الجهود وتحقيق المنفعة الاقتصادية لأبناء المجتمع بما يعكس الصورة المشرقة للبلاد في إمكانياتها السياحية من طبيعة وموروث تقليدي اصيل في مناخ استثماري جذاب للفرص المتاحة التي يمتلكها الاقتصاد المحلي ويستوعب القوى العاملة الوطنية في ادارة انشطة واعمال هذه المشروعات الواعدة.