968045
968045
العرب والعالم

معارك غرب «الرقة» إثر هجمات لتنظيم «داعش» دفاعا عن معقلهم

28 مارس 2017
28 مارس 2017

الأمم المتحدة: نزوح 40 ألفا بسبب القتال قرب حماة -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

دارت معارك أمس بالقرب من مدينة الطبقة ومطارها العسكري في ريف الرقة الغربي في شمال سوريا اثر هجمات مضادة لتنظيم داعش على مواقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «شن تنظيم داعش هجمات مضادة ضد قوات سوريا الديمقراطية لاستنزافها في محيط مطار الطبقة العسكري ومدينة الطبقة المجاورة» التي لا تزال تحت سيطرة المتطرفين.

وتسعى قوات سوريا الديمقراطية بدورها، وفق عبد الرحمن، الى «تثبيت نقاط تواجدها حول المطار العسكري لتحصينه» بعد يومين على طرد تنظيم داعش منه.

وتعد مدينة الطبقة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات احد معاقل تنظيم داعش ومقرا لأبرز قادته، وهي تبعد حوالي 50 كيلومترا غرب مدينة الرقة.

وبالإضافة الى مدينة الطبقة، تسعى قوات سوريا الديموقراطية حاليا الى طرد المتطرفين من سد الفرات، أكبر سد في سوريا والذي يعرف أيضا بـ«سد الطبقة». وأفاد مراسل فرانس برس عند مدخل السد الشمالي أمس عن هدوء في محيطه باستثناء بعض قذائف الهاون التي يطلقها التنظيم المتطرف بين الحين والآخر. ولا تفارق طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أجواء السد، فيما يتجول عناصر قوات سوريا الديمقراطية عند مدخله الشمالي.

وتوقف سد الفرات عن العمل الأحد نتيجة خروج المحطة الكهربائية التي تشغله عن الخدمة بسبب المعارك القريبة منه، ما هدد بارتفاع منسوب المياه فيه. وغداة ذلك أعلنت قوات سوريا الديمقراطية تعليق القتال قرب السد لأربع ساعات أمس الأول للسماح للمهندسين الفنيين الدخول اليه «والقيام بعملهم».

وفي وقت لاحق وبعد تأكيدها عدم تعرض السد لأي أضرار، أعلنت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد منتصف الليلة قبل الماضية ان تنظيم داعش «قام بحشد قواته ومهاجمة قواتنا في المنطقة ما اجبر وحداتنا على الرد واستئناف عملية تحرير السد من جديد».

ودخل أمس برفقة الهلال الأحمر السوري عاملون فنيون من سد تشرين (على نهر الفرات في محافظة حلب) للاطلاع على مستوى المياه في السد ومحاولة تخفيف الضغط عنه. وقال احد الفنيين اسماعيل الجاسم لفرانس برس «تشكل الانفجارات والاشتباكات خطرا على السد»، مناشدا جميع الأطراف «الابتعاد» عنه، وأشار الى ان «منسوب المياه مقبول»، مضيفا «جئنا الى هنا لرفع احد البوابات وتخفيف الضغط».

وتتواجد قوات سوريا الديمقراطية على بعد 26 كيلومترا شمال الرقة و18 كيلومترا شرقها و29 كيلومترا غربها، أما أقرب نقطة لها منه فتقع على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرق المدينة.

ولم يبق أمام المتطرفين سوى ريف المحافظة الجنوبي وغالبيته منطقة صحراوية. كما لا يمكنهم الفرار جنوبا الا عبر قطع نهر الفرات بالزوارق من مدينة الرقة التي تقع على ضفته الشمالية.

وأفاد المرصد عن إرسال التنظيم المتطرف تعزيزات عبارة عن «حوالي 900 مقاتل» من مدينة الرقة الى جبهات القتال حولها.

وبحسب عبد الرحمن، تدور حاليا معارك على كافة الجبهات المحيطة بالمدينة «غالبيتها نتيجة هجمات مضادة لتنظيم داعش». وتترافق المعارك مع غارات «لا تتوقف» للتحالف الدولي.

من جهة أخرى، أكدت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، أن القوات السورية بدأت عملية خاصة في غوطة دمشق الشرقية بهدف «تفريق قوات المسلحين والقضاء عليهم» بالتزامن مع استمرار عملية المصالحة في المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام عن رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان الفريق سيرغي رودسكوي قوله، إن «هذه المنطقة بالذات هي مصدر القصف بالهاون على أحياء دمشق السكنية، بما في ذلك منطقة المزرعة، حيث تقع السفارة الروسية».

وأوضح رودسكوي أن «عمليات القصف على أحياء دمشق، تنطلق من حيي جوبر والقابون اللذين ما زالا تحت سيطرة «جبهة النصرة»، واصفا الوضع في هذه المنطقة بأنه «الأكثر صعوبة».

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تتواصل في جنيف الجولة الخامسة من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورتين برعاية الأمم المتحدة، وعلى جدول أعمالها بحث أربعة عناوين رئيسية بشكل متواز هي الحكم والانتخابات والدستور ومكافحة الإرهاب.

ورغم مرور خمسة أيام على انطلاقتها، لم تتمخض العملية التفاوضية (جنيف 5)، عن أنباء تشير إلى حصول أي تقدم فيها، على أي صعيد، وسط تكتم ملحوظ، عما يدور في كواليس المفاوضات، وتمسك كل طرف بمواقفه المعلنة، حول البنود والطريقة التي يجب مناقشتها بها، وقد أعلن وفد الحكومة السورية الى جنيف، خلال لقائه الجانب الروسي، انه قدم العديد من الأوراق وينتظر رؤية «جدية» الأطراف الأخرى في التفاعل معها، وان الوفدين اتفقا على «مواصلة التشاور بما يساعد في تحقيق تقدم في المحادثات».

والتقى الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي وسيرغي فيرشينن والوفد المرافق بمقر البعثة الروسية بجنيف وجرى تبادل وجهات النظر حول سير الحوار هناك.

وقال مصدر سوري مواكب للوفد لوكالة فرانس برس ان اللقاء مع غاتيلوف تناول «مجريات جولة المفاوضات التي لم تحقق أي تقدم حتى الآن»، مضيفا «لم يسجل اي اختراق أو انجاز خصوصا مع غياب المبعوث الدولي الخاص ستافان دي ميستورا لأيام عدة» عن المحادثات.

وأعلن كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات محمد صبرا أن «العملية السياسية لا تزال متوقفة لأسباب أساسية وهي عدم رغبة النظام في ان ينخرط في هذه العملية بشكل جدي».

ومن المقرر أن يلتقي غاتيلوف بوفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، وفق ما قال مصدر معارض لفرانس برس. كما التقى الوفد الحكومي السوري مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف محسن نظيري اصل. من جهتها، أفادت البعثة الروسية في جنيف بأن غينادي غاتيلوف بحث سير المفاوضات السورية في جنيف مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ورئيس الوفد السوري بشار الجعفري.

من جانب آخر، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو امس نظيره الإيراني حسن روحاني الذي يقوم بزيارة تتمحور حول التعاون الاقتصادي والملف السوري الشائك إذ يعد البلدان أبرز داعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال بوتين في مستهل اللقاء مع روحاني في الكرملين ان «إيران جارتنا وشريك موثوق ومستقر»، مضيفا ان موسكو وطهران تتعاونان «بشكل فعال جدا في كل المجالات عمليا» وذلك في تصريحات أوردها التلفزيون الروسي.

من جهة أخرى، ذكرت الأمم المتحدة أمس أن نحو 40 ألفا معظمهم من النساء والأطفال نزحوا بسبب القتال الدائر إلى الشمال الغربي من مدينة حماة السورية.

وقالت الأمم المتحدة إن سكانا فروا إلى الجنوب والغرب من مدينة حماة وإلى بلدات أخرى قريبة ومناطق مجاورة من بينها حمص واللاذقية وطرطوس منذ بدأ مقاتلو المعارضة هجوما في المنطقة قبل أسبوع.