العرب والعالم

يلدريم يحذر أوروبا من التدخل في استفتاء تعديل الدستور

28 مارس 2017
28 مارس 2017

مسؤول ألماني يتهم أنقرة بـالتجسس على أنصار جولن -

أنقرة - برلين (رويترز - أ ف ب): حذر رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم أوروبا أمس من التدخل في استفتاء يجري الشهر المقبل لتعديل الدستور وتوسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان مضيفا أن على أوروبا «أن تهتم بشؤونها الخاصة».

وتسببت مسألة الاستفتاء في توتر العلاقات بالفعل بين تركيا وعدة دول أوروبية منها ألمانيا وهولندا بعد منع وزراء أتراك من حضور تجمعات في مدن أوروبية لحشد التصويت لصالح الاستفتاء الذي يجري في 16 أبريل.

وأدلى يلدريم بالتصريحات في لقاء جماهيري يتعلق بالاستفتاء في إقليم كرمان بالأناضول.

في شأن مختلف اتهم مسؤول ألماني أمس تركيا بممارسة تجسس «غير مقبول ولا يحتمل» في ألمانيا على مؤيدي الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب يوليو 2016.

وقال وزير الداخلية في مقاطعة ساكسونيا السفلى شمال غرب ألمانيا بوريس بيستوريوس أمس «من الملاحظ الكثافة والشراسة المستخدمة في التحقيق بأمر الاشخاص الذين يعيشون في الخارج».

وقال في مؤتمر صحفي أن هذا «غير مقبول ولا يمكن احتماله مطلقا».

وكشف المسؤول الاشتراكي الديمقراطي الذي يشرف على أجهزة الاستخبارات المحلية، ان أنقرة طلبت من برلين مساعدتها في التجسس على 300 شخص ومنظمة في جميع أنحاء ألمانيا، تعتبرهم مقربين من حركة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الصيف الماضي.

وأضاف أنه تم تســـــــليم القائمة إلى حكومات المقاطعات.

إلا أن مقاطعة ساكسونيا قررت بدلا من ذلك إبلاغ أكثر من 10 من الأهداف الواردة على القائمة ومن بينها مدرسة وشركتان على الأقل خشية أن يتعرض الأشخاص الى «عمليات انتقامية» في حال زاروا تركيا وهم يعلمون أنهم على قائمة الأشخاص المراقبين.

وأضاف أن السلطات التركية تتصرف بطريقة «تنم عن خوف من المؤامرة يمكن وصفها بالمرضية».

وقال إن هذه السلطات تفترض أن «جميع أنصار غولن هم إرهابيون وأعداء للدولة رغم عدم وجود أي دليل على ذلك».

وأضاف «حتى اليوم ليس لدينا أي دليل يذكر على أن أنصار غولن خالفوا أية قوانين بأية طريقة ممكنة».

ورغم أن الداعية غولن (75 عاما) الذي يعيش في الولايات المتحدة نفى على الدوام أية علاقة له بالمحاولة الانقلابية التي هدفت للاطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن أنقرة شنت حملة قمع شديدة على أنصاره.

واعتقلت أنقرة أكثر من 41 ألف شخص بسبب الاشتباه بعلاقتهم بحركة غولن، كما أقالت نحو 100 ألف شخص أو أوقفتهم عن العمل، ومعظمهم من المدرسين والشرطة والقضاة والصحفيين.

في فبراير داهمت الشرطة الألمانية منازل أربعة دعاة مسلمين أتراك يشتبه بتجسسهم على أنصار غولن لحساب حكومة أردوغان.

بدوره اتهم أردوغان ألمانيا بإيواء أكراد وغيرهم ممن يسميهم «إرهابيين» زاعما أن برلين ترفض تسليم المشتبه بهم.

كما أغضب مدير الاستخبارات الخارجية الألماني أنقرة الأسبوع الماضي عندما قال إنه غير مقتنع بأن غولن وراء المحاولة الانقلابية.

وانتقدت برلين حملة القمع الواسعة التي شنتها أنقرة بعد المحاولة الانقلابية.

وشهدت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي توترا كبيرا في الأسابيع الأخيرة بعد منع عدد من التجمعات المؤيدة للتعديلات الدستورية التي تمنح أردوغان صلاحيات أوسع وكان يفترض أن يشارك فيها وزراء أتراك في ألمانيا وهولندا. ويأتي التوتر مع أوروبا قبل اقل من شهر من استفتاء سيجرى في 16 ابريل على تعديل دستوري يهدف الى تعزيز صلاحيات الرئيس في تركيا ويسمح لأردوغان بالبقاء في السلطة حتى 2029.

وتقول الحكومة ان ذلك سيضمن الاستقرار في تركيا، إلا أن الناقدين يرون في ذلك تغييرا في النظام سيقود إلى حكم الرجل الواحد.