كلمة عمان

آمال كبيرة معلّقة على القمة العربية اليوم

28 مارس 2017
28 مارس 2017

انطلاقا من حقيقة ان أصحاب الجلالة والسمو قادة الدول العربية ، يعملون دوما ، ويحرصون باستمرار ، وتحت كل الظروف ، من اجل تحقيق كل ما يمكن أن يعود بالخير على الشعوب والدول العربية ، في حاضرها ومستقبلها ، بقدر الإمكان ، فإنه من الطبيعي ان تتجه أنظار الشعوب العربية على امتداد المنطقة ، وكذلك أنظار الكثيرين ، على المستويين الإقليمي والدولي ، صوب منتجع البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ، حيث تبدأ اليوم اجتماعات الدورة العادية الثامنة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الدول العربية وممثليهم . وبتكليف سام من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - يترأس صاحب السمو السيد اسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان وفد السلطنة في القمة .

ومن المؤكد ان جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الاردنية الهاشمية ، رئيس القمة العربية الثامنة والعشرين ، قادر بحكمته ، وبما هو معروف عنه من قدرة وبعد نظر ، وحرص دائم وعميق ، على دعم العمل العربي المشترك ، وبالتعاون مع اصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الدول العربية وممثليهم ، على جعل هذه القمة بمثابة اضافة ونقطة انطلاق نحو استعادة التضامن العربي ، واستجماع مختلف عناصر القوة العربية ، ليس فقط لاستعادة السلام والاستقرار الى منطقتنا العربية ، وحل المشكلات المتفجرة فيها بالطرق السلمية والحفاظ على وحدة الدول العربية وسلامة اراضيها ووحدة شعوبها ، ولكن ايضا لبلورة مواقف عربية واضحة ومحددة وقادرة على حماية المصالح العربية ، في الحاضر والمستقبل ، وبناء قاعدة عربية للانطلاق منها لبناء علاقات افضل مع مختلف القوى والأطراف الإقليمية والدولية ، على أساس من الاحترام المتبادل وحسن الجوار وحل الخلافات بالطرق السلمية ، والالتزام الجاد والحقيقي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ، على أي نحو أو تحت أية ظروف ، والعمل أيضا على احترام المواثيق الدولية ، و تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بالنسبة لمختلف القضايا ، واستعادة الحقوق العربية والفلسطينية المشروعة ، خاصة وان العرب يريدون بالفعل تحقيق السلام والاستقرار ، ولكن وفق ما سبق و أعلنوه من قبل بالنسبة للقضايا المختلفة ، وهو ما يتفق ويتماشى مع القانون والشرعية الدولية بكل معانيها ومستوياتها .

ومع ادراك ما تمر به المنطقة العربية الآن ، وما تواجهه من تحديات ، عديدة ومتداخلة ، فإنه يمكن القول بأن اجتماعات ولقاءات اصحاب الجلالة والسمو والفخامة ، في اطار القمة وعلى هامشها ايضا ، قادرة على ان تنتقل بالأوضاع العربية من الوضع الراهن ، الى ما هو افضل ، أو على الأقل التهيئة للسير قدما على هذا الطريق ، باعتباره ضرورة لم يعد من الممكن تجنبها أو تأجيلها ، لان الخلافات العربية ، بمجالاتها ومستوياتها وأسبابها المختلفة تضر في الواقع بمصالح الدول العربية ، فرديا وجماعيا ، ومن المأمول ان تكون اجتماعات اليوم في منتجع البحر الميت خطوة فعالة وملموسة من اجل حاضر ومستقبل عربي افضل تتطلع إليه شعوب المنطقة جميعها .