الملف السياسي

أهمية حلحلة المشكلات العربية

28 مارس 2017
28 مارس 2017

عبدالله العليان -

لا شك أن القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين بالمملكة الأردنية الهاشمية تنعقد في ظل تحديات كبيرة تواجهها الأمة العربية، من حيث المشكلات السياسية والخلافات بين بعض الدول العربية، إلى جانب الصراعات الداخلية التي تعصف ببعض البلدان العربية داخليا، وكذلك قضية الإرهاب في بعض دولها، إلى جانب الملفات الاقتصادية التي تهدف إلى تشجيع وتعزيز التكامل الاقتصادي العربي، بما يعزز التعاون المشترك وفق الاتفاقيات التي حددتها جامعة الدول العربية في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، وغيرها من الجوانب التي تحقق التضامن العربي، ولذلك فان قمة البحر الميت تعتبر من القمم العربية الهامة، وفي منعطف من أصعب المنعطفات التي تمر بها الأمة العربية، وهو ما يجعل هذه القمة ضرورة لحل بعض القضايا العالقة، لاسيما الإسهام في حل القضية السورية والقضية الليبية، إلى جانب الملف العراقي. وقال وزير الإعلام الأردني/‏‏ محمد المومني إن الملف الفلسطيني والعراقي والسوري ومكافحة الإرهاب من أبرز الملفات التي ستناقش في القمة، فضلا عن ملفات أخرى ذات ثقل تهم الدول العربية كالملف اليمني والليبي، كما أن الأردن سيقدم ـ كما تقول بعض المصادر ـ في هذه القمة، ورقة دبلوماسية مهمة على واقع أزمة اللاجئين السوريين الضاغطة على اقتصاده وموارده، لكن البعض يشكك في نتائج هذه القمة التي ستبدأ غدا الأربعاء، وأن التوقعات ـ كما يرون ـ كما سابقاتها من القمم العربية، التي لم تحقق نتائج فارقة على صعيد التضامن العربي، وحل الخلافات العربية، والاتفاق على قضايا مهمة في الجوانب العديدة التي يعيشها الوطن العربي، وفق ما قرره ميثاق جامعة الدول العربية. ولذلك فإن الأهمية الراهنة تحتم الإجماع العربي وتسريع الخطى نحو إنضاج ظروف تحقيقه على قاعدة، أن التحديات القائمة في الأرض المحتلة من أخطر ما واجهه العرب في تاريخهم الحديث، ومن هنا فإن غياب التنسيق والتشاور والتضامن، بحيث يشكل بقاء الوضع العربي الراهن على ما هو عليه، هو وضع يصب في صالح أعداء الأمة، الذين يسعدهم ما يعيشه الوطن العربي من خلافات ومشكلات وصراعات.

صحيح أن القمة العربية السابعة والعشرين التي عقدت العام المنصرم في موريتانيا، خرجت بقرارات مهمة وتوافقية في القضايا العربية المصيرية، والالتزام بالقرارات التي سارت عليها القمم العربية السابقة، من حيث التمسك بالمبادئ الثابتة للحقوق العربية، والحفاظ على التضامن العربي ، ومواجهة التحديات، وتعزيز التعاون، لكنه كله يظل بيانات إنشائية، لم تحقق شيئا ملموسا على أرض الواقع، وهذا ما يقوله المتشائمون عن القمم العربية، وبياناتها التي تعطي الصورة الوردية للواقع العربي، لكن لا تحقق شيئا ملموسا، فالأمة العربية تواجه مصاعب كبيرة، وأزمات متعددة، وهذا ما يتحتم أن يكون هناك تحرك قوي يسهم فيه الجميع، لحل القضايا العربية العالقة، والعمل على إيجاد ما من شأنه، طرح مبادرات لحل الأزمة في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، والتأخير في قضية الحلول في بعض هذه الدول، قد يدفع إلى الفوضى، أو التقسيم، وهذا هو الخطر الداهم، على كل الدول العربية، من هنا فإن الظرف تتطلب اتخاذ قرارات وتوجهات، تسهم في طرح حلول لهذه المشكلات، ولو جاءت ببعض التنازلات من بعض الدول للحل، حتى يتم إبعاد ما هو أخطر وأصعب على هذه الدول التي تعاني مشاكل داخلية خطيرة، والظرف دوليا ليس جيداً أيضا، فمع وصول ترامب للحكم في الولايات المتحدة، تحدث عن الكثير مما لا يسعد بعض الدول العربية التي لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، فقد شكّل، كما يقول د/‏‏ صبري الربيحات، «إلى البيت الأبيض حدثا تاريخيا صادما ساهم في دفع الجميع إلى إعادة حساباتهم والتهيؤ إلى مرحلة جديدة يدرك الجميع اتجاهها ويجدون صعوبة في التنبؤ بنتائجها. فقد وعد ترامب أثناء حملته الانتخابية ببذل جهد استثنائي لإعادة الاعتبار لإسرائيل، على حد قوله، وأعرب عن تأييده لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، إضافة إلى تصريحاته المتعلقة بضرورة توقف أمريكا عن الدفاع عن الدول الحليفة مجانا، ودعوته لمطالبتها بدفع تكاليف الحفاظ على أمنها للولايات المتحدة». والحقيقة أن الشعوب العربية تترجى من القيادات العربية في هذه القمة، بان تخرج بقرارات على مستوى الظروف الراهنة، التي تعيشها الأمة العربية، وهذه من الطموحات التي تتوخاها الشعوب، بما يعيد لهذه الأمة وحدتها وتلاحمها وتضامنها الحقيقي، وليس عبر البيانات التي عادة ما تكون جميلة ورائعة في المضامين والكلمات الإنشائية في حديثها عن الأوضاع العربية الراهنة كما أشرنا، لكن يظل اللقاء والحوار والاتفاق على مجمل القضايا المصيرية، هو في حد ذاته، خطوة إلى إيجاد الظروف التي تخرج الأمة من الظروف التحديات التي تواجهها، وهذا نأمله في المستقبل القريب، وربما هذه القمة العربية بالأردن تكون منطلقا لحلول لبعض المشكلات العربية، خاصة أن الوقت الراهن، يحتاج من القيادات إلى قرارات صعبة، وليس مجرد صياغات لا تؤسس لقرارات جادة للخروج من المأزق الذي تعيش فيه بعض الدول العربية، صحيح أن القمم العربية عادة، لا تحظى باهتمام شعبي كبير، ربما أن الأوضاع العربية، تعاني من الاختلالات والتوترات الداخلية، في بعض بلداننا العربية، ولهذا كانت الروح العربية المعنوية محبطة كثيراً، تجاه الأوضاع العربية الراهنة، وما تعيشه من أوضاع خطيرة، وهذا مما انعكس على عدم الاهتمام الكبير بهذه القمم، كما أن القمم الماضية لم تعكس ما تتضمنه البيانات التي تصدر عادة عنها، لاسيما تجاه التعاون والتكامل والتضامن، والحقيقة أن الشعوب العربية تترجى من القيادات العربية في قمة البحر الميت، بان تخرج بقرارات على مستوى الظروف الراهنة، وهذا يأمله الكثيرون من هذه القمة.