العرب والعالم

بوريسوف يبحث عن تحالفات لتشكيل حكومة جديدة في بلغاريا

27 مارس 2017
27 مارس 2017

صوفيا - (أ ف ب): بدأ رئيس الوزراء البلغاري السابق بويكو بوريسوف البحث عن حلفاء لتشكيل حكومة جديدة وضمان ولاية ثالثة تحت شعار الاستقرار، غداة فوزه الكبير على الاشتراكيين في الانتخابات التشريعية.

وهذه المفاوضات لا بد منها ليتمكن زعيم المحافظين من تشكيل حكومة في النظام النسبي البلغاري بعد حصول حزبه «المواطنون للتنمية الأوروبية لبلغاريا» على 32,6 بالمئة من الأصوات و95 من مقاعد البرلمان ال240، أي اكثر من عدد نوابه في البرلمان المنتهية ولايته (84) وفق النتائج الرسمية بعد فرز شبه غالبية الأصوات.

وهذه النتائج نبأ سار لبوريسوف الذي كانت استطلاعات الرأي تشير الى تعادله مع الاشتراكيين.

اما الاشتراكيون فقد حصلوا على 27% من الأصوات (80 مقعدا) وضاعفوا عدد نوابهم لكنهم اخفقوا في انتزاع السلطة من المحافظين الذين يهيمنون على الساحة السياسية منذ 2009.

منذ اعلان النتائج، بدأت مشاورات غير رسمية بين معسكر الرئيس وبين القوميين الذين حلوا في المرتبة الثالثة (9,1% و27 مقعدا) وباتوا بالتالي شركاء من الصعب الالتفاف عليهم بالنسبة الى بوريسوف.

وكان هذا التحالف من الأحزاب المعادية للمهاجرين والمسلمين وغجر الروما المنضوين تحت لواء «وطنيون موحدون» دعم الحكومة السابقة دون المشاركة فيها.

واكد احد مسؤوليه ويدعى فاليري سمينوف إن «المشاورات يمكن ان تستغرق شهرا على الأقل».

وشهدت الولاية الثانية لبوريسوف التي بدأت في 2014 واختصرها بالاستقالة في اواخر 2016 خلافات داخل الائتلاف الحكومي. وكانت ولايته الاولى (2009-2013) انتهت ايضا بالاستقالة.

ويتوقع المحللون ألا تكون الحكومة المقبلة مستقرة، وشددوا على الخلافات بين المحافظين والقوميين الذين يطالبون بانتهاج خط صارم ازاء تركيا وزيادة ملحوظة في رواتب التقاعد.

يقول المحلل هارالان الكسندروف ان بوريسوف فاز «لأنه عمل على طمأنة مواطنيه ولعب دور الموحد والتصالحي»، في حين ان الكثير من الناخبين لم يخفوا قلقهم من التقارب بين الاشتراكيين وروسيا.

ويتمتع بوريسوف بحضور كبير، فقد كان حارسا امنيا ثم قائدا لشرطة صوفيا.

ولعب على التحذير من عدم الاستقرار وسط وضع دولي يبدو غير مستقر بسبب أزمة الهجرة والتوتر مع تركيا المجاورة.

وكان الاشتراكيون ورثة الشيوعيين الحاكمين قبل سقوط الستار الحديدي، يأملون في استغلال الحماس الذي حمل الى رئاسة الجمهورية في نوفمبر 2016 مرشحهم قائد سلاح الجو السابق رومين راديف.

وجدد بوريسوف الذي دعا الى علاقات «براغماتية» مع موسكو التزام بلاده بمواقف الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.

ورحب بوزيدار ايفانوف (41 عاما) والذي يملك مطعما بالنتائج قائلا «من المهم إلا يكون الشيوعيون (الاشتراكيون في الواقع) ضمن الحكومة».

لكن نينا ايلييفا (52 عاما) خبيرة المعلوماتية تقول ان «الافاق ليست جيدة لان اي حزب اصلاحي لم يحصل على مقاعد في البرلمان».

في هذا البلد الأكثر فقرا في اوروبا والبالغ عدد سكانه 7,4 مليون نسمة ويعاني من الفساد، يمثل بوريسوف لمعارضين الجمود وانعدام القدرة على إجراء الإصلاحات الضرورية خصوصا على صعيد القضاء.

وطالب حزب الإرادة» (فوليا) الشعبوي الجديد الذي يقوده رجل الأعمال فيسيلين ماريشكي وحصل على 4,1 بالمائة من الأصوات و12 مقعدا، أمس بالمشاركة في الحكومة رافضا تقديم دعم برلماني من دون حقيبة وزارية. ولا يرغب بوريسوف في التحالف مع «حركة الحقوق والحريات» الحزب التاريخي للأقلية المسلمة التركية بشكل أساسي الذي تعادل تقريبا مع القوميين (8,9 بالمائة، 26 مقعدا).