صحافة

الإرهاب يغرس نصله في قلب بريطانيا

27 مارس 2017
27 مارس 2017

على إثر هذا الحادث الإرهابي الذي وقع يوم الأربعاء الماضي، خرجت جميع الصحف البريطانية في اليوم التالي تحمل على صفحاتها الأولى والداخلية صورًا وتقارير وتحليلات تعبر كلها عن حالة الغضب التي تسود الشارع البريطاني بسبب هذا الحادث الإرهابي البغيض.

واختلفت عناوين الصحف في منطوقها، واتحدت في جوهرها، وجاءت على النحو التالي: «اعتداءات على ويستمنستر (التايمز). و«الإرهاب في قلب لندن» (المترو). و«هياج إرهابي في ويستمنستر» (ديلي اكسبريس). و«الإرهاب في ويستمنستر» (الجارديان - صحيفة آي). و«هجوم على الديمقراطية» (ديلي ميرور). و«الإرهاب في لندن» (ديلي ستار). و«لن نسمح للشيطان أن يفرقنا» (ديلي تلجراف). و«اليوم الذي جاء فيه الإرهاب إلى ويستمنستر» (ديلي ميل). و«المهووس الذي غرس السكين في قلب لندن» (الصن).

كما تنوعت الصور التي نشرتها الصحف على صفحاتها الأولى فمنها ما ركز على شهامة الوزير بوزارة الخارجية توبياس ايلوود في محاولته إنقاذ الشرطي الذي اغتاله الإرهابي بسكين، ومنها ما ركز على انتشار القتلى والجرحى فوق جسر ويستمنستر، وبعضها نشر صورة الإرهابي القتيل ومحاولة رجال الإسعاف إنقاذ حياته. وركزت صحيفة «ديلي ميل» على صورة محاولة إنقاذ القاتل مع بعض التفاصيل الأخرى.

أما صحف الجمعة وصحف نهاية الأسبوع فركزت على شخص الإرهابي القاتل نفسه. «الجارديان» ذكرت أن اسمه خالد مسعود وأنه مولود في بريطانيا. كما نقلت «الفايننشال تايمز» عن المتحدث باسم الشرطة بأنه متشدد من اصل بريطاني. وذكرت «التايمز» بأنه تحول الى الإسلام ومعروفا عنه العنف منذ شبابه، وكان يتعاطى المخدرات، ولم ينفصل خلال فترة مراهقته عن أصدقاء وصفوا بـ«المجرمين».

وذكرت «الديلي اكسبريس» انه كان يعمل مدرسًا، وهو أب لثلاثة أطفال وعمره 52 عامًا، وهو متطرف داعشي جلب الإرهاب لشوارع لندن. فيما وصفته صحيفة «المترو» بأنه «بلطجي» مولود في منطقة «كنت» وتحول إلى إرهابي وهو في منتصف العمر.

ورغم إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن حادث الإرهاب، غير أن صحيفة «التايمز» في تحليل كتبته كاثرين فيليب تحت عنوان «ذئب منفرد أم مخطط لتنظيم داعش»، استبعدت أن يكون التنظيم على علم بهجوم لندن قبل وقوعه. حيث جاء إعلان التنظيم مسؤوليته بعد 22 ساعة وباللغة نفسها، التي يستخدمها بعد كل الهجمات، مضيفا عدم وضوح الدور الذي لعبه التنظيم في الهجوم؛ هل دبره، أم ساعد في تنفيذه، أم كان فقط ملهما لمنفذه؟

وأكدت صحيفة «صانداي تايمز» التي نشرت تحقيقا مطولا اهتمت فيه بالتنقيب عن حياة القاتل خالد مسعود، وذكرت أن الشرطة البريطانية تؤكد اعتقادها بأن خالد مسعود كان «ذئبا منفردا»، عمل لوحده دون تخطيط مباشر من تنظيم داعش.

وذكرت «صانداي تايمز» انه تحول من عازف جيتار الى متطرف، وقد اودع السجن مرتين، وتحول إلى الإسلام داخل السجن، وخرج من السجن ليطلق زوجته ويتزوج بأخرى لم تطق العيش معه بسبب عنفه.

كما تذكر الصحيفة أيضا أنه سافر إلى السعودية ثلاث مرات، الأولى عام 2005 بحجة تدريس اللغة الانجليزية، ومكث سنة. ثم عاد مرة أخرى عام 2008 إلى 2009. وخلال هذه الفترة غير اسمه إلى «خالد مسعود». وكانت آخر رحلاته إلى مكة في مارس 2015 لأداء العمرة، بحسب بيان السفارة السعودية في لندن، التي أكدت أن السلطات هناك لم تر أي علامات تثير الشبهات.

وفي تقرير كتبه سام جونز لصحيفة «فايننشال تايمز» جاء فيه أن المحققين في الهجوم سيحاولون جمع خيوط حياة رجل تقول الشرطة إنه كان على هامش العنف، ولكنه رب أسرة مثالي كما قال جيرانه الذين عرفوه عن قرب، وسيركز المحققون على السبب الذي جعله يتحول للعنف؟ ومتى قرر قتل المارة ورجال الأمن في الشوارع انطلاقا من أيديولوجيته؟

واهتمت افتتاحيات الصحف البريطانية بالهجوم الذي ادى الى مقتل خمسة أشخاص بينهم منفذ الهجوم، فضلا عن خمسين جريحًا، ووصفت افتتاحية «ذي تلجراف» الهجوم بالمروع، خاصة عندما تكون العملية الديمقراطية هي الهدف والأبرياء البسطاء الذين يقتلون هم الضحايا.