المنوعات

الشيخ محمد بن سالم في عيون الشعراء

27 مارس 2017
27 مارس 2017

العمانية: يُعد الشيخ القاضي محمد بن سالم الرواحي من أبرز الوجوه الفكرية والثقافية العُمانية خلال القرن العشرين المنصرم، ليس في زنجبار فحسب بل في عُمان وغيرها من البلدان.

ينتمي الرواحي إلى أسرة علمية عريقة اتخذت من زنجبار موطنًا لها مع الإبقاء على روابط التواصل قوية مع الوطن الأم عمان.

فقد سافر والده الشيخ محمد بن سالم الرواحي إلى زنجبار بناء على طلب من السيد برغش بن سعيد، وقد عمل كاتبًا له، وقد حظي بمكانة رفيعة لدى حكام زنجبار. حيث كان من أبرز العلماء وألمع الكتاب في زمانه لما يمتلك من موهبة مشهود لها في الخط.

ولد الشيخ محمد بن سالم في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 1328هـ، الموافق التاسع من نوفمبر لعام 1909م في جزيرة زنجبار. وقد تعهده والده منذ بواكير صباه بالرعاية والعناية الكافيتين، فقد كان تحت عين والده طوال الوقت وقد كلف المعلم عبيد بن زايد المعولي بتعليمه القرآن الكريم حتى أتم حفظه، ثم توجه بعد ذلك للدراسة على كبار علماء زنجبار في زمانهم وهم الشيخ محمد بن سعيد الكندي، والشيخ قسور بن حمود الراشدي، والشيخ غريب بن علي العوفي. فلما آنس منه والده النضج ورجاحة العقل وتحمل المسؤولية ولاه متابعة الشؤون المالية والتجارية والزراعية للأسرة.

ولكن هذه المهام لم تزد عوده إلا قوة وصلابة، ولم تمنعه من تبوؤ مكانة علمية واجتماعية بين العمانيين في زنجبار وخارجه.

فقد كانت له نشاطات ضمن الجمعية العربية حيث تولى سكرتارية الجمعية لمدة سنة بدلاً عن الشيخ هاشل المسكري.

وقد كان للشيخ الرواحي نشاط ملحوظ في الصحافة خصوصا تلك المقالات التي نشرها في جريدة الفلق التي كانت تصدرها الجمعية العربية. وللشيخ الرواحي شبكة من العلاقات التي كونها نتيجة نشاطه العلمي والفكري والسياسي ومن جملة من تواصل معهم الشيخ سليمان الباروني والعلامة أبو أسحاق إبراهيم أطفيش، كما ربطته علاقة قوية مع المفكر الإسلامي محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار، والأستاذ محب الدين الخطيب صاحب مجلة (الفتح) والدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر.

كما ربطته علاقة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والشيخ محمد بن سلمان آل خليفة، والأمير ابن جلوي أمير المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

والباحث في التاريخ العماني والدراسات الإسلامية الشيخ أحمد بن سعود السيابي عُني بجمع القصائد التي قيلت في الشيخ محمد بن سالم الراوحي، وجاءت ضمن كتاب حمل عنوان «قصائد من الماضي قيلت في الشيخ القاضي محمد بن سالم الرواحي».

وقد كتب مقدمة شارحة لمكانة الشيخ العلمية والفكرية، وبلغت القصائد سبعا وعشرين قصيدة لجملة من الشعراء من عمان وخارجها، وتعكس هذه القصائد مدى ما يحتله الشيخ من مكانة في نفوس الشعراء والأدباء.

وتندرج هذه القصائد في فن الإخوانيات الذي يبتعد عن فن المديح في صيغة التكسبية ويقترب من الشعر الحميمي النابع من العلاقة الإنسانية والأخوية بين الشاعر، ومن قيلت فيه القصيدة.

وبلغت القصائد التي قالها سالم بن سليمان البهلاني اثنتي عشرة قصيدة كتبها على فترات من 1349هـ، وحتى 1397م وهناك قصائد للشاعر البهلاني غير مؤرخة.

كما نجد سبع قصائد مرسلة من قبل فضيلة الشيخ عبدالرحمن ابن الشيخ عبدالله العمير قاضي محكمة القطيف المستعجلة، وتعود أقدم هذه القصائد إلى 1390هـ مهنئًا فيها الشيخ الرواحي بعيد الفطر تدور القصائد حول موضوع التهنئة بالأعياد حتى سنة 1401م. وثلاث قصائد للشيخ والعالم الجليل أحمد بن عبدالله الهدار قاضي الجزيرة الخضراء.

وثلاث قصائد للشيخ خالد بن هلال الرحبي، وقصيدة للشيخ الشاعر هلال بن سالم الرحبي، وقصيدة أخرى للشاعر صالح بن علي الخلاسي.

جدير بالذكر أن الكتاب قد صدرت طبعته الثانية في 2016م عن منشورات ذاكرة عمان حيث إن الطبعة الأولى قد صدرت عام 1982م.

والكتاب جاء في 95 صفحة.