965798
965798
العرب والعالم

خبراء يحذرون من احتمالية شن مزيد من الهجمات في بريطانيا

26 مارس 2017
26 مارس 2017

بعد هجوم وستمنستر الأسبوع الماضي -

لندن - (د ب أ): يقول المحللون إنه من الصعب منع هجمات «الذئاب المنفردة» التي تعتمد على تسليح السيارات لاستهداف المارة، مثلما حدث في لندن الأربعاء الماضي، كما أن هذه الهجمات من المرجح أن تصبح شكلا شائعا للإرهاب في المستقبل في بريطانيا.

وقد نفذ شخص واحد هجوم الأربعاء الماضي، الذي أودى بحياة أربعة أشخاص وأسفر عن إصابة العشرات.

وكان خالد مسعود -52 عاما- قد قام باستئجار سيارة في مدينة برمنجهام قبل أن يستخدمها في دهس المارة على جسر وستمنستر.

وبعدما حطم السيارة، اقتحم بوابة لمبنى البرلمان المجاور، وطعن رجل شرطة مما أدى لوفاته، قبل أن يطلق عليه النار رجال الشرطة الآخرون ليردوه قتيلا.

وقد وقع الهجوم في منطقة وستمنستر بوسط لندن بالقرب من البرلمان، أحد أكثر الأماكن التي تشهد تواجدا أمنيا في بريطانيا، حيث يوجد الكثير من البوابات الأمنية ومصدات للسرعة وكاميرات وأدوات أمنية أخرى.

ويعد هذا الهجوم الأعنف الذي تشهده بريطانيا منذ أن وقعت هجمات متعددة في وسائل نقل عام، مما أودى بحياة 52 شخصا وإصابة 700 آخرين في لندن عام

2005 . وقال بول جيل، الخبير في مجال الإرهاب في جامعة كوليج لندن لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) « المهاجمون المنفردون أو المؤلفون من شخصين هم النمط السائد منذ عدة أعوام في انجلترا، ومن المرجح استمرار هذا التوجه». ويعد جيل هو مؤلف كتاب « الإرهابي المنفرد» (Lone Actor Terrorists ) الذي صدر عام 2015، ويحلل نتائج دراسته السلوكية لأكثر من مائة مهاجم.

ويقول جيل إن نجاح الوكالات الاستخباراتية في كشف وتفكيك المزيد من مخططات الجماعات المعقدة تعد عاملا في ازدياد الهجمات المنفردة.

وأضاف « هذا تعديل تكتيكي لمكافحة الإرهاب».

وأوضح أن الهجمات الإرهابية الأحدث « تبنت توجها غير معقد بالمرة، كما أنها لا تعتمد على أدوات تكنولوجية حديثة» مضيفا أنه غالبا ما يتم استخدام السكاكين أو السيارات.

وأشار جيل إلى أن هذه المخططات يصعب رصدها مبكرا، مقارنة بالهجمات التي تشمل شراء أسلحة أكثر وضوحا مثل المسدسات أو المواد التي تستخدم لتصنيع القنابل.

ويتوقع اوستو اهو، المحلل البارز في مركز جاين للإرهاب والتمرد أن تشهد بريطانيا نمطا من الهجمات الإرهابية « ذات القدرة المنخفضة والتأثير القوي، كما هناك احتمالية أقل لشن هجمات معقدة من قبل « خلايا منظمة من عدة أشخاص «.

وكتب اهو في تحليل حول هجوم لندن «قوانين حيازة الأسلحة المشددة في انجلترا، وصعوبة الحصول على أسلحة آلية حتى في السوق السوداء، يقللان من احتمالية حدوث هجمات تسفر عن وقوع خسائر بشرية كبيرة».

وأكمل أن هذا يزيد من احتمالية وقوع هجمات بالسيارات « وهو التكتيك الأكثر ترجيحا لدى المهاجمين المنفردين الذين يريدون شن هجمات تسفر عن خسائر بشرية كبيرة».

واتفقت باولين نيفل جونز، العضو بمجلس اللوردات، مع الخبراء على أنه من الصعب وقف وقوع هجمات مماثلة « باستثناء التي تكون على مستوى احترافي استثنائي ومكلف «.

وكتبت نيفل، التي ترأست سابقا لجنة الاستخبارات المشتركة بالبرلمان، في مجلة بروسبكت: «تمثل الهجمات التي تعتمد على تكنولوجيا محدودة مثل هذا الهجوم، وتشمل سيارة وسكين، ويمكن الإعداد لها سريعا وبصورة محلية دون ترك أي أثر للوكالات أو الشرطة لتعقبه من أجل رصد الهجوم قبل تنفيذه، تحديا خاصا للغاية».

وحذر اهو من أن الأماكن السياحية المزدحمة، وخاصة في المناطق المفتوحة بالقرب من المواقع الهامة مثل البرلمان تعد الأهداف المرجح استهدافها بصورة كبيرة في لندن، حيث إنه من الصعب تأمين هذه الأماكن ومنع وقوع هجمات».

ويطالب بعض المعلقين والمشرعين الحكومة بزيادة العمل في الجاليات المسلمة لمنع الراديكالية، وذلك على الرغم من انتقادات المسلمين والجماعات الحقوقية لبرنامج بريفنت لدمج الجاليات والزعماء الدينيين في مبادرات مكافحة التطرف.

وطالبت منظمة «كيج» الحقوقية ومقرها لندن، التي تعارض الحرب على الإرهاب «بتبني مناخ هادئ وحذر» عقب هجوم الأربعاء.

وقال مدير المنظمة عدنان صديقي في بيان: على الرغم أننا نقبل أن تلعب الخدمات الأمنية والشرطة دورا مهما في الحفاظ على الأمن العام، فان هذه الهجمات، التي تتطلب تخطيطا محدودا لا يمكن ردها من خلال إضفاء الصبغة الأمنية والشرطية على المجتمع.

ويقول جيل إنه على الرغم من مثل هذه المخاوف، فان الشرطة البريطانية «كانت ناجحة للغاية في وقف هجمات للذئاب المنفردة» خلال الأعوام الأخيرة.

وأضاف «وقف هذه الهجمات ليس مستحيلا» مستشهدا بقضية بروسهولوم زيماني - 19 عاما- الذي أدين بارتكاب أعمال إرهاب عام 2015 عقب أن احتجزته الشرطة أثناء محاولته تنفيذ خطة لقطع رأس جندي بريطاني.

وأشار جيل إلى أن بريطانيا «مازالت متقدمة على الكثير من شركائها الأوروبيين في هذا المجال، وتتصرف بصورة أكثر استباقية مقارنة بدول مثل ألمانيا وفرنسا وبلجيكا».