965768
965768
صحافة

إيـــران: تفاقم التوتر بين الكوريتين.. الآفاق والتداعيات

26 مارس 2017
26 مارس 2017

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «إيران» مقالاً جاء فيه: تحوّلت شبه الجزيرة الكورية إلى واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم منذ بداية العقد السادس من القرن الماضي. وكانت هذه المنطقة خاضعة لليابان حتى أواسط عام 1948. وبعد استقلال كوريا عن اليابان بدأ التوتر يتصاعد في هذه المنطقة وتواصل حتى الآن.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب الكورية التي بدأت عام 1950 واستمرت ثلاث سنوات تعتبر أول حرب بالنيابة بين أمريكا والاتحاد والسوفييتي السابق إبان الحرب الباردة التي استمرت حتى مطلع تسعينات القرن الماضي. حيث كانت موسكو تدعم النظام الشيوعي في كوريا الشمالية فيما كانت واشنطن تدعم النظام الليبرالي في كوريا الجنوبية، وقد تسببت هذه الحرب في سباق تسلح غير معهود بين الكوريتين طيلة العقود الستة الماضية وهيأت الأرضية لتدخل القوى الأجنبية في عموم المنطقة.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول: على الرغم من الضغوط الدولية وخصوصًا من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن ما زالت كوريا الشمالية تواصل تجاربها الصاروخية والنووية، فيما عمدت كوريا الجنوبية إلى عقد تحالفات عسكرية وتسليحية مع واشنطن، وفي السنوات الأخيرة من وجودها في البيت الأبيض انتهجت إدارة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» استراتيجية جديدة حيال دول شرق آسيا لا سيّما بشأن الكوريتين والصين واليابان، وبعد تسلمه مهام عمله قبل شهرين واصل الرئيس الأمريكي الجديد «دونالد ترامب» سياسة «أوباما» تجاه هذه الدول حيث بقيت واشنطن تراقب كوريا الشمالية وتواصل في الوقت ذاته تحالفاتها مع كوريا الجنوبية واليابان لا سيّما في المجالين الأمني والعسكري، وقد هدد وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس» باتخاذ إجراءات قاسية ضد بيونح يانج في حال واصلت تجاربها النووية والصاروخية، فيما قامت الأخيرة بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه بحر اليابان، واعتبرت المناورات المشتركة التي أجرتها القوات الأمريكية مع القوات اليابانية والكورية الجنوبية بأنها تمثل تهديدًا جديًّا لأمنها، خصوصا بعد قرار واشنطن نشر منظومات صواريخ ثاد «THAAD» في أراضي كوريا الجنوبية واليابان.

وأضافت الصحيفة: على الرغم من أن الصين تقف إلى جانب كوريا الشمالية في أزمتها مع جارتها الجنوبية إلاّ أنها مع ذلك عبّرت عن قلقها إزاء مواصلة بيونج يانج لتجاربها الصاروخية الباليستية باعتبارها تشكل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الدولي وتتسبب بتوتر خطير في عموم منطقة شبه الجزيرة الكورية.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الإدارة الأمريكية ستواصل نفس استراتيجيتها السابقة خلال السنوات القادمة من خلال التلويح بإمكانية استخدام القوة ضد كوريا الشمالية من جهة، والضغط على الصين لتغيير سياستها تجاه بيونج يانج من جهة أخرى، لكنها رجحت في الوقت نفسه أن يبقى احتمال حصول مواجهة عسكرية مباشرة بين أمريكا وحلفائها من جهة وكوريا الشمالية من جهة أخرى ضئيلاً بسبب المخاطر الجمّة التي يمكن أن يتحملها الجانبان والتي يرجح أن تتوسع رقعتها إلى مناطق أخرى لوجود قوى إقليمية ودولية لا يمكن التكهن بردود أفعالها في الوقت الحاضر، أي بمعنى آخر أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية سيبقى أشبه بنار تحت الرماد ما لم يسرع المجتمع الدولي ومنظماته المؤثرة باتخاذ قرارات وإجراءات فاعلة لنزع فتيل هذه الأزمة.