964450
964450
المنوعات

الاحتفاء بحياة الشيخ أحمد بن حمدون الحارثي بالقابل

25 مارس 2017
25 مارس 2017

القابل- راشد بن محمد الحارثي -

رعى معالي الشيخ محمد بن احمد الحارثي مستشار الدولة مساء أمس الأول صالون سعيدة بنت خاطر الفارسية الثقافي بولاية القابل بالقاعة المتعددة الأغراض المجاورة لمكتب والي القابل وذلك تحت شعار (صهيل الشعر والخيل ) في جولته الثالثة عشرة بحضور الشيخ علي بن عيسى الحارثي والشيخ عبدالله بن حمدون الحارثي وعدد من أصحاب السعادة وأصحاب الفضيلة ومشايخ الولاية والمهتمين بالجانب الثقافي.

وفي مستهل الفعالية الثقافية ألقى الشيخ الدكتور محمد بن سالم الحارثي حفيد الشيخ الشاعر أحمد بن حمدون الحارثي المحتفى به كلمة بهذه المناسبة، وأكد في كلمته بأن المتتبع لتاريخ الشعر يجد بأن عمان من الدول التي أثرت المشهد الثقافي العربي من خلال نتاجات مفكريها ومثقفيها وأدبائها وشعرائها منذ العصور القديمة وحتى عصرنا الحالي.

وأن ولاية القابل كغيرها من الولايات في سائر أنحاء السلطنة خرّجت العديد من الشعراء والأدباء والخطباء والساسة والمصلحين عبر مسيرة حافلة ولعل شخصية الشاعر الشيخ أحمد بن حمدون الحارثي المحتفى به -رحمة الله عليه- في هذه المناسبة ذلك العلم الذي ترك آثاره ظاهرة وشاهرة، وكان نتاجه الشعري نتاجا جديرا بأن يحتفى به هو أبرز مثال على ذلك إلى جانب العديد من الشعراء ومنهم الشاعر جمعة بن سليم بن هاشل الخنجري الحارثي الذي لا يزال شعره يحفظ في الصدور وليس في السطور، وكذلك الشاعر الفحل صاحب القول الفصل الشيخ محمد بن عيسى بن صالح الحارثي صاحب ديوان أبي الفضل، والأمير المناضل الشيخ صالح بن عيسى الحارثي، والشيخ الوقور عبدالله بن سليمان بن حميد الحارثي، والأديب الشيخ أحمد بن عبدالله الحارثي صاحب ديوان ابن الحكم وغيرهم من فحول الشعراء.

كما تحدثت ضمن هذه الأمسية صاحبة المبادرة سعيدة بنت خاطر الفارسية حول الأهداف الرئيسية لصالون سعيدة خاطر مؤكدة أن ضمن هذه الأهداف هو احتضان الشعراء والشاعرات والأدباء من مختلف ولايات ومحافظات السلطنة معتبرة أن إنشاء الصالون ومجالاته المختلفة هو جانب من الجوانب التطوعية التي تشجع المثقفين والشعراء وتنمي قدراتهم الإبداعية الى جانب التعرف على تراث ولايات السلطنة المختلفة والاطلاع عن قرب على هذا الإرث الحضاري.

مؤكدة أن صالون سعيدة خاطر يحط رحاله في ولاية القابل في محطته الثالثة عشرة ليحتفي بالشعر والأدب والشيخ الشاعر أحمد بن حمدون الحارثي، وقد أنشئ الصالون في عام 2014م.

وألقيت ضمن الفعالية الثقافية ورقة تتحدث عن سيرة الشاعر الشيخ أحمد بن حمدون الحارثي المحتفى به من إعداد المهندس الأديب سعيد بن محمد الصقلاوي الجنيبي وألقاها نيابة عنه الأستاذ فهد بن حمود بن سعيد النعماني وهدفت الورقة إلى التعرف على جنبات مسيرته، وإلقاء الضوء على ردهات مقصورة هذه الشخصية الفذة التي رسمت ملامح الحراك الثقافي والإنساني السائد في وقته في عمان وفي المهجر، وخطوط عامة رسمت حول شخصية الشيخ الشاعر أحمد بن حمدون الحارثي مفتي زنجبار.

حيث أوضحت الورقة بأن دولاب حياة الشاعر الشيخ كانت يدور حول محوري عمان وزنجبار، وكان كل محور منهما له أهميته وخصوصيته، إذ أن المحور الأول كانت تدور عليه عجلات البداية، واستأثر المحور الثاني بالنهايات التي شخصت ملامح حياته في صورتها الكمالية.

وأوضحت الورقة بأن الشاعر الشيخ المحتفى به ولد في مدينة المضيرب عام 1323 هجريا، وكان أول ما آنست إليه نفسه ذلك الشعر الصافي الذي كان يحفظه والده – تلميذ نور الدين السالمي – فيرسله زخات لتروي عطشه.

وقد أثرى مداركه المناخ الثقافي الذي كان يتنقل في محيطه، حيث تلقى علومه الأولى من تعلم القرآن وفقه اللغة العربية بنحوها وصرفها وبيانها ومعانيها، وكذلك العلوم الدينية من فقه وحديث وأصول وغيرها على يد أساتذة ذلك الوقت.

وقد أكب الشيخ أحمد على الدراسة العلمية الدينية ومراجعة الكتب الفقهية، فتصوف فكرا ونفسا ووجدانا، وأفاض شعرا دينيا يعبر عن اتجاهاته، ويشير إلى حياته الجديدة التي ارتضاها لنفسه وبيته.

وتضمن أدبه نوعين من الفنون الأدبية هما: النثر والشعر، وظل النثر مقتصرا على الرسائل الأدبية والإخوانية، والأحاديث والخطب، وما سمح به الزمن من كتابات كان عمودها الدين ومدادها الثقافة الإسلامية.

ويصفه سماحة المفتي الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في قوله: «كان الشيخ أحمد بن حمدون الحارثي كاتبا أديبا، عنده ملكة في الكتابة، وما كان يعنى بالخطابة، وإنما كان متمكنا في الكتابة، وكان عندما يلقي خطبة تكون مكتوبة، ولكن خطبه فيها قوة في التعبير، ورصانة في الأسلوب، وجزالة في الألفاظ». كما شارك في هذه الأمسية الثقافية عدد من الشعراء من دولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة إلى جانب شعراء من مختلف ولايات ومحافظات السلطنة منهم سعادة الشيخ الشاعر غصن بن هلال العبري ضيف شرف هذه الفعالية الثقافية، ركزت هذه الجوانب الشعرية على الإنجازات العظيمة التي حققتها السلطنة في مختلف المجالات الثقافية والأدبية والسياسية وما ميز عمان بالتعاطي بعقلانية في مختلف الجوانب وعلى جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية كما طاف الشعراء أيضا في مختلف مجالات الشعر والتي لاقت استحسان الجميع.

وفي ختام الفعالية الثقافية تم تكريم الشعراء المشاركين، حيث قام معالي الشيخ راعي المناسبة بتسليم المكرمين الهدايا التذكارية، كما تسلم معاليه هدية تذكارية مقدمة من صالون سعيدة خاطر الفارسية الثقافي.