العرب والعالم

أوكسفام: المجاعة تدق أبواب اليمن

24 مارس 2017
24 مارس 2017

حذّرت منظّمة «أوكسفام» من أن المقاتلين اليوم في اليمن وداعميهم الدوليين يدفعون باليمن إلى حافة المجاعة بشكل متعمّد وذلك قبل الذكرى السنوية الثانية لتصعيد الحرب، مؤكدةً أنه تم دفع قرابة سبعة ملايين شخص نحو حافة المجاعة بينما 70% من السكان بحاجة إلى المعونة الإنسانية.

ودعت منظّمة «أوكسفام» في تقرير لها إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة على جهتين: الأولى، الاستئناف الفوري لعملية السلام والثانية، أن توفّر الجهات المانحة مبلغاً إضافياً قدره 2.1 مليار دولار قالت الأمم المتحدة إنه مطلوب للاستجابة الإنسانية. حيث أن ما تم تمويله إلى الآن 7% فقط من المبلغ المطلوب. وقال مدير مكتب منظّمة «أوكسفام» في اليمن سجّاد محمد ساجد «إذا استمرّت أطراف النزاع- وتلك التي تغذّيها بمبيعات الأسلحة- في تجاهل أزمة الغذاء في اليمن، فكلهم سيتحمّلون مسؤولية المجاعة».وأضاف «إن الشعب اليمني يتضوّر جوعاً حتى الموت، وقد لا يبقى على قيد الحياة إذا استمرّ الوضع بهذا الشكل.

فالاستجابة الإنسانية وتمويلها بالكامل هو أمر أساسي لمنع وفاة أعداد لا تحصى من الناس بدون داع، فجلّ ما يحتاجه اليمنيون هو انتهاء الاقتتال.

على جميع أطراف النزاع أن تستوعب بأن المجاعة هي العدو الحقيقي لليمن، وأن منع المجاعة يجب أن يكون له الأولوية على الأهداف العسكرية لأي طرف، لا يمكن للعالم أن ينتظر الإعلان عن المجاعة في اليمن والتحرّك بعد فوات الأوان».وكانت الغارات الجوية والقتال الدائر قد أسفر عن مقتل أكثر من 7600 شخص، من بينهم أكثر من 4600 مدني، وإجبار أكثر من ثلاثة ملايين شخص على الفرار من منازلهم، وجعلت ما يقرب من 18.8 مليون شخص «70% من إجمالي سكان اليمن» في حاجة إلى المساعدات الإنسانية، وهو أكبر عدد في أي بلد في العالم.

وأكد التقرير أن التحالف الذي تقوده السعودية كان قد دمّر الموانئ والطرق والجسور مراراً وتكراراً، إلى جانب المخازن والمزارع والأسواق، ممّا أدّى إلى استنزاف مخزونات الأغذية في البلاد.

كما وأن سلطة «أنصار الله» تؤخّر تقديم الإغاثة المنقذة للحياة، وفي بعض الأحيان تحتجز العاملين في المجال الإنساني.

وقد أدّى ذلك، مقترناً بالاقتصاد الهشّ إلى هاوية الجوع وساق 6.8 مليون شخص إلى حافة المجاعة.

وقال التقرير «لقد تم فرض الحصار على اليمن، ممّا حال دون وصول الأغذية إلى اليمن.

وفي حين يتم تخفيف هذا الحصار جزئياً، فإن القيود الجديدة المفروضة على الشحن وتدمير العديد من مرافق الموانئ، مثل رافعات ميناء الحديدة في أغسطس 2015 عبارة عن معاقبة للشعب اليمني، لاسيّما وأن إمدادات الغذاء في اليمن تنخفض بشكل حاد.

إن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن تنخفض الواردات الغذائية بشكل كبير أو أن يمنع الصراع القائم الإمدادات من أن تنقل إلى كافة أنحاء البلاد».وقد أظهر مسح غذائي أجرته «أوكسفام» شمل ألفي أسرة أجبرت على الفرار من منازلها في شمال غرب اليمن، بين نوفمبر وديسمبر 2016 والذي أفاد بأن 85% من الناس جائعون، وأن الخيارات الوحيدة لديهم هي التقليل من كمية الطعام الذي يأكلونه أو إعطاء أطفالهم ما يملكون من طعام والبقاء جائعين، لينتهي بهم المطاف بشراء طعام ذي جودة أقل، وغالباً عن طريق الدين.