963468
963468
الاقتصادية

الاستزراع السمكي في السلطنة .. تجربة تنمو بوتيرة متسارعة

24 مارس 2017
24 مارس 2017

تنتشر المزارع في بركاء والمصنعة و منح إضافة إلى قرية وادي جيل بعبري -

عمان - قبل ثلاثة عقود من الزمان كانت تجربة الاستزراع السمكي صعبة نوعا ما مع تزايد أعداد سكان الكرة الأرضية وقلة الموارد الطبيعية من موارد زراعية وغابات ومراع وموارد سمكية، فالنشاط الاقتصادي المتمثل بالاستزراع السمكي غير معروف بين المستثمرين والمستهلكين على حد السواء وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة غير المتاحة وفي بعض الأحيان حلم بعيد المنال. مع مرور السنوات بدأ الاهتمام يتنامى بنشاط الاستزراع السمكي، ويكفي هنا الإشارة إلى أن الاستزراع السمكي من أسرع القطاعات الإنتاجية في العالم نموا، وأصبحت مشاريع المزارع السمكية أهم المستفيدين من التطور الحاصل في تطبيقات التكنولوجيا، فالتحكم في درجات الحرارة والتهوية والضوء وتوفير البيئة المناسبة لإنجاح مشاريع المزارع السمكية أصبحت في متناول اليد ودخلت مشاريع المزارع السمكية عصر التخصص الدقيق بين مزارع للأغراض التجارية ومزارع لإنتاج الأسماك وأخرى متخصصة لإنتاج الزريعة المستخدمة في استزراع الأسماك ومزارع أخرى للأغراض العلمية والبحثية.

توجد مشاريع مزارع سمكية إنتاجية بجودة عالية في السلطنة كمثال عليها مشاريع في ولايات بركاء والمصنعة بمحافظة جنوب الباطنة وولاية منح بمحافظة الداخلية وفي قرية وادي جيل بوادي العين بولاية عبري بمحافظة الظاهرة وفي غيرها من الولايات ما هو قائم وآخر قيد الإنشاء، وتعد نماذج ناجحة لتجربة الاستزراع السمكي في السلطنة، حيث تنوعت تلك المشاريع بين مشاريع لإنتاج الأسماك ومشاريع لإنتاج الزريعة المستخدمة في الاستزراع ومشاريع لإنتاج الأعلاف والعلائق التي تعد المادة الضرورية في الاستزراع السمكي، وتنوعت أيضا طرق الاستزراع المستخدمة، ولكن القاسم المشترك لتلك المشاريع هو التوافق مع البيئة المحيطة والتوظيف المناسب للموارد الطبيعية واستخدام تطبيقات التكنولوجيا الفائقة التطور والإنتاجية العالية في تأكيد واضح على أن مشاريع الاستزراع السمكي في السلطنة تقف على أرضية صلبة وتتكامل مع خطط التنمية والتطوير للمصائد السمكية الطبيعية واليوم لا يوجد أي استغراب من قول المزارع السمكية فهي واقع معايش وقائم على الأرض.

يعتمد المشروع الناجح لإقامة مزارع سمكية منتجة على عدد من العوامل المرتبطة ببعضها وهي المقومات الجغرافية والتوظيف المناسب للموارد الطبيعية واستخدام تطبيقات التكنولوجيا الحديثة والموارد البشرية ذات التدريب والتأهيل العلمي والتقني المناسب للعمل في مجال الاستزراع السمكي، وهنا نستعرض تلك العوامل وأهميتها في نجاح مشاريع المزارع السمكية:

المقومات الجغرافية: حيث تمتلك السلطنة سواحل طويلة تزيد على الـ3 آلاف كيلومتر وبها العديد من الأخوار والخلجان التي تناسب إقامة مشاريع الاستزراع السمكي الناجحة وقد أصدرت وزارة الزراعة والثروة السمكية أطلس للمواقع المناسبة للاستزراع السمكي حيث يعد الأطلس مرجعا مهما للمستثمرين، حيث يعد تحديد المواقع الجغرافية للاستزراع السمكي عاملا مشجعا ومختصرا للجهد والوقت للمستثمرين لاختيار الأماكن المناسبة لإقامة مشاريعهم الخاصة، وهناك أيضا التوظيف المناسب للموارد الطبيعية حيث يقوم الاستزراع السمكي في السلطنة على توظيف الموارد الطبيعية من مياه وأراض سواء داخل الحيازات الزراعية أو على السواحل، حيث تقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في دائرة تنمية الاستزراع السمكي بتشجيع طرق الاستزراع التي تقوم على الاقتصاد في استخدام الموارد الطبيعية مثل المياه كما تعمل الوزارة على أن تكون تلك المشاريع ملائمة للبيئة المحيطة بها ومن عوامل النجاح ذات الأهمية: تطبيقات التكنولوجيا الحديثة : وتساهم تطبيقات التكنولوجيا الحديثة في تطوير مختلف القطاعات، ومجال الاستزراع السمكي يستفيد من التكنولوجيا الحديثة في تطوير المشاريع ورفع كفاءة العمل فيها وزيادة الإنتاجية وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة توظف في العديد من المجالات الفرعية للاستزراع مثل التفريخ وإنتاج الزريعة وإنتاج العلائق المستخدمة في الاستزراع.