كلمة عمان

ضرورة التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب

24 مارس 2017
24 مارس 2017

ان المواجهة التي يخوضها العالم، ممثلا في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي يضم نحو 68 دولة، اجتمع وزراء خارجيتها قبل أيام في العاصمة الأمريكية واشنطن برئاسة ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية، تزداد قوة وفاعلية، سواء في تحرير مساحات تتسع باستمرار في شمال العراق لاستكمال تحرير الموصل من تنظيم داعش، أو بإحكام الحصار بشكل أكبر حول معقل التنظيم في مدينة الرقة السورية، أو في مناطق أخرى يسعى التنظيم إلى تدعيم تواجده، أو الإعلان عن وجوده فيها بشكل أو بآخر. غير أن الجانب الآخر لتلك المواجهة يعبر عن نفسه، في المحاولات المستميتة التي يقوم بها تنظيم داعش، أو خلاياه النائمة، أو الذئاب المنفردة، المرتبطة به أو المتعاطفة معه، من عمليات إرهابية متنقلة، تضرب في أية مدينة، أو أي مكان في العالم، محدثة المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين الأبرياء، وإثارة الفزع وترويع الآمنين، في هذه العاصمة أو تلك، عربية أو إفريقية أو أوروبية أو غيرها، وهو ما دفع الكثير من الدول إلى تشديد الإجراءات الأمنية في الآونة الأخيرة، بما في ذلك المزيد من الإجراءات الاحترازية حيال الرحلات القادمة من بعض مطارات الشرق الأوسط.

وإذا كانت التنظيمات الإرهابية قد تكاثرت، في المنطقة وخارجها، خاصة في ظل المواجهات والحروب الدامية في العراق وسوريا وليبيا واليمن، وفي عدة دول إفريقية وآسيوية أخرى، فإن الهجوم الذي وقع على جسر وستمنستر وفي محيط البرلمان البريطاني في العاصمة البريطانية مساء الأربعاء الماضي، وتشابه الأسلوب الذي تم استخدامه، مع ما تم في هجمات إرهابية أخرى جرت مؤخرا في برلين وباريس وبروكسيل، ومدن أوروبية أخرى، يشير بوضوح إلى أن التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، قادرة بحكم ما يتوفر لها من إمكانيات، على نشر تهديداتها وممارسة عملياتها اليائسة والإجرامية، في أي موقع أو مكان يمكن أن تنفذ منه أو تستغله على أي نحو، وأنها لا تتورع عن إيذاء وقتل المدنيين، الذين لا ذنب لهم سوى وجودهم بالمصادفة في موقع قررت أي من تلك الجماعات الإرهابية الضرب فيه.

وبعد حادث الهجوم في محيط البرلمان البريطاني في لندن، وهو ما أدانته الخارجية العمانية بأشد العبارات، استمرارا لموقفها الثابت والمبدئي في هذا المجال، وتأكيدا على وقوفها إلى جانب الحكومة والشعب البريطاني الصديق في مواجهة ما حدث، فإنه أصبح من المهم والضروري، العمل وبشكل فعال وملموس على تعميق وتوسيع التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب، ليشمل مختلف التنظيمات الإرهابية، بمسمياتها المختلفة، ومن أجل العمل لاقتلاع هذه الظاهرة الإجرامية، التي تنشر القلق والخوف، وعدم الاطمئنان بين الشعوب المختلفة. وهنا فإن تكثيف وتعميق التعاون بين دول التحالف الدولي ضد داعش، وهو ما أكد عليه اجتماع واشنطن، هو خطوة على الطريق، ينبغي أن يتم تعزيزها، عبر وسائل تقنية وأمنية وتبادل معلومات، وغيرها، حتى يتم تخليص العالم من هذه الآفة التي تهدد أمن وسلامة عدد غير قليل من الشعوب، وحتى يعم السلام والاطمئنان ربوع العالم مرة أخرى.