العرب والعالم

اعتقال فرنسي حاول دهس مارة في مدينة انفير البلجيكية

23 مارس 2017
23 مارس 2017

نصب تذكاري في بروكسل تكريما لضحايا الإرهاب -

بروكسل - عمان - شربل سلامه- وكالات:-

اعتقل رجل في مدينة انفير البلجيكية بعد محاولته امس دهس مارة وقالت الشرطة انه فرنسي وأنها عثرت في سيارته على بندقية وأسلحة حادة.

وقالت النيابة ان الرجل من مواليد 8 مايو 1977 ومن الجنسية الفرنسية ويقيم في فرنسا، في حين أعلن تعزيز مستوى «التيقظ» لدى الشرطة في ثاني موانىء أوروبا.

وأضافت انه عثر في صندوق سيارته على أسلحة مختلفة بينها «اسلحة حادة وبندقية وصفيحة تحوي مادة لم يتم تحديد طبيعتها بعد»، وان فريق تفكيك المتفجرات في وزارة الدفاع يقوم بفحص السيارة.

وتقرر «بناء على المعلومات الأولية التي تم جمعها ونظرا لما حدث أمس في لندن، احالة الملف إلى النيابة الفدرالية» المكلفة قضايا الإرهاب.

وأوضحت النيابة انه «رصد صباحا في الساعة 10:45 سيارة تحمل لوحة تسجيل فرنسية في وسط انفير، تسير بسرعة كبيرة جدا... كانت حياة المارة مهددة في أماكن مختلفة»، وأضافت أن العسكريين طاردوا السيارة التي حاول سائقها الهرب لكن «فريق التدخل السريع لدى شرطة انفير تمكن من اعتراضها» بعد أن دخلت القلب التاريخي للمدينة والمخصص جزئيا للمشاة.

وأعلن تعزيز حالة «التيقظ» في عاصمة منطقة الفلاندر البلجيكية علما أن مستوى التأهب من الخطر الإرهابي في بلجيكا في الدرجة الثالثة على سلم من اربع درجات منذ اعتداءات باريس ومن ثم اعتداءات بروكسل ما يعني أن التهديد لا يزال «ممكنا ومحتملا».

وقال قائد شرطة انفير سيرج مويتير للصحفيين أن السيارة «كانت تسير بسرعة كبيرة في شارع لو مير واضطر الناس للقفز إلى جانبي الطريق» لتلافيها، وأن السائق كان «يرتدي ملابس مموهة».

ووصف رئيس بلدية انفير بارت دو فيفير الحادث بانه «عمل ارهابي محتمل» وفق وكالة الانباء البلجيكية، وهو يأتي غداة مقتل خمسة أشخاص واصابة نحو أربعين بجروح في لندن في اعتداء انتهى بمقتل منفذه الذي قتل اثنين من ضحاياه دهسا، والثالث طعنا. ولم يشر مويتير إلى وقوع إصابات.

وأضاف ان تعزيز مستوى التيقظ «يعني انه سيتم نشر عدد كبير من رجال الشرطة في الأماكن المزدحمة».

ويأتي الحادث غداة الذكرى الأولى لاعتداءات مترو ومطار بروكسل التي قتل خلالها 32 شخصا.

ولا يمر أسبوع من دون تنفيذ الشرطة عمليات دهم وتفتيش في بلجيكا في حين يواصل العسكريون القيام بدوريات في المدن الكبرى وتأمين المواقع الحساسة.

وانفير هي ثاني مدن بلجيكا وثاني ميناء أوروبي بعد روتردام وتعيش فيها مجموعة كبيرة مسلمة ذات أصول مهاجرة، ومجموعة من اليهود المتدينين. والمدينة من العواصم العالمية لتجارة وصناعة الماس.

وشارع لو مير من الشوارع التجارية الأكثر ازدحاما في بلجيكا ويجتذب عددا كبيرا من السياح القادمين من هولندا المجاورة.

وأعرب وزير الداخلية يان هامبون في بداية مارس عن قلقه من «تطور التهديد» وقال لفرانس برس «نبقى يقظين ازاء ما يجري لدينا وفي العالم لأن الإرهاب لا يعرف حدودا».

وفي الحي الأوروبي في بروكسل وفي شارع محاذٍ لمبنى الخارجية الأوروبية، يؤدِّي ألى المتنزه الكبير الذي يقع فيه جامع بروكسل الكبير، جرت صبيحة أمس الأول مراسم احتفال ترأسه ملك البلجيكيين فيليب لأجل تكريم ضحايا الإرهاب الذي ضرب عاصمة المملكة البلجيكية منذ عام تماما. أثناء الاحتفال اعطي الكلام لذوي ضحايا الإرهاب. في الكلمات التأبينية أجمع المتكلمون على طلب العمل الدؤوب في مكافحة الإرهاب «كي لا تكون هذه الأرواح الطيبة قد غادرتنا لأجل لا شيء». ملك البلجيكيين فيليب والملكة ماتيلد تحدثا إلى عائلات الضحايا والى المسعفين والى الجرحى الذين أصيبوا في الانفجارات.

في الساحة رُفعت أعلام تمثل الدول التي سقط مواطنوها على الأرض البلجيكية ضحية الإرهاب كم حضر المراسم مدعوون من جرحى الإرهاب الذي ضرب تركيا و فرنسا. الملك البلجيكي فيليب ركَّز في كلمته على عالمية الحزن الذي يصيب البشرية جمعاء عندما يطال الإرهاب بلدا أو مجموعة و قال الملك فيليب: «هنالك عائلات لا تحصى وقعت ضحية الإرهاب في كل أنحاء العالم وهذه العائلات تشاركنا الحزن الذي سببه هذا الجنون القاتل».

الجدير بالذكر أنه في الثاني والعشرين من شهر مارس من العام الفين وستة عشر الإرهاب حصد في يوم واحد اثنين وثلاثين قتيلا وثلاثمائة جريح في العاصمة الأوروبية. الانفجار الأول حصل في مطار بروكسل الدولي  والانفجار الثاني وقع في محطة لقطار الأنفاق قرب المؤسسات الرسمية الأوروبية، وفي المكانين تم الوقوف دقيقة صمت أمس الأول ووضعت أكاليل الزهر بحضور الملك البلجيكي فيليب والملكة ماتيلد والرسميين وعائلات ضحايا الإرهاب. في الحي الأوروبي في بروكسل بات الناس يقصدون هذا النصب التذكاري الجديد الذي يراد منه أن يمثل المدينة الأوروبية «بروكسل» التي طالتها الانفجارات ولكنها لم تسقط وبقيت واقفة صامدة.