العرب والعالم

إجراءات مشددة قبيل الانتخابات الرئاسية الفرنسية

21 مارس 2017
21 مارس 2017

تخوفا من تهديدات إرهابية وإلكترونية -

باريس - (أ ف ب): قبل شهر من موعد الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تجري في 23 أبريل، تم تشديد الإجراءات لمواجهة أي تهديد إرهابي محتمل، ولصد أي هجمات إلكترونية، مشابهة لتلك التي حصلت خلال الحملة الانتخابية الأمريكية الأخيرة.

والوضع غير مسبوق فالانتخابات الرئاسية، إضافة الى الانتخابات التشريعية المقررة يومي 11 و18 يونيو ستجري في ظل حالة الطوارئ التي أعلنت بعيد الاعتداءات الإرهابية في باريس في 13 نوفمبر 2015. حتى في بدايات عهد الجمهورية الخامسة وإبان حرب الجزائر، لم تنظم أبدا أي انتخابات في ظل حالة الطوارئ التي يعتبرها أنصار دولة القانون إجراء مثيرا للجدل.

وحذر وزير الداخلية الفرنسية برونو لورو خلال التمديد الخامس لحالة الطوارئ بأن «الفترة الانتخابية في عام 2017 بما تشمله من نشاط مكثف تزيد أيضا من مخاطر قيام إرهابيين بتنفيذ تهديداتهم».

وزاد من حدة النقاش الأمني الهجمات الأخيرة ضد عسكريين كانوا يقومون بدورية بالقرب من متحف اللوفر في باريس (10 فبراير) وفي مطار أورلي (18 مارس) في بلد لا يزال يعاني من تبعات الاعتداءات الإرهابية التي أوقعت 238 قتيلا منذ يناير 2015. وتم تمديد العمل بالإجراءات الاستثنائية السارية منذ 500 يوم تقريبا حتى 15 يوليو المقبل.

وعلق الرئيس فرنسوا هولاند بعد هجوم أورلي السبت «إزاء التهديد، علينا إبداء اكبر قدر من التيقظ».

وحملت المخاطر من وقوع اعتداءات السلطات الى تعزيز إجراءات حماية المرشحين والتجمعات الانتخابية.

وخلال أيام الانتخابات، سيتم نشر قوات الأمن حول مراكز الاقتراع من أجل إفساح المجال أمام تدخل سريع إذا اقتضى الأمر في حال الخطر أو بناء على طلب من رؤساء الأقلام.

ودعت السلطات الفرنسية من جهة أخرى الى تعبئة عامة لمواجهة أي تهديدات إلكترونية محتملة قد تستهدف التأثير على الانتخابات الرئاسية بشكل خاص، بعد الشبهات بتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية لضمان فوز دونالد ترامب.

وعلق رئيس الوكالة الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية غييوم بوبار في أواخر يناير قائلا في هذا الإطار «ما حصل في الولايات المتحدة يمكن أن يتكرر في فرنسا من الجهات نفسها او غيرها. ومع التداول بالفكرة (القرصنة الإلكترونية) فان الخيارات ستكون مفتوحة أمام المهاجمين المحتملين».

وحذر وزير الخارجية جان مارك آيرولت في فبراير بأن فرنسا «لن تقبل أي تدخل في عمليتها الانتخابية سواء من روسيا او أي دولة اخرى».

وأشار نيكولا ارباجيان الذي يدير دائرة «الأمن الرقمي» في المعهد الوطني للدراسات العليا حول الأمن والقضاء، «إن الحملة الانتخابية هي التي تأثرت في الولايات المتحدة، وليس الاقتراع نفسه»، وتابع «هناك مناخ عام من الارتياب».

في أواسط فبراير، كشف فريق حملة ايمانويل ماكرون انه تعرض لنحو 4 آلاف هجوم إلكتروني في غضون شهر، وندد بنشر شائعات مغرضة عبر وسائل الإعلام وقال انه يشتبه بوقوف الكرملين وراءها، الأمر الذي نفته موسكو بشدة. لكن تسريبات ويكيليكس حول وسائل القرصنة والتجسس التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لا تساعد على طمأنة الرأي العام.

ويشدد لورو على أن «التهديد موجود» مضيفا «انه على مواقع المرشحين وطلبتُ منهم تعزيز امنها».

ويسود القلق أيضا من إمكان التلاعب بالرأي العام من خلال الشبكات الاجتماعية مثلا عبر بث معلومات بشكل مكثف سواء كانت صحيحة او مزيفة لدعم او معارضة مرشح.

على غرار هولندا والنروج والمانيا وايرلندا، ألغت فرنسا الاقتراع الإلكتروني للمقيمين في الخارج في الانتخابات التشريعية المقبلة، بعد اختبارين «مخيبين» وتحذيرات من المجلس الوطني للأمن الإلكتروني، بحسب مصدر قريب من وزارة الخارجية.