المنوعات

متاحف قطر تكشف تاريخ المنطقة في العصر الحجري

20 مارس 2017
20 مارس 2017

الدوحة، “العمانية”: أطلقت متاحف قطر بمتحف الفن الإسلاميّ برنامجها التدريبي الذي تنظمه للعام الثاني على التوالي حول تقنية صناعة الأدوات والأسلحة الحجرية في عصور ما قبل التاريخ بدول مجلس التعاون الخليجي.

يشارك في البرنامج الذي يستمر 5 أيام متخصصو آثار من دول مجلس التعاون الخليجي، ويهدف إلى تثقيف العاملين في مجال الآثار والمتاحف والتراث بدول مجلس التعاون الخليجي حول تاريخ المنطقة الموغلة في القدم وكيف كانت طبيعة الحياة فيها في العصور الغابرة. ويسعى البرنامج إلى تحقيق هذا الهدف عبر رصده لتطوّر تقنية صناعة الأسلحة القديمة وتسليط الضوء على الأدوات الحجرية باعتبارها من الشواهد التي عاصرت بدايات الاستيطان البشري في منطقة الخليج، حيث كانت وسيلة أساسية للسكان من أجل جمع الطعام وإعداده والدفاع عن أنفسهم وغير ذلك من استخدامات أخرى.

وقال علي جاسم الكبيسي المدير التنفيذي لشؤون الآثار بالوكالة في كلمته الافتتاحية للبرنامج إن أهمية مثل هذه البرامج تكمن في تطوير قدرات متخصصي الآثار في دول الخليج وصقل معارفهم وتوحيد الجهود الخليجية الرامية للحفاظ على تراث المنطقة للأجيال القادمة وتوثيقه توثيقًا علميّا دقيقًا.

وأضاف الكبيسي إن شبه الجزيرة العربية ليست منطقة وليدة، بل تؤكد الدراسات جذورها القديمة التي تمتد في عمق التاريخ لآلاف السنين، مشيرًا إلى أن البعثات الأثرية التي أجرت مسوحات لأجزاء من منطقة الخليج وجدت الكثير من الآثار على ساحل الخليج العربي وداخل الجزيرة العربية، ومنها أدوات حجرية وشواهد أخرى كثيرة تقطع باستيطان هذا الجزء من العالم خلال العصور الحجرية.

ومن ثم فإن دراسة هذه الأدوات، التي يختبئ الكثير منها تحت الرمال، على حسب قوله «تكشف لنا زوايا عديدة عن طبيعة حياة أسلافنا وتساعدنا في التوثيق الدقيق لتاريخنا الخليجيّ المشترك». ويتضمن البرنامج العديد من الأنشطة، منها محاضرات نظرية يلقيها فيصل النعيمي مدير إدارة الآثار بمتاحف قطر، والدكتور فرحان سكال أخصائي آثار، حول تاريخ المنطقة القديم عبر عصورها القديمة المختلفة وبدايات الاستيطان البشري فيها وتطور أنماط الحياة والأدوات المستخدمة، وغير ذلك من موضوعات تتعلق بتاريخ المنطقة وجغرافيتها. كما ستعقد مناقشات عامة وستُنظّم زيارات ميدانية إلى المواقع الأثرية في قطر كموقعي الجبيجب والعسيلة لرصد الشواهد الأثرية، فضلًا عن الأنشطة العملية التي ستشمل التدريب على صناعة رؤوس الأسهم واستخراج الأدوات السهمية وصناعة النصال واستخراج الفؤوس، وغير ذلك من تدريبات عملية متعلقة بتقنيات الصناعات القديمة.

ويأتي هذا البرنامج التزامًا من متاحف قطر بتوصيات الاجتماع السادس عشر للوكلاء المسؤولين عن الآثار والمتاحف بدول مجلس التعاون الخليجي الذي عُقد في العام قبل الماضي في الدوحة والذي أوصى بتنظيم هذا البرنامج ترسيخًا للعمل المشترك بين دول المجلس في قطاع الآثار والمتاحف حفاظًا على تاريخ وآثار المنطقة وتقديمه بطرق علمية حديثة. كما يأتي البرنامج انسجامًا مع رؤية متاحف قطر ورسالتها التي يمثل التراث أحد أهم ركائزها.