عمان اليوم

طلبة من تطبيقية صحار يعملون على مشروع رقمي متكامل لقلعة نزوى

20 مارس 2017
20 مارس 2017

صحار - مكتب عمان -

عمل مجموعة من طلبة تخصص تقنية معلومات بكلية العلوم التطبيقية بصحار على مشروع رقمي متكامل لقلعة نزوى والمنطقة المحيطة بها، ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه، حيث تم توفير المعلومات السياحية عن قلعة نزوى وما تمتاز به المنطقة من أماكن سياحية ومحلات تجارية للسلع والمنتجات المحلية.

تتلخص فكرة المشروع حول تصميم موقع إلكتروني تفاعلي يمتاز بتقنيات وطرق حديثة في توصيل المعلومات والتفاعل مع الزائر، حيث يتم استعراض مجموعة من المعلومات بالموقع الإلكتروني مثل معلومات عن قلعة نزوى وتاريخها العريق وكذلك بعض المعلومات عن المنطقة المحيطة بالقلعة والأماكن السياحية في محافظة الداخلية، ويتضمن الموقع معلومات عن بعض المحلات التجارية العمانية المختصة بالفضيات والفخاريات والمنتوجات السعفية، وقد عمل الطلبة على جمع معلومات لقرابة عشرة متاجر عمانية تعود ملكياتها لعوائل قد امتهنت صناعة منتجاتها لفترة تفوق الثلاثين عاما.

ويتكون فريق المشروع من أماني الخوالدية وأميمة الحمدانية وزينب العجمية وحليمة البلوشية وعمر السعدي تحت إشراف الدكتور هلال المقبالي الأستاذ المساعد بقسم تقنية المعلومات بتطبيقية صحار.

ويقول الدكتور هلال المقبالي: إن تلك المتاجر العمانية قد حازت على إعجاب السياح عند زيارتهم والبعض الآخر قد سمع عنها قبل زيارتهم للسلطنة، والهدف من الموقع الإلكتروني تسخير وجهة إلكترونية معروفة المصدر للتعريف بالمتاجر العمانية وتاريخها ومنتجاتها وطريقة التواصل معها.

وأشار المقبالي إلى أن هناك تحديات متعددة تواجه السياح من حيث تحديد مواقع الأماكن السياحية وقراءة معلومات عنها والتحدي الآخر هو عدم توفر خرائط رقمية وأنظمة داعمة لهذه الخدمات وإن لدى طلبتنا مهارات جيدة قادرة على مجاراة متطلبات السوق، ولكن يتوجب علينا دفعهم نحو التجربة والتطبيق العملي وعلى القطاع الخاص اغتنام هذه القدرات وتسخيرها للاستفادة العامة لصالح أعمالهم وهو بنفس الوقت لصقل مواهب الطلبة في اختبار مهاراتهم وقدراتهم في بيئة حقيقية، وأضاف المقبالي: إن المشروع يأتي تحقيقًا لمواكبة التطورات الحديثة في سياق تمكين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوظيفها في إطار دعم قطاع السياحة بالسلطنة وكذلك دعمًا للمسار العام الذي انتهجه مجلس البحث العلمي نحو دعم التوجه للمدن الذكية.

وحول تجربة الطلبة العملية وقيامهم بتجميع البيانات عمليا من قلعة نزوى والمنطقة المحيطة بها قالت الطالبة زينب العجمية: تمثل السياحة اليوم مصدر دخل رئيسي للكثير من الدول حيث تساهم السياحة في توفير فرص العمل وجذب الاستثمارات للدول، ومما لا شك فيه أن السياحة في السلطنة بحاجة لخدمات مساندة تساعد السائح وتسهل مهامه وتروج للبلاد بشكل أجمل وأسرع ولأكبر شريحة ممكنة من السياح، وأضافت العجمية: إن قلعة نزوى وسوقها التقليدي مقصد مهم للسياح من مختلف دول العالم وبمشروعنا هذا نسعى لتسهيل مهمة السائح في زيارة قلعة نزوى والتعرف على أبرز المفردات الجمالية بها وتحسين مستوى وجودة الخدمات المقدمة للسياح.

وحول فكرة إدراج المحلات المحيطة بقلعة نزوى قال على المنذري صاحب محل أبو إياد للتجارة (بيع التمور والعسل): إننا نحظى بزيارات كبيرة من قبل السياح وإن البعض منهم يكون قاصدا في زيارته متجرنا وهناك من الزبائن الذين نشروا إعجابهم بمتجرنا ومنتوجاته عن طريق الجرائد المحلية في بلدانهم الأوروبية، وهنا نشجع الشباب العمانيين على اغتنام الفرص المتاحة بالقطاع الخاص لما فيه من خير وبركة كبيرة.

وحول مشاركة الطلبة في عملية تجميع البيانات، وما تتسم به العملية من تدريب وصقل لمواهب الطلبة قالت أماني الخوالدية: لدينا كطلاب تقنية معلومات مهارات مختلفة قادرة على مجارية متطلبات السوق المحلية والإبداع فيها مشيرة إلى أن خلق بيئة إبداعية تتمثل في توفر الابتكارات وتجدد الأفكار لا يمكن أن تكون ببناء فردي. وأوضحت الخوالدية أن الدعم والتشجيع من الحكومة أو القطاع الخاص غائب عن مثل هذه الأفكار الصغيرة التي من شأنها أن تتحول إلى أفكار عملاقة شأنها شأن المشاريع الكبيرة التي نراها اليوم، ومن وجهة نظري المشاركة في مثل هذه المشاريع يساعد على تنمية مواهبنا وقدراتنا لبناء بيئة تُحاكي بيئة العمل تمامًا حيث إننا سوف نقوم بإعداد مشروع متكامل عن قلعة نزوى يحتوي على بيانات متكاملة عن تاريخها العريق، وعن الأوقات التي يمكن للسائح زيارتها والمنطقة المجاورة لها إضافة إلى العديد من الصور التفاعلية عن القلعة وعن البيئة المحيطة بها التي من خلالها ستجذب الزوار لهذا المكان المميز، وهذه البيانات تسهم في إنشاء شبكة معلوماتية متكاملة عن هذه القلعة وإتاحة الوصول إليها عن طريق الشبكة المعلوماتية إذ إن معظم دول العالم لا سيما المتقدمة تعول على هذه المشاريع الصغيرة في تجديد السوق المحلي بالأفكار وأيضا لدعم الاقتصاد المحلي الذي لا يستغني عن مثل هذه المشاريع السياحية.

وتقول الطالبة أميمة الحمدانية: إن مشاريع الطلبة تعد مجالاً رحبًا لإبراز إبداعات الطلبة وترجمتها لنتائج ملموسة تسهم في نهضة الوطن كما أنها فرصة لإخراج الطلبة من أنماطهم الفكرية إلى آفاق أوسع في الابتكار والبحث والتطوير وتوظيف العلوم النظرية في إنجاز مشاريع تخدم مسيرة التنمية الوطنية وتنمية مهارات البحث العلمي لدى الطلبة.

وقالت الطالبة حليمة البلوشية: الثورة الرقمية امتدت فيها حدود التكنولوجيا لتشمل كافة القطاعات بما فيها السياحة إلا أن قلعة نزوى هذا الصرح التاريخي العظيم ينقصه الوصول للثورة الرقمية التي تساعدنا للوصول إلى السياح وتعزيز السياحة فيها، حيث إنه يعتبر قاموسًا رقميًا يقدم معلومات وتفاصيل كاملة عن السياحة والمنشأة السياحية كما أنها تقرب المسافات للعالم، ويعتبر الموقع الإلكتروني للقلعة أهم الأدوات الترويجية للوجهة السياحية.

وقال الطالب عمر السعدي أحد المشاركين بالمشروع: مع تطور التكنولوجيا في كافة المجالات توجد بعض الصعوبات تحديدًا في مجال السياحة التي تعتبر مصدر دخل رئيسيا للدولة وبالنظر لجماليات وأهمية قلعة نزوى اعتبارًا لموقعها الجغرافي المناسب، وما تمتلكه من صفات جذب للسياح قمنا بعمل هذا المشروع لسد الثغرات والصعوبات التي يواجهها السياح من كافة دول العالم نظرا لعدم توفر معلومات كافية عن القلعة، وأضاف السعدي: إن الموقع يوفر نظام تحديد المواقع الجغرافية للقلعة وأيضًا للسوق المجاور للقلعة مما يسهل على السياح الحصول على المعلومات الكافية قبل زيارة القلعة وبذلك ندعم جانب السياحة الرقمية في السلطنة.