959107
959107
العرب والعالم

نتانياهو يتوجه إلى انتخابات مبكرة لمنع تقديم اتهام ضده

19 مارس 2017
19 مارس 2017

المحللون يرون أنه يريد الإفلات من تحقيقات الشرطة -

رام الله - عمان - نظير فالح: أجمع المحللون السياسيون في إسرائيل على أن إقدام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، على افتعال أزمة ائتلافية والتلويح بانتخابات عامة مبكرة نابع من أنه يريد فعلا انتخابات كهذه من أجل إيقاف التحقيقات الجنائية بشبهات فساد التي تجريها الشرطة ضده ومنع التوصية بتقديم لائحة اتهام.

وتوجه نتانياهو فجر أمس، إلى الصين في زيارة رسمية، هي الثانية من نوعها خلال ولاية حكومته الحالية، وقبل صعوده إلى الطائرة، قال نتانياهو إن ‹الحكومة قائمة بالاستناد إلى الاتفاقيات الائتلافية، ونص الاتفاق الائتلافي بصورة واضحة على أن جميع الأحزاب ملتزمة بقرارات حزب الليكود، أي قراراتنا، في موضوع الإعلام، بما في ذلك إغلاق الهيئة› أي هيئة البث الجديدة التي قرر نتانياهو بنفسه في الماضي إقامتها وإغلاق سلطة البث لأنها لا تقوم بتغطية مؤيدة له.

وكانت قد اندلعت في منتصف الأسبوع الماضي أزمة ائتلافية عندما دعا نتانياهو إلى عدم إغلاق سلطة البث وتأجيل انطلاق عمل هيئة البث الجديدة، ما أثار غضب رئيس حزب ‹كولانو› ووزير المالية، موشيه كحلون، الذي رفض طلب نتانياهو، لكن بعد يوم واحد أعلن نتانياهو عن تراجعه ووافق على انطلاق عمل هيئة البث في موعده، ثم عاد نتانياهو، السبت الماضي، وأعلن عن تراجعه وأنه يرفض إغلاق سلطة البث حاليا.

وقال نتانياهو فجر امس، إنه «لا يعقل أنه يوجد وضع فيه نحن في الليكود مع 30 نائبا في الكنيست نحترم كافة بنود الاتفاقيات الائتلافية التي وضعتها أحزاب صغيرة، حتى في المواضيع التي لا نوافق عليها مثل فرض ضريبة على شراء شقة ثالثة، الذي اعترض عليه الليكود كله، ولكننا نحترم هذا لأنه توجد اتفاقيات، وعندما نطرح بنودنا، الهامة بالنسبة لليكود ولي، لا يحترمونها، هذا ليس مقبولا علينا». وكان نتانياهو قد اعتبر خلال مشاورات أجراها مع مقربين منه أنه ‹بإمكاني أن أفوز أو أن أخسر بالانتخابات، لكن كحلون سيخسر وحسب›، كذلك قال رئيس الائتلاف، عضو الكنيست دافيد بيتان، إن الليكود لا يخشى انتخابات مبكرة.

من جانبه، دعا رئيس كتلة ‹البيت اليهودي› ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عبر ‹تويتر› إلى عدم تفكيك الحكومة، ‹أدعو الجميع إلى العمل بمسؤولية ومنع انتخابات مكلفة ولا حاجة لها وستمس باقتصاد ومواطني إسرائيل».

وعلى خلفية هذه ‹القنبلة› المفاجئة التي ألقاها نتانياهو من أجل تقديم موعد الانتخابات العامة، جرى حراك سياسي في الكنيست أمس لبحث إمكانية تشكيل حكومة بديلة لفترة محدودة ومن ثم إجراء انتخابات عامة، وتمثل هذا الحراك باتصال بين رئيس كتلة ‹المعسكر الصهيوني›، يتسحاق هرتسوج، وكحلون، لكن التقديرات أن خطوة كهذه لن تنجح بسبب معارضة رئيس حزب ‹ييش عتيد›، يائير لبيد، لها.

وقد أجمع المحللون في الصحف العبرية الصادرة امس،على أن المنطق الوحيد الذي يفسر خطوة نتانياهو بشأن إغلاق هيئة البث قبل انطلاقها، هو أنه يريد إيقاف التحقيقات الجنائية ضده وإبعاد احتمال تقديم موعد لائحة اتهام، علما أن تقديم الانتخابات قد يكون مغامرة تسرع محاكمة نتانياهو.

وكتب كبير المعلقين في صحيفة ‹يديعوت أحرونوت›، ناحوم برنياع، أن ‹التفسير العقلاني الوحيد لخطوته موجود في مكان آخر غير هيئة البث، في تحقيقات الشرطة».

وأضاف أن «أعمال الفساد التي يخضع نتانياهو للتحقيق بشأنها ستثمر، على ما يبدو، عن توصية الشرطة بتقديم لائحة اتهام›، وأن ‹قرارا بالتوجه إلى انتخابات جديدة ستجمد التحقيق وربما تفرغه من مضمونه، ونتانياهو سيدعي أن التحقيق ليس إلا مؤامرة من جانب اليسار، وسيجر ناخبي اليمين، حزبه، أعضاء ائتلافه والمجتمع الإسرائيلي إلى جولة جديدة، بعد سنتين فقط من الانتخابات السابقة، وإذ بقي في الحكم سيدعي أنه لا حاجة للتحقيق، فالشعب نظفه من أية شبهة، وبعد ذلك سيشكل الائتلاف نفسه الذي سئمه اليوم».

ووفقا لمحلل الشؤون الحزبية في صحيفة ‹هآرتس›، يوسي فيرتر، فإن «نتانياهو يقدر على ما يبدو أن الشرطة توشك على التوصية بتقديم لائحة اتهام ضده، في الأسابيع القريبة، على الأقل في ملف المنافع الشخصية، ‹القضية 1000›، والانتخابات، بموجب القانون الإسرائيلي، ستلجم خطوة كهذه، إلى ما بعد إغلاق صناديق الاقتراع».

وأضاف فيرتر أنه ‹طالما لم توضع توصية على طاولة النيابة العامة، بإمكان نتانياهو أن يفعل ما يشاء، وبعد وضع توصية كهذه يصبح نتانياهو معاق سياسيا، الخيارات تضاءلت، حيز المناورة تقلص، أصبح ضعيفا، سياسيا، ولذلك، إذا كان يسعى إلى وقف التحقيقات، فإنه يوجد منطق معين في إجراء انتخابات الآن›، لكن فيرتر أشار إلى أنه في حال خسر نتانياهو الانتخابات ولم يشكل الحكومة المقبلة فإن إجراءات التحقيق وتقديم لائحة اتهام ستتسارع .

كذلك رأى المحلل السياسي في صحيفة ‹معاريف›، بن كسبيت، أن التحقيقات هي السبب الأساسي الذي دفع نتانياهو على افتعال أزمة ائتلافية والتلويح بتقديم الانتخابات، لكنه أشار إلى سبب آخر، وهو المحادثات التي أجراها نتانياهو الأسبوع الماضي مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، جيسون جرينبلات. «وفقا لعدة مصادر، نتانياهو ذُعر من لقاءاته مع المبعوث الأمريكي، لقد أدرك كم أخطأ اليمين بالاعتماد على المسيح ترامب، وهو يخشى ’الصفقة النهائية’ التي سيطرحها ترامب أمامه، وهي صفقة ستجعله يشتاق إلى أوباما، لأنه بالإمكان قول ’لا’ لأوباما».