صحافة

الوقت: سباق التسلح الأوروبي

19 مارس 2017
19 مارس 2017

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «الوقت» مقالا جاء فيه: يبدو أن سباق التسلح العالمي وتحديدًا الأوروبي سيبقى جوهر الأزمات بين موسكو والغرب، فيما شكّلت مسألة التحشيد العسكري للناتو في دول البلطيق قرب الحدود الروسية وقيام روسيا بنقل صواريخها الباليستية ذات القدرات النووية إلى كالينينغراد، منعطفًا تفجرت معه حرب المخاوف بين هذه الأطراف.

وقالت الصحيفة: تُطرح تساؤلات عدة حول العقيدة العسكرية ومدى إيمان البعض بأن سباق التسلح هو ما يصنع التوازن. مشيرة إلى الإحصاءات الرسمية لمعهد أبحاث السلام الدولي في ستوكهولم، والتي بيّنت أن العديد من البلدان تُكثف ميزانياتها العسكرية وتستثمر في الوسائل التقليدية للحرب، الأمر الذي يعني -بحسب الصحيفة- استمرار مسار التسلح التقليدي للدول التي باتت تعتقد بأن التسلح هو الذي يصنع التوازن، وهي العقيدة التي تحكم السياسية العسكرية للدول الكبرى، حيث يجد الخبراء أن خطط الناتو لزيادة عدد قواته في دول البلطيق قرب الحدود الروسية، والمناورات العسكرية الأمريكية في مناطق متعددة من العالم وانفتاح الصين في بحرها الجنوبي والشرقي، ليست سوى مؤشرات على أن النظام العالمي أصبح أكثر هشاشة وعرضة للانفجار، الأمر الذي يجعل التورط في حرب تقليدية شيئا ممكنا، خصوصا بعد أن باتت لغة الاستفزاز هي السائدة.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الدول الغربية باتت تؤمن بأن روسيا تُشكل اختبار القوة الأساسي في العالم، خصوصا فيما يتعلق بمستوى طموحاتها في إعادة الاعتبار للنفوذ الجيوسياسي والجيوعسكري، الأمر الذي يجعل هذه الدول تزيد من مخاوفها تجاه تطور النزاعات في ظل غياب إمكانيات الردع والتوازن الإستراتيجي، ويبدو واضحًا أن الحال الذي تتصف به العلاقة بين روسيا والغرب، تعبر عن زيادة في عدم الثقة، ما يجعل التنافس مُحتدما بين الطرفين، ويؤدي بالتالي إلى تفاقم المشكلة واستمرار حرب تسلح غير المُعلن بين الجانبين.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: إن سياسة التسلح بنوعيه الهجومي والدفاعي، تمضي في سباق قد يضع العالم على شفير الهاوية، وعلى الرغم من أن تكنولوجيا الحرب الحديثة آخذة في التطور بطرق جديدة كالحرب السیبرانیة أو الإلكترونية، إلاّ أن الحروب التقليدية بين الدول الكبرى تزداد خطورة مع الاعتقاد بأنه لا بديل عن التسلح التقليدي، حيث يجد البعض أن أصل التوازن مبني على إفهام الطرف المقابل بوجود قدرة على الردع أو قدرة على الهجوم لا يمكن منعها، ولهذا يعيش المسؤولون العسكريون في الدول الغربية في حالة تأهب متواصلة لمواجهة ارتفاع منسوب القوة الذي تضعه موسكو في خانة الردع للتحركات الغربية تجاه دول البلطيق.