958047
958047
العرب والعالم

«الصليب الأحمر» يدعو للتحقيق في قصف سفينة بميناء الحديدة

18 مارس 2017
18 مارس 2017

ولد الشيخ: إطار الاتفاق الشامل حول اليمن «عادل ومتوازن»

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -

اختتم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، زيارة استغرقت أربعة أيام إلى أوروبا، أجرى خلالها مشاورات مع كبار المسؤولين والخبراء في شؤون الشرق الأوسط حول الوضع في اليمن.

ودعا المبعوث الخاص أمس في بيان- تلقّت «عمان» نسخة منه- المجتمع الدولي إلى بذل كل ما في وسعه لحثّ جميع الأطراف المتحاربة على ضبط النفس والمساعدة على التخفيف من معاناة اليمنيين وتشجيع التوصّل إلى تسوية سياسية تفاوضية للصراع.

وقال: «إن الإطار الذي قدّمته للأطراف للتوصّل إلى اتفاق شامل، عادل ومتوازن. ويتناول كلاً من المخاوف السياسية والأمنية للأطراف الرئيسية. إن تأخير التوصّل لاتفاق لن يؤدّي إلا إلى المزيد من العنف المزعزع للاستقرار وإلى مزيد من التدهور لوضع إنساني هو بالأساس مأساوي». وأضاف «إن الوضع الحالي يهدّد بمزيد من التوسّع للمجموعات الإرهابية ليس فقط في اليمن، ولكن في أماكن أخرى من العالم ».

ودعا المبعوث الخاص أيضاً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الإنساني العاجل لليمنيين المتضرّرين من الصراع.

وأضاف ولد الشيخ أحمد: «إن المجتمع الدولي قد قدّم حتى الآن الدعم الثابت للجهود التي نبذلها، وأنه لا بد من أن يظل الوضع في اليمن يحظى بأهمية عالية في أجندة الجميع. وقد طوّرت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية وشركاؤهم خططا لمساعدة المدنيين المحتاجين إلا أن الاحتياجات تفوق الموارد المتاحة. وبالإضافة إلى ذلك إن تقييد وصول العاملين في المجال الإنساني والإمدادات إلى العديد من المناطق يحدّ من توافر المساعدات».

وشدّد على ضرورة أن يلتزم جميع أطراف النزاع بالتزاماتهم تجاه القانون الدولي الإنساني للسماح للإغاثة الإنسانية بالعبور بشكل سريع ودون أية عوائق.

من جهة أخرى أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن إصابتها بالصدمة من جرّاء ‏الهجوم الذي شنّ على سفينة مدنية تحمل حوالي 150 شخصاً، من بينهم نساء وأطفال، قبالة ميناء الحديدة. ‏

وخلّف الهجوم مساء الخميس 33 قتيلاً و29 جريحاً، بينما لا يزال ركّاب آخرون في عداد المفقودين وتتكفّل السلطات المحلية برعاية غيرهم من الناجين. وقد وصل موظّفو ‏اللجنة الدولية إلى الميناء صباح امس الأول الجمعة لمساعدة الناجين وتقديم الدعم للمستشفيات المحلية.‏

وقال مندوب اللجنة الدولية إيريك كريستوفر ويس الذي وصل إلى مكان الحادث: «لقد كان مشهداً يدمي القلوب. رأيت العديد من الرجال والنساء ‏والأطفال ما بين قتيل ومصاب بجروح خطيرة. وقال لنا الناجون إن العديد من الركّاب لاجئون من الصومال أو اليمن، كانوا يفرّون ‏من النزاع»‏.

وفيما ذكرت اللجنة الدولية أن «ملابسات الهجوم لا تزال غير واضحة»، لفتت إلى أنه وفقاً للقانون الدولي الإنساني يجب عدم الهجوم على المدنيين، ويجب ‏أن تبذل الأطراف المتحاربة كل ما في وسعها للتحقّق من أن الأهداف المتوخّاة أهداف عسكرية، ويجب أيضاً أن تتّخذ كل التدابير الممكنة للبحث ‏عن الجرحى والمرضى والغارقين وجمعهم وإجلائهم.‏

وقال مدير دائرة العمليات باللجنة الدولية دومينيك ستيلهارت: «ندين هذا الهجوم بشدّة، ونشعر بالأسى لوقوع هذه الخسائر ‏الأليمة في الأرواح. لقد كان هؤلاء الأشخاص يفرّون من النزاع بحثاً عن السلامة وعن حياة أفضل. ندعو الأطراف المتحاربة إلى ‏إجراء تحقيق فوري فيما حدث»‏.

وقد نقل الجرحى إلى مستشفيات في الحديدة. وكانت اللجنة الدولية قد قدّمت مؤخّراً إمدادات طبية وأدوية إلى مرافق صحية ‏محلية عقب اشتداد حدّة القتال في الآونة الأخيرة.‏

من جهة أخرى، أفادت مصادر في المقاومة الشعبية اليمنية أمس، بمقتل 42 من عناصر (أنصار الله) والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، بقصف لمقاتلات التحالف العربي بمحافظة تعز ( 275 كم جنوب صنعاء).وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مقاتلات التحالف العربي شنت أكثر من ست غارات جوية استهدفت تعزيزات وتجمعات ومواقع ، في منطقة البرح ومحيطها غرب تعز، ما أدى إلى مقتل 42 من

(أنصار الله) وقوات صالح.

وأضافت أن الغارات أدت كذلك إلى تدمير ست دوريات عسكرية كانت محملة بالذخائر والمقاتلين.الى ذلك أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيّاني بشدّة القصف الصاروخي الذي قامت به جماعة «أنصار الله» والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، يوم الجمعة والذي استهدف أحد المساجد في مديرية صرواح بمحافظة مأرب اليمنية، وأدّى إلى مقتل وجرح عشرات المصلين الأبرياء، ووصفه بأنه جريمة إرهابية شنيعة تتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية.

وشدّد الأمين العام في بيان صدر أمس «السبت» على أن استهداف دور العبادة وسفك دماء الآمنين جريمة إرهابية وتصعيد خطير لا يمكن تبريره أو السكوت عليه، مؤكداً وقوف دول مجلس التعاون مع الحكومة اليمنية، داعياً المجتمع الدولي إلى إدانة مثل هذه الجرائم الإرهابية البشعة، معبّراً عن تعازيه الحارة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب اليمني، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل.