955765
955765
العرب والعالم

الأوروبي يندد بتصريحات أردوغان.. وبرلين توصي بعدم دفع أنقرة للانسحاب من الأطلسي

15 مارس 2017
15 مارس 2017

مقتل جنديين في هجوم جنوب شرق تركيا -

عواصم - (وكالات): أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن «صدمته» أمس إزاء تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتهم فيها هولندا وألمانيا بـ«النازية»، معتبرا أنها لا تتلاءم مع طموحات أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال يونكر في ستراسبورج أمام النواب الأوروبيين تعقيبا على الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وعدة عواصم أوروبية «لقد صدمت لما قالته تركيا عن هولندا وألمانيا ودول أخرى ولن أقبل أبدًا بالمقارنة بين النازيين والحكومات الحالية».

وشدد على أن «إجراء مقارنة مع تلك الفترة، أمر غير مقبول على الإطلاق».

ونبه يونكر إلى أن «من يفعل ذلك يبتعد عن أوروبا ولا يحاول الدخول إلى الاتحاد الأوروبي»، ملمحا إلى المفاوضات التي تجريها تركيا والمتوقفة حاليا، للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وأعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي عبر أيضا عن موقفه أمام النواب الأوروبيين، عن «تضامنه» مع هولندا، واصفا تصريحات أردوغان بأنها «منفصلة عن الواقع».

وتأخذ تركيا على هولندا رفضها السماح لوزراء أتراك بالمشاركة في لقاءات دعم للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يقوم بحملة تمهيدا للاستفتاء حول تعزيز صلاحياته الرئاسية.

وكان أردوغان توعد هولندا قائلا: «إنها ستدفع ثمن» هذه المعاملة التي تعيد التذكير «بالنازية والفاشية» حسب قوله.

وكانت ألمانيا أول من انتقدها الرئيس التركي، بعدما منعت بلديات وزراء أتراكا من التشجيع على التصويت بـ«نعم» في استفتاء 16 إبريل القادم.

ورد الرئيس التركي متهما برلين مرارا بأنها تستخدم أساليب «نازية».

وقال زعيم كتلة النواب الأوروبيين الليبراليين في البرلمان الأوروبي غي فرهوشتات، إن من الملائم أن ندين ما يحصل في تركيا، لكن «فلنتحل بالنزاهة، حضرة السيدين توسك ويونكر، من الضروري تجميد مفاوضات الانضمام الآن».

ثم كتب في تغريدة أن «أوروبا لن تسمح بأن يهددها طاغية».

في السياق أكدت وزيرة الدفاع الألمانية ضرورة بقاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، رغم الأزمة بين أنقرة وعدد كبير من البلدان الأوروبية، لكنها أشارت إلى أن على الحلفاء ألا «يتخلوا» مع ذلك عن المعارضين للسلطات التركية.

وقالت اورسولا فون در ليين: إن «تركيا لا تسهل مهمتنا في الحلف الأطلسي».

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، حذرت الوزيرة الألمانية، من انه «يجب ألا يتخيل أحد أن تركيا خارج الحلف الأطلسي يمكن أن تصغي إلينا بشكل أفضل، أو سيكون من الأسهل التعايش معها أكثر مما لو بقيت في الحلف الأطلسي».

وأضافت: إن أعضاء الحلف الأطلسي يستطيعون لأنهم «بالضبط حلف» أن «يناقشوا بسهولة مبادئهم المتعلقة بالديموقراطية وانفتاح المجتمع، حتى لو كانوا على خلاف».

وترى الوزيرة التي شاركت في كل حكومات المستشارة أنجيلا ميركل منذ 11 عاما أن البقاء في الحلف الأطلسي أيضا هو إشارة موجهة إلى معارضي أردوغان.

من جهته قال عمر جليك الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي إنه يعتقد أن الوقت حان لكي تعيد تركيا تقييم اتفاق الهجرة مع الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي اتضح فيه أن التكتل لن يتخذ موقفًا عادلاً بشأن تعهده إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول.

وأضاف جليك في مقابلة مع رويترز في وقت متأخر من مساء أمس الأول أن الاستثمارات الهولندية في تركيا ليست في خطر جراء الخلاف الدبلوماسي الأخير بين البلدين.

وعلقت تركيا العلاقات الدبلوماسية رفيعة المستوى مع هولندا الاثنين الماضي حيث منعت السفير الهولندي من العودة إلى تركيا ومنعت الرحلات الدبلوماسية من الهبوط ردًا على منع هولندا وزيرين تركيين من التحدث في تجمعات حاشدة للأتراك في هولندا. وفي حين قال نائب لرئيس الوزراء التركي: إن أنقرة تعكف على فرض عقوبات اقتصادية على هولندا إلا أن جليك قال إن بلاده توجه دعوة للشركات من مختلف أنحاء العالم بأنها مقصد آمن للاستثمار.

وقال جليك: «رجال الأعمال الهولنديون الذين يستثمرون ولديهم شركات ويوفرون وظائف في تركيا تشملهم هذه (الدعوة). فهم قطعا ليسوا جزءًا من الأزمة».

وأضاف ردا على سؤال حول ما إذا كانت الشركات الهولندية العاملة في تركيا يمكن أن تتأثر بالخلاف قائلا: «القطاع الخاص وعالم الأعمال والسياح ومواطنو هولندا ليسوا جزءا من الأزمة».

في شأن منفصل ذكر صحيفة ازفيستيا الروسية أمس أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقش امكانية شراء أنظمة إس400- للدفاع الجوي خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين الأسبوع الماضي.

ويشار إلى أن أنظمة اس400- من أكثر الأنظمة الصاروخية تقدمًا في روسيا.

وقد نشرت روسيا مثل هذا النظام في سورية لحماية قواعدها في حميميم وطرطوس.

ونقلت الصحيفة عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين القول: إن روسيا وتركيا مهتمان باستكمال المفاوضات بشأن الصفقة.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية أمس الأول عن سيرجي تشيميزوف المسؤول التنفيذي لشركة «روستيك» الدفاعية المملوكة للدولة قوله: إن تركيا أعربت عن رغبتها في شراء الأنظمة على أساس الحصول على قرض من روسيا.

ميدانيا قتل جنديان صباح أمس جنوب شرق تركيا في هجوم نسب إلى الانفصاليين الأكراد في حزب العمال الكردستاني، كما ذكرت وكالة الأنباء التركية دوغان.

وقالت الوكالة: إن الهجوم وقع على الطريق السريع بين مدينتي ماردين ودياربكر الواقعتين في جنوب شرق تركيا حيث غالبية السكان من الأكراد.

وأضافت: إن قوات الأمن كانت تقوم بعملية كشف الغام على الطريق عندما قام أعضاء في حزب العمال الكردستاني بتفجير عبوات مزروعة من قبل.

وكانت القوات التركية اطلقت مطلع مارس عملية عسكرية واسعة في جنوب شرق البلاد ضد حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره واشنطن وانقرة والمفوضية الأوروبية منظمة «ارهابية». وفرض منع للتجول في عدد من قرى المنطقة.

واستؤنفت أعمال العنف بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة صيف 2015 بعد تعليق وقف لإطلاق النار يهدف إلى إنهاء النزاع الذي اسفر عن سقوط أكثر من أربعين ألف قتيل منذ 1984.