955311
955311
المنوعات

ندوة تستعرض مسودة أولية لميثاق شرف أخلاقي للعمل الإعلامي في السلطنة

15 مارس 2017
15 مارس 2017

[gallery size="medium" ids="450531,450533,450534"]

نظمتها كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس وجمعية الصحفيين -

د. حسني نصر: نضج التجربة العمانية والقيادات الإعلامية يحتم صدور ميثاق موحد -

كتب - عامر بن عبدالله الأنصاري -

نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، بالتعاون مع جمعية الصحفيين ودعم من وزارة الإعلام، أمس ندوة موسعة بعنوان «ميثاق شرف أخلاقي للعمل الإعلامي في سلطنة عمان»، وذلك في فندق انتركونتيننتال مسقط برعاية سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام، ومشاركة خبراء إعلاميين من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، وحضور جمع من الإعلاميين والقانونيين والمهتمين بالشأن الإعلامي، بهدف التأطير العلمي والمهني لمواثيق الشرف الأخلاقية للعمل الصحفي والإعلامي، ومناقشة تجارب إقليمية ودولية أسست مواثيق شرف أخلاقية للعمل الصحفي والإعلامي، وكذلك تحديد الأطر التنظيمية والمهنية والمجتمعية لكتابة ميثاق شرف أخلاقي للعمل الصحفي والإعلامي في سلطنة عمان.

كما هدفت الندوة، التي حضر ثاني جلساتها معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، إلى استعراض وتبني المسودة الأولى لميثاق الشرف الأخلاقي للعمل الصحفي والإعلامي في سلطنة عمان، وهي شرارة أولى نحو إعداد ميثاق شرف أخلاقي للعمل الصحفي والإعلامي بشكل عام بالسلطنة.

تاريخ المواثيق

انطلقت الندوة بورقة افتتاحية قدمها الدكتور عبدالله بن خميس الكندي عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، تحدث فيها عن تاريخ مواثيق الشعر الإعلامية عالميا مشيرا إلى أول ميثاق في عام 1910 كان في الولايات المتحدة الأمريكية أصدرته رابطة الصحفيين بولاية كنساس، بعدها السويد بعام 1916 ثم فرنسا عام 1918، وبالنسبة للعالم العربي أشار الدكتور الكندي إلى أنه في عام 1978 أصدر اتحاد الصحفيين العرب ميثاق الشرف الإعلامي العربي الذي ركز على الالتزامات الحكومية مثل اتجاه الصحافة وكفالة حرية التعبير وتسهيل عمل الصحفيين وحرية تنقلهم لتغطية الأحداث وحرية تنظيم العمل النقابي، وقد سبق هذا الميثاق في عام 1964 دستور الاتحاد الذي تضمن بعض الإشارات المهمة عن الدقة والأمانة في العمل الصحفي، ومراعاة المصلحة العامة، والتحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، وغيرها من الإشارات.

وحول تعريف الميثاق الإعلامي قال الدكتور الكندي: إن هناك العديد من التعريفات ولكن أشار إلى تعريف يراه الأنسب، وهو: «منظومة من المبادئ والمعايير التي تستهدف ترشيد سلوك الإعلاميين خلال تغطيتهم للأحداث وتوجيهيهم لاتخاذ قرارات مناسبة مع الوظيفة العامة للمؤسسات الإعلامية ودورها في المجتمع مع ضمان الوفاء بحقوق الجمهور والتقليل من الأضرار التي يمكن أن تلحق به أو بالمصادر إلى جانب ضمان كرامة المهنة ونزاهة الصحفيين».

الجلسة الأولى

وتحدث في الجلسة الأولى، التي أدارها المكرم الدكتور أحمد بن علي المشيخي عضو مجلس الدولة، كل من المحامي خليفة الهنائي، والدكتور حسني نصر، والدكتور صالح خليل أبو اصبع. وخلال حديثه أشار المحامي خليفة الهنائي إلى أن هناك علاقة تبادلية بين القوانين والمواثيق الإعلامية، وعرف القانون بأنه «مجموعة قواعد تنظم سلوك الأفراد في المجتمع، وهي قواعد عامة ومجردة وملزمة إذ ترتب السلطة جزاءً على من يخالف أحكامها. وأما القاعدة الأخلاقية فيه قاعدة تحتوي على السلوك الإنساني السليم المبني على القيم المطلقة مثل الحق والصدق والأمانة والعدل والفضيلة وغيرها، وهي موافقة للفطرة السوية، ومخالفتها ينتج عنها عقوبة معنوية كالذنب، ومادية كالطرد.

واختتم الهنائي حديثه قائلا: «الإساءة التي تتعرض لها أي مهنة من الأفراد المنتمين لها يكون ضررها على المهنة الأكبر، ويتعذر ضبط العلاقة بين الأفراد إلا باتفاق الجميع على ميثاق شرف يجتمعون عليه».

وأما الدكتور حسني نصر فقد تحدث في الجلسة عن مبادئ المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام ناحية الأفراد، مؤكدا حاجة السلطنة إلى ميثاق شرف إعلامي في ظل نضج التجربة الإعلامية العمانية وفي ظل تولي العمانيين قيادة المؤسسات الإعلامية في السلطنة.

ومن ناحيته قدَّم الأستاذ الدكتور صالح أبو اصبع رؤية نقدية لأبعادٍ ثلاثة في مواثيق الشرف الإعلامية العربية وهي القيم والحقوق والالتزامات، كما قدم دراسة تحليلية لـ70 ميثاقا لمؤسسات مختلفة ومدى تقيد تلك المؤسسات بمواثيقها.

الجلسة الثانية

وفي ثاني جلسات الندوة، التي أدارها الدكتور محمد بن عوض المشيخي، تحدث كل من مؤنس المردي رئيس جمعية الصحفيين البحرينية، والدكتور عبدالله عبدالرحمن الجحلان خبير إعلامي من المملكة العربية السعودية، والزميل سالم بن حمد الجهوري عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين.

بداية تطرق مؤنس المردي إلى تجربة مملكة البحرين في إعداد ميثاق الشرف الإعلامي، وهو على مرحلتين الأولى في عام 2011 والثانية عام 2015، والفرق بينهما يكمن في الشمولية، حيث إن ميثاق عام 2015 يركز على عدة أمور منها أخلاقيات التعامل مع المصادر، وأخلاقيات العمل مع الجمهور، وأخلاقيات الزمالة، كما أشار إلى أهمية التقيد بالميثاق وذلك بهدف تحسين مستوى المهنة وتحديد الواجبات والحقوق بشكل دقيق وفق معايير ثابتة.

وبدوره تحدث الدكتور عبدالله الجحلان عن تجربة المملكة العربية السعودية في الفترة الحالية إذ يتم الإعداد لميثاق شرف إعلامي، حيث ما زال بين أخذ ورد الجهات المعنية، كما أشار إلى بعض المخاوف المتمثلة في التعرض للاختلاف، والتعديل بين حذف بعض البنود والإضافة عليها، وكذلك الفهم الخاطئ من أن الميثاق سيف مسلّط على الحرية، ولكن في النهاية الميثاق ضمن حماية الصحفيين وتطور المهنة والارتقاء بها.

كما تحدث الزميل سالم الجهوري عن تطلعات جمعية الصحفيين العمانية نحو مشروع ميثاق الشرف الأخلاقي للعمل في سلطنة عمان، وبعد ذلك أتيحت الفرصة لأسئلة المشاركين وتمت الإجابة عنها.

الثالثة والرابعة

وأما في الجلستين الثالثة والرابعة فقد تركزت على المسودة المقترحة لميثاق الشرف الأخلاقي للعمل الإعلامي في السلطنة، وكانت الجلسة الثالثة عامة لكافة الحضور، أما الجلسة الرابعة فكانت لرؤساء تحرير الصحف والمجلات ووكالة الأنباء العمانية، ومديري عموم القنوات التلفزيونية والإذاعية، وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية، وممثل عن مجلس الدولة، وممثل مجلس الشورى، ورئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس.