948488
948488
مرايا

أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما في مهنتهم - الواتساب... مساعد يخفف من مشاق الإعلاميين

15 مارس 2017
15 مارس 2017

استطلاع- نايف بن علي المعمري -

لم تكن مهنة المراسل الصحفي بالشيء السهل كما وصفها زملاؤنا الصحفيون الذين كان لهم خبرة وباع طويل في مهنة الصحافة، وما زاد الأمر صعوبة في مهنتهم السنوات العُجاف التي عاشها هؤلاء الصحفيون مع مهنتهم، فلم تكن هناك وسائل إلكترونية تساعدهم في نقل الأخبار أو كتابة التقارير والتحقيقات الصحفية كما هو الآن. كانوا يقطعون المئات الكيلومترات إلى مسقط من أجل إيصال الخبر أو التقرير إلى مقر صُحفهم، وربما قد تكون المادة الصحفية التي أتوا بها مقبولة لدى المحررين ويتم نشرها أو مرفوضة لأسباب معينة ولا يتم نشرها. هذا، فيما اليوم تختلف وجهة نظر هؤلاء الصحفيين مع هذا الوصف بفضل الله تعالى ثم التقدم والتطور في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، ولا شك أن العاملين في مجال الصحافة هم الأكثر استفادة من هذه التقنية؛ نظرا لما تقدمه من تسهيلات في نقل الأخبار والصور بعد أن كانوا يبحثون عن محلات التصوير من أجل استخراجها من كاميراتهم ومعالجتها وتحميضها، فيما يبحثون من جانب آخر عن آلة فاكس لإرسال التقرير إلى الصحيفة.

إن أولى التقنيات الحديثة التي ساعدت المراسلين الصحفيين في مهنتهم هو جهاز الحاسب الآلي والبريد الإلكتروني، وكعادة الصحفيين في البحث عن الفعاليات والأنشطة التي تقيمها ولاياتهم والعمل على تغطيتها وإبرازها إعلاميا، كانوا يبحثون في الوقت نفسه عن وسيلة تُسهل وتُيسر لهم ذلك العمل الصُحفي المُجهد، ومما ساعد الصحفيين بشكل أفضل في مهنتهم الصحفية هو ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبح بإمكان الصحفي أن يكتب خبرا أو مقالا أو تقريرا صحفيا، ويرسله إلى المحررين في الصحفية مرفقا ومدعوما بالصور في ثوان معدودة عبر تلك المواقع، بل أن الواتساب وهو واحد من تلك المواقع يُعد أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما في مهنة الصحافة؛ لما يتميز به من خدمات جمة، بل قد أغنت بعضهم عن الحاجة إلى فتح البريد الإلكتروني وما يطلبه من وقت في تحميل الصور ونحوها، حتى يمكن القول على أن الواتساب هو مراسل صحفي مساعد للصحفيين والإعلاميين.

خدمات متنوعة

ولتسليط الضوء على الموضوع، التقت «مرايا» عددا من المراسلين الصحفيين الذين كان لهم خبرة طويلة في مهنة الصحافة، حيث يقول طالب بن مبارك المقبالي مراسل ولاية الرستاق: الحمد لله الصحفي في يومنا هذا لا يجد أي مشقة في الحصول على الخبر وكتابته وإرساله مع الصور، فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما موقع الواتساب لها دور كبير جدا في تسهيل العمل الصحفي بكافة أنواعه، وأصبح وسيلة من وسائل تلقي الأخبار، فتعدد وسائل الاتصال الحديثة جعلت الناس في مؤسساتهم والموظفين في دوائرهم يساهمون ويساعدون في تغطية أنشطتهم وفعالياتهم، فغالبا ما تصلنا الأخبار من الجهات المعنية جاهزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف الوسائل الحديثة ولا تحتاج منا سوى القليل من إعادة الصياغة.

ويضيف طالب المقبالي: اليوم نحن في نعمة ولله الحمد، فبفضل التقنية أصبحنا نحرر الخبر في الهاتف ونصور بالهاتف ونرسل الخبر عبر الهاتف من خلال الواتساب ومن موقع الحدث، بل حتى أصبحنا نتصفح صحفنا ونطّلع على ما نشرناه من خلال الهاتف، ويستطرد قائلا: فالصحفي في يومنا هذا قد لا يحس بما أحسسنا به نحن وما عانيناه من صعاب ومن مشقة، فأصبح مصطلح أو مفهوم الصحافة مهنة المصاعب لا ينطبق على حاضرنا اليوم.

من جانبه يؤكد المراسل الصحفي عادل بن إبراهيم الفزاري بقوله: يقدم لنا برنامج التراسل الفوري المعروف عالميا باسم الواتساب خدمات متنوعة تساعدنا على إنجاز كثير من الأعمال بفضل المميزات والخدمات التي يتضمنها التطبيق، لعل من أبرزها هو التنسيق المباشر بين الصحفي والمحرر في الجريدة لمعرفة وصول الخبر من عدمه، وكذلك التأكد من جودة الصور المرفقة ومكان النشر وحجم المساحة المتاحة للخبر.

ويستطرد عادل الفزاري قائلا: كم يقوم الواتساب سواء عبر المحادثات الفردية أو المحادثات الجماعية في المجموعات بمعرفة آخر المستجدات في الصحيفة من حيث الشخص المناوب، وكذلك الأحداث المطلوب التركيز عليها في فترة معينة، أو الفعاليات التي تتطلب تنسيقا صحفيا لتغطيتها مع الجريدة أو التأكد من بعض الأخبار العاجلة او حتى مساعدة المحرر في إعداد تقرير صحفي وغيره.

ويتفق معهم عبدالله بن محمد المعمري المراسل الصحفي بجريدة عمان، حيث يقول: أصبحت مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي ذات فوائد متعددة في كافة مجالات الحياة إن تفطن الإنسان لهذه الفوائد، ومن هذه البرامج الواتساب، حيث تكون الاستفادة منه في المجال الصحفي في جعله وسيلة تواصل مع المصادر التي يستقي منها الصحفي الأخبار أو التأكد من صحتها، حيث يمكن أخذ التسجيلات الصوتية وتفريغها وكذلك الردود المكتوبة من الجهة أو الشخص المعني بالخبر أو والتصريح حول حدث ما، ومن الاستفادة منها أيضا سرعة إرسال الصور من الحدث وإرسالها للجهة الإعلامية التي يتعامل معها الصحفي.

مميزات

يقول عادل الفزاري: وفر برنامج الواتساب لنا كصحفيين ومراسلين العديد من الجهود مثل البحث عن كومبيوتر لكتابة خبر معين أو توفير آلة تصوير خاصة لتصوير فعالية معينة، ويضيف قائلا: لذا بفضل تقنيات الهاتف بإمكانك الآن كتابة الخبر أو المقال أو التقرير عبر الواتساب وإرساله مباشرة إلى المحرر المسؤول في الصحيفة للنشر، كما أن التصوير الفوري للأحداث وإدراجها في التطبيق وإرسالها حالا يعطي صورة بانورامية متكاملة عن الحدث من بدايته إلى نهايته، ويمد المحرر بخيارات كثيرة لاختيار الصورة المناسبة، حيث أن تطبيق الواتساب يستطيع الاتصال بأي برنامج عن طريق المشاركة مثل البلوتوث أو البريد الإلكتروني أو التسجيل الصوتي أو تطبيق الصور وغيره.

ويقول عيسى بن عبدالله القصابي المراسل الصحفي بوكالة الأنباء العمانية وجريدة عمان بولاية العامرات: السرعة في إرسال واستلام بعض المواد الصحفية والصور واحدة من إيجابيات الواتساب، حيث يمكن من خلال هذه الخدمة إجراء لقاءات وحوارات مباشرة مع شخصيات وأفراد يصعب الوصول إليهم لمختلف الأسباب، ويضيف مستطردا: ويمكن من خلال هذه الخدمة أيضا التفرد بمادة صحفية كخبر أو لقاء او صورة حصرية يرسلها مصدر ما عبر هذه الخدمة للصحفي، ثم يقوم الصحفي بإعادة صياغتها وفق مقتضيات لغة الصحافة وإرسالها للجريدة للنشر.

ويقول سعيد بن حمد العلوي مراسل جريدة عمان بولاية السويق والذي أجرينا معه لقاء عبر الواتساب وهو خارج السلطنة، حيث يقول: حقيقة الاستفادة كبيرة من خدمة التواصل الاجتماعي بالواتساب للصحفي، وشخصيا استخدمه بشكل دائم في مهنتي الصحفية، ويبرر سعيد العلوي ذلك بقوله: لأنه في أحيان كثيره تُريد تقوم بإجراء بعض اللقاءات واستطلاعات الرأي حول موضوع معين مع شخص تستهدفه أو له علاقة بالموضوع ويتعذر عليك أنت كإعلامي الوصول إليه شخصيا لأي سبب كان، فالحل هو أن تتواصل مع الشخص بالواتساب أما برسالة نصية او صوتية، مع تحديد النقاط التي تُريد أن يتحدث عنها وتُعيد صياغتها في قالب صحفي.

ويشير قائلا: من وجهة نظري أرى أن الواتساب أصبح مهما جدا بالنسبة للصحفي، كما أنه يحمي الإعلامي والصحفي من الاتهام؛ كونه مصدر موثوق ومسجل للمحادثة التي تمت بين الطرفين، كذلك أرى أن الواتساب عاملا مهما في توفير الوقت والجهد في آن واحد وتختصر عليك المسافات الطويلة، حيث يمكنك أن ترسل خبر وبالصور من بلد إلى بلد وبجوده عالية.

ويقول: في الحقيقة كنت افتقد شخصيا هذا الجانب في بداية عملي الصحفي، حيث كنت في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات أرسل بعض المواد الصحفية بالفاكس ولا أتمكن من إرسال الصور لبعد المسافات، وأحيانا أخرى يتم إرسال الأخبار بالاتصال الهاتفي بينما الآن بهذه الوسيلة السهلة السريعة بالإمكان أرسل الأخبار بسهولة ويسر.

محاذير استخدامه

وحول محاذير استخدام الواتساب في المهنة الصحفية يقول عادل الفزاري: مثلما تعددت حسنات الواتساب، كذلك يوجد بعض المحاذير أثناء الاستخدام له، حيث فورية التصوير قد تكشف قلة خبرة البعض في مجال التصوير، وعدم اختيار الزاوية المناسبة للتصوير؛ وهنا تصبح الصور غير صالحة للنشر، لذلك فعلى الإعلامي او الصحفي الالتقاط أكثر من صورة، واختيار الأنسب منها للنشر، دون أي حياء أو خجل من كثرة التصوير في المناسبات، ولأنها قد تستعمل لأغراض التوثيق لاحقا في المؤسسة أو لدى الصحفي نفسه.

ويضيف: من جانب آخر قد يشكل سرعة استخدام البرنامج إلى بعض الأخطاء الإملائية والنحوية التي تشكل عبئا على المدقق اللغوي في الصحيفة لاحقا، كذلك فبعض المسؤولين مع معرفتهم بالتقنيات الحديثة للتغطية الإعلامية عبر الهاتف إلا أنها قد لا تعجبهم، وهو ما يضع بعض الإعلاميين في حرج لأنهم لم يحضروا البديل وهو جهاز التسجيل وكاميرا التصوير ودفتر الملاحظات والقلم حسب الطريقة التقليدية للعمل الصحفي الإعلامي.

ويضيف عيسى القصابي في المحاذير بتأكيده بالقول: نعم، رغم فوائده ومميزاته توجد محاذير عند استخدام خدمة الواتساب في المجال الصحفي، أهمها عدم الانتباه عند إرسال المادة الصحفية لاسم أو رقم الشخص المراد استلامه لتلك المادة فربما تذهب لشخص آخر ما كان يجب أن يعلم بمضمون الموضوع وربما يستغل ذلك الشخص تلك المادة الصحفية لصالحه قبل النشر.

فيما لا يتفق سعيد العلوي مع الآراء السابقة حيث يقول: من وجهة نظري لا توجد محاذير من استخدامها في العمل الصحفي، وأعتقد أن على المراسل الصحفي أن يستفيد من هذه التقنية الحديثة في عمله ويواكب التطور العلمي والتكنولوجيا في مجال السبق الصحفي.

بينما يقول عبدالله المعمري: كل أداة رقمية لها محاذيرها، وعلى المستخدم لهذه الأداة الانتباه لهذه المحاذير، وربما لو عكسنا مميزات الواتساب أو طريقة استخدامه بصورة عكسية نستنتج منها المحاذير التي يجب تجنبها، ومنها على سبيل المثال عدم التسرع في إرسال أي خبر عبر الواتساب قبل التثبت أو التأكد من صحته.