العرب والعالم

معركة الموصل تستعر والسكان يلوذون بالفرار

14 مارس 2017
14 مارس 2017

أبو الغيط يبحث في بغداد اليوم تطورات الأوضاع العراقية -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي-(أ ف ب) -

استعادت الشرطة الاتحادية، إحدى تشكيلات الجيش العراقي، أمس، منطقة الباب الجديد ومحطة قطار نينوى من سيطرة تنظيم داعش، بعد مرور أكثر من مائة يوم على انطلاق العمليات العسكرية الخاصة بتحرير مدينة الموصل.

وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت في بيان له، إن «قطعات الفرقتين الخامسة والسادسة شرطة اتحادية حررت دخلت امس منطقة الباب الجديد ومحطة قطار نينوى كما ان تلك القوات اقتربت من منطقة باب البيض في الساحل الأيمن لمدينة الموصل».

وأضاف، أن «قطعات الرد السريع شرطة اتحادية تمكنت من تحرير 90% من المدينة القديمة وباتت على مقربة 100م من الجسر القديم»، مشيراً إلى أن «القطعات اعتمدت تكتيك النصر البطيء للحفاظ على أرواح المدنيين بسبب الكثافة السكانية وسط الموصل وتحصن العدو بين الأهالي». وتمكنت مديرية الاستخبارات العسكرية وبعملية نوعية من إلقاء القبض على ما يسمى مسؤول الصناعات الحربية لداعش ومعاونه والذي يشغل منصب مدير معمل اسمنت بادوش في منطقة الكوار بالسحاجي بالجانب الأيمن من الموصل.

واشتبكت القوات العراقية مع مسلحي تنظيم «داعش» من أجل السيطرة على جسر فوق نهر دجلة في الموصل أمس فيما فر مدنيون من الأحياء المحررة في غرب الموصل وهم يعانون من البرد والجوع لكنهم يشعرون بالراحة لتخلصهم من قبضة التنظيم المتشدد.

وتسبب هطول الأمطار أمس في إبطاء تقدم وحدات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية لكن القتال العنيف استؤنف أمس سعيا للسيطرة على الجسر الحديدي.

كما توغلت القوات الحكومية في مناطق بغرب الموصل آخر معاقل «داعش» في المدينة التي كانت العاصمة الفعلية لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم على أجزاء من العراق وسوريا.

وقال مسؤول إعلامي في وحدات الرد السريع لرويترز: إن القوات أصبحت على بعد 100 متر من الجسر لكن نيران قناصة يتمركزون فوق مبان مرتفعة أبطأت تقدمهم.

وتابع «استطاعت قواتنا أن تستأنف التقدم داخل مركز المدينة القديمة وذلك بعد تحسن الجو ونجحت بالسيطرة على شارع الكورنيش والذي يمتد بمحاذاة النهر،

انه ضروري لقواتنا لأنه يؤمن ضفة النهر ويمنع مقاتلي داعش من الالتفاف حول القوات المتقدمة».

ومن المتوقع أن تستعيد القوات السيطرة على الجسر الحديدي والمنطقة المجاورة له .

وقال المسؤول الإعلامي «السيطرة على الجسر سوف تشدد الخناق أكثر حول مقاتلي داعش المتحصنين داخل المدينة القديمة».

ويصل الجسر بين الحي القديم في الموصل والجانب الشرقي من المدينة والسيطرة على الجسر الحديدي ستعني أن القوات العراقية سيطرت على ثلاثة من الجسور الخمسة على نهر دجلة التي تصل بين شرق الموصل وغربها.

وفي ديالى، قال قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر العزاوي، إن «قوة أمنية مشتركة مدعومة ب‍الحشد الشعبي عثرت على عبوة ناسفة في حوض الزور، 44كم (شمال شرق بعقوبة) وتم تدميرها»، مؤكداً أن «القوة عثرت على عبوة ناسفة على بعد مسافة من المضافة وتم إبطال مفعولها دون أي خسائر».

من جانب آخر ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس ان وزارة الداخلية العراقية تحتجز اكثر من 1200 شخص بينهم قصر، يشتبه بارتباطهم بتنظيم «داعش» في ظروف قاسية ومن دون توجيه اتهام لهم في معتقلات مؤقتة جنوب الموصل.

وتقوم باحتجاز البعض للتدقيق في شبهات، او لثبوت ارتباطه بالتنظيم المتطرف.

وقالت المنظمة في تقرير صدر أمس إن «وزارة الداخلية تحتجز 1269 معتقلا بينهم صبية يبلغون 13 عاما، بدون توجيه اتهام ضدهم في ظروف قاسية جدا، مع عناية طبية محدودة في ثلاثة مراكز احتجاز مؤقتة جنوب الموصل»، اثنان منها في القيارة والثالث في حمام العليل.

وأضاف التقرير ان «أربعة معتقلين على الأقل توفوا في ظروف تبدو انها ناجمة عن نقص العناية الطبية وسوء ظروف الاحتجاز»، فيما حصلت عمليات بتر أطراف بسبب عدم وجود علاج لجروح بعض المحتجزين.

وقالت المنظمة: إن المعتقلات تضم معتقلين أكثر من قدرتها على الاستيعاب، ما يحول دون تمكن البعض من التمدد للنوم، مشيرة إلى أن بعض المعتقلين في حمام العليل ناشدوا مراقبي «هيومن رايتس ووتش» لدى تفقدهم المكان، فتح الباب ليتمكنوا من التنفس. ولم تصدر وزارة الداخلية تعليقا فوريا على مضمون التقرير.

على الصعيد السياسي، يزور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الاربعاء، العاصمة بغداد في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً لبحث الخطوط العريضة لمؤتمر القمة العربية.

وقال مصدر دبلوماسي، إن «أبو الغيط سيزور العاصمة بغداد اليوم في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً.» موضحاً أن «ابو الغيط سيلتقي المسؤولين العراقيين بينهم وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري».

وعن أسباب الزيارة، قال المصدر إن «الأمين العام لجامعة الدول العربية سيبحث الخطوط العريضة لمؤتمر القمة العربية الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي في العاصمة الأردنية (عمان) من خلال زيارته لبغداد». وأكد المصدر ان « أبو الغيط سيبحث أيضاً تطورات الأوضاع في العراق خاصة في ظل تقدم القوات العراقية في الموصل وتطهيرها من عناصر تنظيم داعش».