العرب والعالم

سول: الرئيسة المعزولة تواجه انتقادات .. ومون «البديل المفضل»

13 مارس 2017
13 مارس 2017

سول - (د ب أ): واجهت رئيسة كوريا الجنوبية المعزولة باك جون-هاي انتقادات أمس بسبب تعهد ينطوي على تحدٍ بأن حقيقة مساءلتها ستنكشف بينما حث حزب المعارضة الرئيسي سلطات الادعاء على التحقيق معها سريعا.

وعزلت المحكمة الدستورية باك من منصبها الجمعة الماضية عندما أيدت تصويت البرلمان بمساءلتها بسبب فضيحة استغلال نفوذ هزت نخبة السياسة والأعمال في البلاد.

ونفت باك ارتكاب أي أخطاء.

وغادرت باك مقر الرئاسة المسمى بالبيت الأزرق في سول مساء أمس الأول لتعود إلى منزلها الخاص في حي جانجنام بالعاصمة كمواطنة عادية بعد تجريدها من حصانتها الرئاسية التي حمتها من الملاحقة القضائية.

وقال تشو مي.آي رئيس الحزب الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة، في اجتماع أمس «رفضت حتى في لحظة مغادرتها أن تتفوه بكلمة ندم أمام الشعب لكنها قالت كذا وكذا عن الحقيقة ولم تعلن شيئا سوى العصيان والتحدي.»

ولم يصدر عن باك أي تصريح علني منذ حكم المحكمة يوم الجمعة لكن متحدثا قرأ بيان منها بعد عودتها إلى منزلها والذي عبرت فيه عن أسفها لعدم قدرتها على إكمال فترتها الرئاسية.

ونقل المتحدث عنها قولها «سيستغرق الأمر وقتا لكنني أعتقد أن الحقيقة ستنكشف.»

وفسر كثير من الكوريين الجنوبيين ذلك على أنه احتجاج على حكم المحكمة الدستورية ضدها.

وقال يو سونج-مين وهو مرشح رئاسي من حزب باريون اليميني الصغير «لقد كان (بيانا) صادما ومؤسفا.

«الاحتجاج على قرار المحكمة الدستورية خيانة للشعب وخيانة للدستور.» وقال تشو إن باك يجب أن تعامل كمشتبهة بها وتتعاون مع أي تحقيق. وأضاف «على ممثلي الادعاء إيجاد الحقيقة والمعاقبة عن أي جريمة من خلال تحقيقهم السريع والدقيق».

ويتهم ممثلو الادعاء باك بالتواطؤ مع صديقتها تشوي سون-سيل للضغط على الشركات الكبرى للمساهمة في تمويل مؤسسات أقيمت لدعم سياستها والسماح لها بممارسة نفوذ على شؤون الدولة.

وتنفي باك وتشوي ارتكاب أي أخطاء ورفضت باك الرد على أسئلة المحققين. وباك (65 عاما) هي أول رئيسة كورية جنوبية منتخبة ديمقراطيا تعزل من منصبها.

وستجرى انتخابات رئاسية مبكرة في التاسع من مايو القادم.

وجاءت الإطاحة بها بعد أشهر من الجمود السياسي والاضطرابات بشأن فضيحة فساد زجت أيضا برئيس مجموعة سامسونج العملاقة في السجن وأخضعته للمحاكمة.

وتزامنت الأزمة مع توترات متزايدة مع كوريا الشمالية وغضب صيني بسبب نشر نظام دفاع صاروخي أمريكي في كوريا الجنوبية.

وشكل البرلمان فريقا من المدعين الخاصين للتحقيق في الفضيحة لكن تفويضه انتهى وسلمت القضية إلى الادعاء العام.

ولم يتسن الحصول على تعليق من مكتب مدعي الدائرة المركزية في سول لكن وسائل إعلام ذكرت أن المدعين يدرسون استدعاء باك هذا الأسبوع على أقرب تقدير.

ويعتبر عزل باك سقوطا دراميا لأول امرأة تتولى رئاسة كوريا الجنوبية ولابنة باك تشونج-هي الدكتاتور العسكري السابق الذي حكم البلاد في عهد الحرب الباردة.

ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي تغادر فيها باك البيت الأزرق.

ففي عام 1979 وبعد تسعة أيام من الحداد عقب اغتيال والدها غادرت باك البيت الأزرق مع إخوتها وتوجهوا لمنزل عائلي.

وكانت باك تقوم بدور السيدة الأولى بعد مقتل والدتها بالرصاص في محاولة اغتيال سابقة لوالدها.

ميدانيا أظهر استطلاع للرأي أن الرئيس السابق للحزب الديمقراطي في كوريا الجنوبية، مون جاي في، المرشح الرئاسي الأكثر تفضيلا في البلاد. وحصل مون، الذي نافس الرئيسة المعزولة باك جيون هاي في انتخابات عام 2012 الرئاسية، على أعلى نسبة تأييد، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «يونهاب» أمس الأول.

وشمل الاستطلاع، الذي أجرته «يونهاب» بالاشتراك مع هيئة الإذاعة الكورية (كي.بي.إس) عبر الاستعانة بوكالة «كوريا ريسرتش» المتخصصة في إجراء استطلاعات الرأي عام، 2046 ناخبا وناخبة في الفترة من 11 إلى 12 مارس الجاري في أعقاب إصدار المحكمة الدستورية قرار إقالة باك كون هيه من منصبها.