952886
952886
عمان اليوم

مهندس عماني يبتكر نظاما إلكترونيا لحماية الأطفال من النسيان داخل حافلة المدرسة

13 مارس 2017
13 مارس 2017

يعمل بعد إطفاء المحرك بثلاثين ثانية -

كتب - عيسى بن سعيد الخروصي -

ابتكر المهندس عبدالعزيز بن حارث العبري من كلية كالدونيان الهندسية نظاما إلكترونيا لحماية الأطفال من النسيان داخل حافلة المدرسة أو أي مركبة.

وقام العبري بإنشاء نظام كمشروع تخرج من الكلية التي يدرس بها الهندسة، لضمان عدم تكرار الحوادث المأساوية للأطفال داخل الحافلات، وأي مركبات أخرى في المستقبل ويعمل هذا النظام بعد إطفاء محرك الحافلة بثلاثين ثانية.

ويتكون المشروع من نوعين من الحساسات أحدها حساس الحركة (PIR) والآخر حساس الوزن الذي يثبّت على كل مقاعد الحافلة. وفي حالة وجود طفل داخل الحافلة سواء أكان الطفل متحركا أو نائما يقوم النظام بعدة إجراءات مباشرة منها تشغيل مزمار وإنارة الحافلة وكذلك تشغيل شاشة إلكترونية كتب عليها طفل داخل الحافلة اتصل بـ9999 وكذلك يقوم النظام بتشغيل نظام تكييف لضمان حياة الطفل بالإضافة إلى ذلك يقوم النظام بإرسال رسائل مستمرة لسائق الحافلة وإدارة المدرسة.

النظام اخضع لفحوصات وتجارب لضمان جودته وكفاءته، وهو غير مكلف كما ذكر صاحب المشروع، حيث لا تتعدى الأجهزة المستخدمة فيه 50 ريالا عمانيا.

وقال المهندس عبدالعزيز بن حارث العبري: جاءت فكرت المشروع من تكرار حوادث نسيان الأطفال داخل حافلات المدرسة وكلنا يتذكر حادثة الطفلة التي نسيت في الحافلة في ولاية سمائل سبتمبر 2015 وحادثة الطفل الذي نسي في الحافلة بأكتوبر الماضي في المعبيلة وهذه الحادثة كانت قبل الانتهاء من هذا المشروع بأسابيع بسيطة وما زالت هذه الحوادث مستمرة وآخره الفترة القليلة الماضية في محافظة ظفار حيث نسيت داخل حافلة ولكن العناية الإلهية حالت دون تسبب أي أذى لها واكتشافها بعد فترة وجيزة.

مراحل المشروع

أما عن مراحل المشروع فقال العبري: المشروع مر بعدة مراحل قبل إخراجه بهذا الشكل أولها البحث المرّكز في أنظمة سابقة لأخذ الأفكار وتجنب عيوبها لإنتاج نظام موثوق وذي كفاءة عالية.

أما الخطوة الثانية فاختصت بالتصميم الإلكتروني عن طريق أحد البرامج الإلكترونية وبعد التأكد من عملها قمت ببناء النظام الحقيقي عن طريق ربط القطع المستخدمة وبرمجتها بلغة مايكرو بيسك. وفي الخطوة الثالثة تم فحص النظام لنتأكد من كفاءته وجودته .. والخطوة الرابعة تم تركيب النظام داخل المجسم.

صعوبات

أما عن الصعوبات التي تعرض لها فتلخصت في عدم وجود الدعم من أي جهات كون المشروع في بداياته ولم يسوق بعد ولم يطرح على العلن إلا أنه أتوقع أن يكون له شأن كبير في المستقبل القريب لما لأهميته وفائدته على كافة أفراد المجتمع، وكما أن الفائدة من هذا المشروع لا تقتصر على حافلات المدارس فقط وإنما تعم لتشمل كافة وسائل النقل وهنا لا أعني بوسائل النقل البري فقط وأنما البحري والجوي أيضا.

ومن ضمن الصعوبات التي واجهتنا في المشروع قال العبري: عدم توفر بعض القطع المستخدمة في النظام بالسلطنة وأخذ منا البحث عنها وقتا طويلا إلا أنه لم نحصل عليها لندرتها في الوقت الراهن وبعد البحث والتحري وجدنا هذه القطع في أماكن خارج السلطنة وتم التواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحمد لله تم توفيرها، وعلاوة على ذلك، يتطلب المشروع تعلم استخدام برنامج حاسوبي جديد لفك بعض تفاصيل الابتكار والوصول إلى مرحلة أقرب إلى الكمال، وهذا البرنامج الحاسوبي يتطلب قدرا كبيرا من الممارسة والجهد والمثابرة والحمد لله تغلبنا على هذا الأمر أيضا بكل سهولة ويسر.

ومن الصعوبات أيضا في النظام هو في أجزاء مختلفة من العالم تكون هناك مناطق لا تتوافر فيها شبكة للهاتف المحمول، ونظرا لعدم وجود اتصال من الهواتف النقالة في هذه المناطق، لا يمكن أن يتم تسليم الرسائل القصيرة. وبالإضافة إلى ذلك فإن فئة كبار السن قد لا تستطيع استخدام الهواتف المحمولة وقد يجدون صعوبة في استخدام هذا النظام، في مثل هذه الحالة توجد لدينا تدابير احتياطية مثل أجهزة الإنذار، وعرض خارجي من خلال شاشة وضعت خارج الحافلة تنبه المارة عن الخطر المرتقب كما أن التهوية الجيدة وضخ الأوكسجين في مقصورة الحافلة سوف يساعد كثيرا على تجنب أي كارثة مأساوية.

50 ريالا فقط

وفي سؤاله عن هل تلقى عروضا لتبني المشروع فقال: لم يتم عرض المشروع لجهات داعمة، ولم أتلق أي عرض لذلك، لأن المشروع ما زال في بداياته الأولى وهو بحاجة إلى تجارب كبيرة وتسويق وإن شاء الله سوف نعرض المشروع على العامة ومن يرغب في المساهمة معنا في تطوير المشروع فله ذلك ونتمنى أن نحصل على مساندة ودعم مادي ومعنوي من الجهات ذات الاختصاص لما للمشروع من أهمية بالغة وينقذ حياة الأطفال.

وعن تكلفة المشروع فقال: المشروع في الفترة الحالية أو الفترة التجريبية لا يكلف كثيرا وقد نحصر التكاليف المادية في مبلغ لا يتجاوز الخمسين ريالا عمانيا ولكن في حالة تطبيقه فالتكلفة سوف ترتفع قليلا لأنه يتطلب زيادة عدد الحساسات.

وعن تطلعاته لمشروعه هذا قال: أتمنى الحصول على دعم وتبني لهذا المشروع من جهات حكومية أو خاصة وذلك لما سيلعبه هذا النظام من الحد من هذه الحوادث المأساوية.

وفي ختام حديثه تقدم المهندس عبدالعزيز بن حارث العبري بالشكر لمشرفيه الدكتور ساتيش والمهندس مصطفى المنذري لمتابعة المشروع والتشجيع.