953477
953477
الاقتصادية

المرأة العمانية تلعب دورا مهما وفعالا في تنمية القطاع السمكي

13 مارس 2017
13 مارس 2017

تساهم في الإنتاج والبحث العلمي وأعمال التصنيع -

تؤدي المرأة العمانية دورا حيويا في تطوير وتنمية قطاع الثروة السمكية في السلطنة، حيث تقوم بالعديد من الأعمال في هذا القطاع ذي الأهمية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية وعلى طول سواحل السلطنة التي تزيد على الـ3165 كيلومترا نجد إسهام المرأة واضحا فمجالات العمل بالقطاع السمكي تتنوع بين المساهمة في العمل بمهنة صيد الأسماك ببعض القرى الساحلية مرورا بالعمل في تجفيف الأسماك وصولا إلى التصنيع الغذائي المتمثل في المنتجات السمكية وتصنيع منتجات غذائية من بعض الثروات البحرية، وليس نهاية بالعمل في تجميع بعض الثروات البحرية من الرخويات والقشريات مما وضع المرأة في صدارة مشهد العمل بهذا القطاع وضمن الأيدي العاملة الوطنية المنتجة التي تساهم في زيادة الإنتاجية من العمل في هذا القطاع مما يؤثر إيجابيا في نواح عديدة في مقدمتها تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد السمكية في سواحل السلطنة ورفد السوق المحلي بمنتجات سمكية محلية وتحقيق قدر معتبر من الأمن الغذائي للبلاد.

تشارك المرأة في بعض محافظات السلطنة الساحلية إلى جانب أخيها الرجل في العمل بمهنة صيد الأسماك، ومنذ القدم والمرأة العمانية في مجتمعات الساحل تعمل إلى جانب أخيها الرجل، حيث تقوم المرأة بصيد وتجميع الأسماك الثروات البحرية وتجفيف وتمليح وتدخين الأسماك والتصنيع الغذائي، وتؤدي المرأة دورها بفعالية وتسهم بشكل كبير في زيادة الإنتاج من المصيد، ففي محافظة ظفار تقوم المرأة بدور حيوي في موسم صيد الصفيلح، وتعمل في العديد من الأعمال بهذا الموسم، وفي مقدمتها صيد ثروة الصفيلح، ولا يختلف الحال في موسم الشارخة، حيث تعد المرأة يدا عاملة أساسية في هذا الموسم من صيد وتجميع وإعداد لثروة الشارخة، وقد تزايدت أهمية عمل المرأة في القطاع السمكي مع التوسع في مجالات العمل وزيادة فرص الاستثمار والتوسع في المشاريع السمكية المختلفة.

تقوم المرأة في مختلف القرى الساحلية بولايات السلطنة بدور أساسي في عملية تجفيف الأسماك بعد صيدها، وهي التي تعرف محليا باسم عملية (تسطيح الأسماك)، حيث تقوم المرأة بتجفيف الأسماك وفي الأغلب تكون من أنواع أسماك العومة والبرية (القاشع) في الأماكن المخصصة بذلك، وبعد أن تتم عملية تنظيف وإعداد الأسماك للتجفيف تشرف المرأة على عملية التجفيف من بدايتها إلى النهاية، ومن ثم يتم تجميع الأسماك المجففة في الأكياس المعدة بذلك وتحضر للاستهلاك وقسم منها للبيع في الأسواق المحلية والتصدير الخارجي. كما تقوم المرأة بحفظ الأسماك بطرق أخرى كالتمليح والتدخين في عمل يساهم في الاستفادة القصوى من الأسماك بطريقة اقتصادية.

وتقوم المرأة العاملة بقطاع الثروة السمكية في السلطنة بدور كبير في التصنيع الغذائي ويتضح ذلك في استغلال الأسماك وبعض الثروات البحرية كالرخويات والقشريات والمحاريات في تصنيع منتجات غذائية تشهد إقبالا كبيرا من المستهلكين، وتعمل المرأة في هذا المجال بشكل فردي أو في جماعات عمل، وتبذل المرأة جهودا ذاتية في التسويق لتلك المنتجات، وعلى سبيل المثال يتم تسويق المحار الصخري المعروف محليا باسم (الزوكة) في أسواق محافظة ظفار، ويحظى بإقبال من المستهلكين في ولايات المحافظة، ويزداد أهمية التصنيع الغذائي في القطاع السمكي مع وجود رغبة كبيرة في إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة وتوفر تطبيقات تكنولوجية حديثة في مجال التصنيع السمكي، وقد نفذت الوزارة عن طريق دوائر الثروة السمكية في الولايات الساحلية عددا من البرامج الإرشادية للمرأة في مجال التصنيع السمكي بهدف نقل المعارف الجديدة والخبرات اللازمة لتطوير مشاريع الإنتاج الغذائي في القطاع السمكي.

ومع تزايد أهمية دور المرأة في قطاع الثروة السمكية كأيد عاملة وطنية منتجة تساهم في تحقيق التنمية السمكية المستدامة قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة بالإدارات والمديريات السمكية في المحافظات الساحلية بالسلطنة بتنفيذ برامج إرشادية تتوزع على الحلقات التدريبية والندوات والمحاضرات العلمية الموجهة للمرأة العاملة في القطاع السمكي بهدف نقل المعارف وخبرات العمل إليها وتطوير قدراتها وزيادة كفاءة العمل، وقد نفذت العديد من دوائر الثروة السمكية بالولايات الساحلية فعاليات وبرامج إرشادية للمرأة العاملة في القطاع السمكي ناقشت العديد من محاور العمل بهذا القطاع، كما قامت الوزارة بتعيين مختصات في الإرشاد السمكي بدوائر الثروة السمكية بالولايات لسهولة التواصل والتفاعل مع المرأة العاملة في قطاع الثروة السمكية.

أجرى عدد من الباحثين والخبراء بالمراكز البحثية في المديرية العامة للبحوث السمكية بالوزارة بحوثا ودراسات علمية تناولت دور المرأة في العمل بقطاع الثروة السمكية ومدى إسهام عمل المرأة في هذه القطاع في زيادة الإنتاجية كما ناقشت بعض الدراسات العوامل المؤثرة في عمل المرأة العمانية بالقطاع السمكي وإمكانيات تطوير مهارات العمل وآفاق التطوير المستقبلي للعمل في هذا القطاع بالنسبة للمرأة، وقد توصلت تلك الدراسات إلى العديد من المعطيات التي سوف تساهم في تطوير عمل المرأة بالقطاع السمكي في السلطنة وزيادة دور المرأة في العمل بهذا القطاع.

وتعد المرأة في القطاع السمكي بالسلطنة عنصر أساسي في العمل والإنتاجية مثلما هو الحال في العديد من القطاعات الاقتصادية في السلطنة، ومنذ القدم ودور المرأة في قطاع الثروة السمكية تتزايد أهميته سواء بالمساهمة المباشرة في عملية الصيد وتجميع الثروات البحرية المتنوعة في المياه العمانية أو في العمل بالمهن المرتبطة بالقطاع السمكي وأيضا في العمل في التصنيع الغذائي المرتبط بالأسماك والمنتجات البحرية ومع وجود عدد من البرامج الإرشادية والتوعوية التي تنفذها الوزارة من أجل تطوير قدرات المرأة العاملة في القطاع السمكي وزيادة كفاءة العمل،وإن المستقبل يبشر بالخيرة ولعل دلالة في ذلك أن عددا كبيرا من العاملات في القطاع السمكي وفي المشاريع السمكية من الجيل الجديد، ولم يقتصر الأمر على جيل الأمهات فقط مما يؤكد على أهمية هذا القطاع اقتصاديا والفرص الكبيرة التي يتيحها للاستثمار وتشغيل الأيدي العاملة الوطنية وتوظيف تطبيقات التكنولوجيا الحديثة وتحقيق قدر مناسب من الأمن الغذائي للبلاد.