952075
952075
عمان اليوم

حملة «عمان قلب العمل الجيولوجي» بجامعة السلطان قابوس

12 مارس 2017
12 مارس 2017

952077

نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم علوم الأرض بكلية العلوم-وبالتعاون مع الجمعية الجيولوجية العمانية «حملة عمان قلب العالم الجيولوجي» تحت رعاية سعادة أحمد بن سيف البرواني عضو مجلس الشورى ممثل ولاية إبراء ونائب رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية.

وقد أقيمت النسخة الخامسة من هذه الحملة بإقامة معرض بمسقط جراند مول بهدف نشر المعلومات عن جيولوجية السلطنة وتخصص علوم الأرض للمجتمع من حولنا مع تنمية حس التأمل العلمي في هذه التكوينات الطبيعية الصخرية التي تعود أعمارها إلى مئات الملايين من السنين. تحكي الحملة عن خمس حُقب عن العصور الجيولوجية منذ نشأة الأرض الى يومنا الحالي بالإضافة إلى ركن الاستكشافات الجيوفيزيائية. وتبدأ مع حقبة ما قبل الحياة، وتسمى عصر ما قبل الكامبري الاسم الذي يطلق على أعظم مدة زمنية من تاريخ الأرض ويتكون من ثلاث حقب وهي: الحقبة الجهنمية والحقبة السحيقة وحقبة الطلائع أو الحياة الأولية. تشمل صخور العصر على صخور متحولة مثل صخور الشست والنايس وقد تكونت تلك الصخور أساسا من الحجر الرملي والطفل والحمم البركانية والرماد البركاني التي دفنت ومن ثم تعرضت للحرارة والضغط العميقين في قشرة الأرض وأماكن تواجد صخور عصر ما قبل الحياة في شرق مدينة مرباط،وسيق، ووادي بني خروص، والجبل الأخضر، والحقف، وقلهات. وبعدها تأتي الحقبة القديمة، وفي بداياتها ظهرت أول أشكال الحياة متمثلة في كائنات أحادية الخلية كان المناخ فيها استوائيا حارا بشكل عام حيث كانت تقرب مدار الجدي، وفي فترة معينة من هذه الحقبة تعرف بالكربوني وصلت السلطنة بالقرب من القطب الجنوبي وأصبحت ذات مناخ جليدي بارد هذا المناخ أدى إلى تكون صخور مميزة عبارة عن قطع صخرية عشوائية الحجم والشكل تعرف بالديايميكتات، تتمثل الفائدة الاقتصادية لصخور هذه الحقبة في مجموعة هيماء وتشكل أكبر خزان رسوبي نفطي للغاز في البلاد ويتميز بمساميته ونفاذيته الممتازة لاحتواء المواد النفطية. وأما الحقبة الوسطى فتمتد بين ٢٤٨ إلى٦٥ مليون سنة من عمر الأرض حيث استغرقت حوالي ١٤٠ سنة وتنقسم هذه الحقبة إلى ثلاثة عصور وهي العصر الترياسي والجوارسي والطباشيري، كما تتميز بسيادة الزواحف من أشكال الحياة البرية كذلك سادت في بحارها اللافقاريات الرخويات، بدأت الحقبة بحدث عظيم عظيم يعد من أشد الأحداث التي وقعت على الأرض وهو انقراض العصر البرمي والترياسي هذا الحدث الأكبر في تاريخ الأرض أودت بحياة نحو ٧٥٪-٩٠٪ من جميع ما على الأرض من حيوانات ونباتات، وتعتبر انقراض الدينوصورات في العصر الطباشيري من أهم الأحداث في هذه الحقبة. وبالنسبة للحقبة الثالثة فهي الحديثة وتعد أقصر حقبة زمنية وتستمر إلى وقتنا الحالي، وتتميز بمناخها الدافئ والرطب نظراً لوجود السلطنة ما بين خط السرطان وخط الاستواء مما أدى إلى ترسيب معظم الصخور الجيرية الأقل عمرا وما صاحبها من الحياة البرية، بالإضافة إلى ذلك شهدت هذه الفترة ظهور الإنسان وبعض الثدييات. القيمة الاقتصادية لهذه العصر هي استخراج الخام والسياحة الجيولوجية التي تتمثل في الكهوف المتكونة على صخور العصر مثل كهف مجلس الجن وكهف طيق وغيره الكثير من الكهوف في السلطنة. وهناك حقبة الافيولايت وهو الاسم العلمي لصخور الغلاف الصخري المحيطي عندما يتواجد فوق اليابسة ويعني صخر الأفعى حيث أن صخور الافيولايت غنية بالسربنتين الأخضر ذي المنظر والملمس الناعم المشابه لجلد الأفعى، ويمثل افيولايت سمائل الجزء الأكبر لأفيولايت عُمان وسبب التسمية يعود إلى أن دراسة مقاطع الافيولايت الرئيسية والصدع العكسي الذي سحب صخور الافيوليت لمئات الكيلومترات من قاع محيط التثيس الجديد إلى الأرض العمانية، أيضا تغطي صخور الافيوليت مناطق شاسعة في جبال شمال عمان حيث تمتد من صور في الجنوب الشرقي إلى محافظة مسندم في الشمال الغربي. يذكر أن السلطنة معروفة بأنها «جنة الجيولوجيا» وقد جعلها التنوع الجيولوجي الجذاب والمتمثل في الجبال والصحاري والأودية والكهوف مكاناً فريداً لدراسة كلا القشرتين القارية والمحيطية، يشكل التاريخ الجيولوجي العماني ما يزيد عن ٨٠٠ مليون سنة الذي يشمل معظم الأحداث التكونية والمناخية في تاريخ الأرض الجيولوجي.