952608
952608
المنوعات

معرض «رسالة الإسلام» يصل جمهورية رومانيا ويؤكد نشر ثقافة التعايش المشترك والتفاهم السلمي بين الأمم والشعوب

12 مارس 2017
12 مارس 2017

تأصيلا على أن «السلام للعالم أجمع» -

يواصل معرض «رسالة الإسلام» جولاته في مختلف دول العالم، حيث انطلقت في عاصمة جمهورية رومانيا (بوخارست) فعاليات المعرض بالتعاون مع قسم حوار الأديان في كلية اللاهوت التابعة لجامعة بوخارست والمركز الثقافي الأوروبي الروماني العربي ومؤسسة إيطاليا بلازا تحت رعاية معالي فيكتور أوباسكي وزير شؤون الأديان وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين من المهتمين بالقيم المشتركة، وذلك من أجل نشر وتعزيز ثقافة التعايش المشترك والتفاهم السلمي بين الأمم والثقافات والشعوب.

ويأتي المعرض في سياق الجهود التي تبذلها السلطنة في مجال نشر القيم الإنسانية الرفيعة، وإيصال رسالة السلام في العالم، وسط أجواء من التوترات الإقليمية، وامتداد رقعة التطرف والإرهاب والعنف، ليكون صوت (رسالة السلام) ردًا على كل هذه الممارسات اللاإنسانية التي تتعارض مع تعاليم الأديان والثقافات المحبة للرحمة والسلام.

بدأ حفل الافتتاح بكلمة من معالي البروفيسور ميرتشا رادو - رئيس جامعة بوخارست حيث قال: إن رسالة الأديان السماوية هي رسالة التسامح والحب، ولكوني أكاديميًا فمن الواجب علينا تعليم الطلاب هذه المفاهيم التي عبرت عنها لوحات المعرض في كيفية التعايش مع مختلف الأديان والثقافات.

وعبر رئيس جامعة بوخارست بأن هذا المعرض دليل يشهد على وجود مجتمع نموذجي يعيش هذا المفاهيم على أرض الواقع. ونحن في جامعة بوخارست أضفنا قسم حوار الأديان والثقافات لنشر رسالة التسامح.

وعن كلمة المعرض التي ألقاها محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية المشرف العام على معرض رسالة الإسلام من عمان شكر الجهات الداعمة في رومانيا على الجهود التي بذلت لإخراج المعرض وإقامته في رومانيا والذي أبرز ثقافة التعاون من أجل الخَير والعمل بروح الفريق رغم تنوع الآراء وتعدد الاتجاهات.

وأكد المعمري أن المعرض قد زار أكثر من ١٠٠ محطة حول العالم في أكثر من ٣٠ دولة ناقلاً صوت التسامح العُماني ورافعًا راية الصداقة والتعاون والوئام الإنساني ومادًا جسور الحوار والتفاهم من اجل خير البشرية ومستقبلها.

وفي كلمة للدكتور ضرار قطيني رئيس المركز الثقافي الأوروبي الروماني العربي حيث قال: إن هذا الحدث والنشاط الذي يجمعنا اليوم قد قام بإعداده مجموعة من الأشخاص جنبًا إلى جنب من أديان مختلفة. مستطردًا: عملنا جنبًا إلى جنب دون الشعور بأي تفرقة وبسرور كامل وكأسرة إنسانية واحدة للإعداد لهذا الحدث المتواضع الذي نعرّف فيه عن بلد عربي وإسلامي يشكل أنموذجًا حضاريًا وإيجابيًا تحت عنوان التسامح والتفاهم والتعايش السلمي وهي رسالة إسلامية من سلطنة عمان التي نفتخر بها وبواقعها ونموذجها الحضاري، فتلك هي ثقافتنا وتربيتنا الحقيقية، كما أننا نفتخر بأننا في بلد يشتهر ويتصف بالتسامح والعيش السلمي المشترك ويرفض التمييز، هي رومانيا وشعبها الصديق والعزيز علينا جميعًا.

وضمن الحضور البروفيسور فاسيلي سيملانو - رئيس مؤسسة الجيوساسية الذي قال:

أعجبت كثيرًا بالمعرض وما تم عرضه من لوحات ترجمت روح التسامح الذي يتمتع به الشعب العماني وأتمنى أن تكون هناك المزيد من المعارض عن عمان في رومانيا.

أما البروفيسور فاسيلا بورتا أستاذ علم الاجتماع في جامعة بوخارست ومستشار وزير التربية الروماني

واختصاصي في جامعة بوخارست بشكل خاص في موضوع التميز والتعايش والعلاقات بين العرقيات المختلفة فيقول:

الإسلام يشكل أحد أهم الأديان في العالم وله مفاهيمه الخاصة والمهمة، وكأي دين يوجد هناك في بعض المراحل تميزات نتيجة ظروف مرحلية وخاصة في الوقت الحالي، ولهذا السبب نحن نكون بحاجة أكبر للحوار وخاصة ما بين الأديان والثقافات.

مضيفا: العرب عبر التاريخ كان لهم دور كبير في اكتشاف وتطوير علوم مختلفة مثل قواعد الرياضيات والعلوم الإنسانية فالثقافة تعتبر أساسًا في العلاقات الإنسانية.

مؤكدًا: مع العالم العربي لدينا علاقات وحوار نراه يزاد ويتطور في الفترة الأخيرة ويأتي بالتعارف المشترك لمصلحة الطرفين، هدف الحوار والتسامح الديني أن يكون هناك عالم سلام وعلينا الاهتمام بالترويج لثقافات بناء عالم أفضل وإعطاء أهمية للإنسان بشكل خاص.

ومن ناحية أخرى عبر القس الدكتور فالنتين ايليه أستاذ مساعد بكلية اللاهوت بجامعة بوخارست قائلاً:

المعرض جاء متممًا لما نعيشه من روح التسامح بين الأديان في كل بيت في رومانيا، وأن هذا المعرض دليل على الانسجام الروحي والفكري بين عمان ورومانيا في نشر ثقافة التسامح حول العالم. اللوحات عبرت عن الحياة الاجتماعية والثقافية العمانية التي كانت الأساس المهم في تكوين الشخصية العمانية المتسامحة.

أما عضو قسم مركز حوار الأديان والثقافات في جامعة بوخارست فيقول:

الحدث الذي يقام اليوم والذي يشارك فيه مركز حوار الأديان والثقافات في جامعة بوخارست والذي أنا عضو فيه يؤكد أهمية هذا المعرض في رومانيا، والذي سيكون له أثر في بلادنا للتعرف على الأديان والطقوس الدينية الأخرى، الأمر الذي يجعلنا نتعرف ونتعلم من بعضنا، ونتمنى أن يستمر تنظيم مثل هذه المعارض في المستقبل.

٥٠ لوحة تلخص رسالة

الإسلام من عُمان:

اشتمل المعرض على خمسين لوحة لمعرض رسالة الإسلام باللغة الرومانية التي تعرض لأول مرة باللغة الرومانية معبرة عن أوجه الحياة العامة في سلطنة عُمان وما شهدته من نهضة حديثة وتطور مستمر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- كما اشتمل المعرض على لوحات من الفن التشكيلي العماني والخط العربي بالإضافة إلى عرض بعض التحف العمانية وملامح الحياة العامة في السلطنة ماضيًا وحاضرًا.

(فن الظلال) ورسائل للعالم حول السلام والإخاء:

واشتمل المعرض الذي يقام في واحد من أهم المراكز في رومانيا (مركز بلازا إيطاليا) على لوحات من (فن الظلال) والذي يقدم للجمهور قيمًا روحيةً بالدمج بين عدد من الفنون، كفن الخط العربي والزخرفة وعامل الضوء، إذ تشكل في مجموعها لوحة فنية معبرة، وقدم المشروع أربع لوحات مستمدة من الدعاء والسلام والأخلاق.

رسائل إيجابية من عُمان للعالم:

كما اشتمل المعرض على (رسائل عالمية) وهو حملة إعلامية عالمية تهدف إلى نشر ثقافة التعايش والسلام؛ والتسامح والوئام؛ عبر نشر بطاقات تعبر عن هذه القيم في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بمختلف اللغات.

وتمثلت الحملة المصاحبة للمعرض عبارة: «افعل شيئًا من أجل التسامح» التي تهدف إلى تمكين كل شباب وفتيات العالم من ابتكار الأفكار والأطروحات والتجارب والجهود التي يمكن أن تسهم ولو بشكل بسيط في نشر ثقافة التسامح في المجتمعات الإنسانية، وتقديمها كمبادرات فردية وجماعية ومؤسساتية يكون لها إطارها العملي في المحيط الذي هي فيه.

وجاء اختيار هذا الشعار إيمانًا بأهمية قيمة التسامح في ردم الهوة في العلاقات المتوترة، وتقريب وجهات النظر المختلفة، وإيجاد مساحات مشتركة في أجواء تمكن من الحوار والتفاهم وتحقيق السلام. مع مناسبة هذا الشعار للأفراد في محيط الأسرة وعلى مستوى المجتمعات والدول.

وتم حتى الآن إصدار سبع بطاقات لهذه الرسائل: الأولى تحمل رسالة «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» وهي جزء من آية كريمة تقرر سنة التعارف كأساس للتعاملات بين الشعوب والقبائل؛ فهي ميزة إنسانية في غاية الأهمية تأخذ أبعادها من كون الاختلاف والتنوع عوامل تكامل وانتظام لا عوامل تفرق وانتقام.

والثانية تحمل رسالة «أحب للناس ما تحب لنفسك» وهي جزء من حديث نبوي شريف؛ يعمق في النفس الشعور بأهمية الأنفس الأخرى وتقديرها، ويلفت نظر الإنسان إلى أنه ضمن مجموع إنساني يتأثر ببعضه البعض، فإن كان يود لنفسه خيرا فليحب ذلك لغيره، ولو فعل كل فرد بهذا التوجيه لقلت نسب التنافس غير الشريف وما يتبعها من أخلاق مذمومة.

والثالثة تحمل رسالة «خالق الناس بخلق حسن» وهي كذلك جزء من حديث نبوي شريف وتحمل مفهوما إنسانيا بجعل الأخلاق هي محور التعاملات بين البشر، وأساسا للتعايش فيما بينهم، نظرًا لما تمثله القيم والأخلاق من تأثير روحي ونفسي عميقين، وعلى الخصوص لدى أتباع الديانات.

والرابعة تحمل رسالة «وبالوالدين إحسانا» وهي جزء من آية قرآنية كريمة تدفع الإنسان إلى تقدير الوالدين واحترامهما، وبذل الخير لهما، والإحسان إليهما بكل جميل ومعروف، وتم اختيار هذا الشعار ضمن حملة قيمة التسامح لارتباطها الوثيق بهذا الخلق.

والرسالة الخامسة بعنوان: «أد الأمانة إلى من ائتمنك» من أجل تعزيز خلق الأمانة بين الناس، كقيمة مهمة في التعاملات الإنسانية.

والرسالة السادسة بعنوان: «لنفسك عليك حق» وذلك للإشارة على أهمية الاهتمام برفع القيم في النفس، والتركيز عليها في البناء الأخلاقي.

والرسالة السابعة بعنوان: «أفضل الناس أنفعهم للآخرين» للتأكيد على مبادئ التعاون بين الناس ونشر ثقافة العمل المشترك في مجال النفع العام والعمل التطوعي والخيري.

افعل شيئًا من أجل التسامح:

كما تم خلال الافتتاح إطلاق حملة :(افعل شيئا من اجل التسامح) (Act For Tolerance #) لجمع أكبر عدد ممكن من المشاركات في هذا الإطار تعزيزا لنشر ثقافة التعايش بين قطاعات الشباب والفتيات في كل دول العالم.

إصدارات عمانية في تعزيز

التواصل الحضاري:

كما أقيم على هامش المعرض عرض بعض الكتب العمانية المهتمة بالتواصل الحضاري وتعميق الفهم المشترك للقيم الإنسانية. بالإضافة إلى استعراض عدد من صور الكتب العمانية المتعلقة ببعض المعارف الدقيقة كعلم الفلك وعلم البحار وعلم الطب وغيرها، وذلك من أجل إبراز مساهمات وجهود العمانيين في السياق العالمي للمعرفة والثقافة والعلوم.

معرض (رسالة الإسلام):

رحلة حول العالم :

الجدير بالذكر أن معرض (رسالة الإسلام من عُمان) تم إطلاقه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منذ عام ٢٠١٠م وزار أكثر من ثلاثين دولة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان : (التسامح والتفاهم والتعايش: رسالة الإسلام من سلطنة عُمان) ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم، وقد اكتسب المعرض قبولاً متناميًا في الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها منظمة اليونسكو، والعديد من المركز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.