951721
951721
العرب والعالم

عباس يزور واشنطن بدعوة من الرئيس الأمريكي لإجراء محادثات سلام

11 مارس 2017
11 مارس 2017

الرئيس الأمريكي يشدد على قناعته أن الوقت حان لإبرام اتفاق -

رام الله - واشنطن (وكالات ): دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الأول نظيره الفلسطيني محمود عباس الى زيارة البيت الأبيض قريبا وذلك في اول اتصال هاتفي بينهما منذ تسلم ترامب منصبه، وفق ما أعلنت الرئاستان الفلسطينية والأمريكية.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية إن «ترامب وجه دعوة رسمية للرئيس عباس لزيارة البيت الأبيض قريبا، لبحث سبل استئناف العملية السياسية».

وأضاف ان الرئيس الأمريكي «أكد التزامه بعملية سلام تقود إلى سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، موضحا أن «الرئيس عباس أكد بدوره تمسكنا بالسلام كخيار استراتيجي لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل».

وقال شون سبايسر الناطق باسم ترامب في بيان ان «الرئيس (ترامب) قال: إن الولايات المتحدة لا تستطيع فرض حل على الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك لا يمكن لأي طرف فرض اتفاق على الطرف الآخر». وتابع ان «الرئيس دعا الرئيس عباس الى اجتماع في البيت الأبيض في المستقبل القريب».

وأشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن عباس سيؤكد قلقه بشأن البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة والحاجة إلي حل الدولتين لإنهاء الصراع. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن أبو ردينة قوله «أكد الرئيس عباس تمسكنا بالسلام كخيار إستراتيجي لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.»

ومنذ ذلك الوقت توخى البيت الأبيض قدرا أكبر من الحذر وقل الحديث عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهو وعد قدمه ترامب أثناء حملته الانتخابية لكنه تحرك من شأنه أن يثير الغضب في أرجاء العالم الإسلامي. وقال ديفيد فريدمان، مرشح ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل والذي أقرت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ترشيحه يوم الخميس، إنه يريد أن يرى السفارة تنقل إلى القدس ويتوقع أن يعمل من المدينة لبعض الوقت على الأقل.

وفي حين أن واحدة من أولى المحادثات الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع قادة أجانب كانت مع عباس إلا أن ترامب حذر في اتصالاته مع العالم العربي. وتحدث ترامب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتقى العاهل الأردني الملك عبد الله الذي بادر بالذهاب إلى واشنطن في زيارة دون سابق إعداد. وبناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وهي أراضٍ يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم، إلى جانب قطاع غزة، هو أحد أكثر القضايا سخونة بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأثناء الحملة الانتخابية قال ترامب إنه لا يرى بالضرورة أن المستوطنات عقبة أمام السلام.

ومنذ توليه الرئاسة أعلنت إسرائيل خططا لبناء 6000 منزل استيطاني إضافي في زيادة كبيرة وفي مؤشر إلى أن إسرائيل تعتبر لغة ترامب الأكثر تساهلا ضوءا أخضر. لكن خلال زيارة نتانياهو قال ترامب إنه يريد من رئيس الوزراء الإسرائيلي «أن يكبح قليلا بناء المستوطنات» وهو موقف فاجأ نتانياهو، ويناقش مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون حاليا المعايير التي يجب إتباعها بشأن الاستيطان. واكد خلال اللقاء أن حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس السبيل الوحيد الممكن من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. وأشار البيت الأبيض حينذاك الى ان الولايات المتحدة لن تصر بعد الآن على هذا الحل الذي يعتبره المجتمع الدولي مبدأ أساسيا للحل منذ عقود للنزاع الأقدم في العالم.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتانياهو «أنظر إلى (حل) الدولتين و(حل) الدولة (...) إذا كانت إسرائيل والفلسطينيون سعداء، فسأكون سعيدا بـ(الحل) الذي يفضلونه. الحلان يناسبانني».

وقطع ترامب بذلك عقودا من السياسة الأمريكية التي ركزت على حل الدولتين لإنهاء النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.

ومفاوضات السلام متوقفة منذ ابريل 2014 بعد انهيار المحادثات المباشرة التي جرت برعاية وزير الخارجية الأمريكية حينذاك جون كيري. وجاءت الزيارة بعد أيام فقط من تمرير الكنيست الإسرائيلي تشريعا يضفي الشرعية بأثر رجعي على آلاف المستوطنات في الضفة الغربية، مما أثار انتقادات في الداخل والخارج ، وحذر ترامب إسرائيل من أن توسيع المستوطنات «ربما لن يكون مفيدا» بالنسبة لعملية السلام ، وقال أيضا لنتانياهو إنه سيتعين على الجانبين تقديم تنازلات. وأضاف ترامب أن إدارته ستعمل من أجل التوصل لاتفاق سلام، بين الإسرائيليين والفلسطينيين «بشكل جاد للغاية». ومنذ ان تولى ترامب الذي اكد انه يقود اكثر الإدارة الأمريكية تأييدا لإسرائيل، السلطة يشعر الفلسطينيون بالقلق بسبب افتقادهم الى اتصالات مع شخصيات مهمة في البيت الأبيض.

والتقت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هالي الثلاثاء للمرة الأولى مندوب فلسطين في المنظمة الدولية رياض منصور.