«العمانية للكتاب والأدباء» تناقش «عمان في المصادر البريطانية»

تقيم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء غد أمسية تاريخية بعنوان «عمان في المصادر البريطانية - قراءات تاريخية» في الساعة الساعة السابعة مساء بمقر الجمعية في مرتفعات المطار، وتهدف إلى تناول الكتابات البريطانية عن عمان وتحليلها وذلك من خلال كتابات بادجر وروس ومايلز ولوريمر كنماذج لهذه الكتابات.

وتقدم في الأمسبة التي يديرها الباحث والكاتب يونس بن جميل النعماني عدة أوراق عمل. الأولى بعنوان إضاءات حول أدوار القس بادجر، والعقيد روس في دراسة التاريخ العماني يقدمها الباحث سيف بن عدي المسكري، وتهدف الورقة إلى إضاءة جوانب من أدوار القس جورج بيرسي بادجر (1815-1888م)، والعقيد إدوارد تشارلز روس (1836-1913) في دراسة التاريخ العماني، حيث كان لهما دور السبق في التعريف بالمدونة التاريخية العمانية على المستوى الغربي، من خلال ترجمة الأول لكتاب الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين والذي أسماه تاريخ الأئمة والسادة في عمان (A History of the Imaums and Sayyids in Oman 1871 ) والثاني لكتاب كشف الغمة للأزكوي، والذي اسماه حوليات عُمان ( Annals of Oman 1874). إلى جانب كتابات وتقارير أخرى رصدت الواقع العماني بمختلف تجلياته.

مع ما عرف عنهما من أدوار على المستوى السياسي في خدمة المصالح البريطانية في المنطقة.

وكذلك كشف الجوانب ذات البعد الاستشراقي العميق في أعمالهما.

فيما تتناول الورقة الثانية موضوع: «القضايا المركزية والهامشية في رحلات مايلز «يقدمها الباحث ناصر بن سيف السعدي. وتهدف الورقة إلى تقديم قراءة أولية في رحلات القنصل البريطاني الكونيل مايلز، إذ يعد مايلز من أهم موظفي حكومة الهند البريطانية، وأكثرهم خبرة واطلاعا على عمان، فتعددت أسفاره ورحلاته في المدن العمانية، فزار الأشخرة، صور، طيوي، قلهات، ظفار، البريمي، الجبل الأخضر، ونخل، ونزوى، وبلدان محافظة الظاهرة.

وتركز الورقة على تقديم قراءة أولية، لأهداف وأولويات مايلز من تلك الرحلات، وتطرح تساؤلات من قبيل: ما هي القضايا التي سعى إلى إبرازها وإشهارها؟ وما هي القضايا التي أهملها مايلز ولم تنل اهتمامه؟ كما توضح الورقة أن رحلات مايلز هدفها وغاياتها ومنطقها الداخلي هو دراسة إمكانيات عمان الجغرافية والاقتصادية، وطبيعة النظام السياسي وبنية المجتمع العماني العرقية والثقافية، ومن يتأمل كتابات مايلز وغيره من موظفي حكومة الهند البريطانية يجد أنها لا تخرج عن تلك القضايا آنفة الذكر مع تباين في الأهمية بين قضية وأخرى، حيث يلاحظ ندرة في الحديث عن المجتمع وقيمه وثقافته، وإن وجدت فهي عابرة وعارضة.

وهذا ما تحاول الورقة دراسته، والوقوف على الزاوية التي من خلالها نظر مايلز إلى عمان.

أما الورقة الثالثة والأخيرة يقدمها الدكتور محمد بن حمد الشعيلي بعنوان: «عمان في دليل الخليج» يتناول فيها قراءة تاريخية لعمان في السجل التاريخي للخليج وعمان وأواسط الجزيرة العربية، الذي أخرجه موظف الحكومة البريطانية في الهند جون جوردن لوريمر الذي عاش خلال الفترة 1870 – 1914م، والذي يعتبر من أهم الكتب في التاريخ الحديث لعمان والخليج خلال الفترة 1600 – 1900م، ومن المصادر إلي يعتمد عليها في دراسة تاريخ المنطقة بصفة عامة وعمان بصفة خاصة؛ نظرا لغزارة المعلومات وكمية الأحداث التي تضمنها من بداية القرن السابع عشر وحتى القرن العشرين.

وسيسلط الدكتور محمد الشعيلي في ورقته على أهمية الكتاب وكيف تحول من مجرد فكرة بدأت عام 1903م بقرار من اللورد كيرزون نائب الملك البريطاني في الهند إلى مشروع كان يهدف إلى جمع المعلومات التي يمكن أن تستفيد منها الحكومة البريطانية ومسؤوليها في الهند عن منطقة الخليج، كما سيتطرق إلى أهم ما يميز هذا الكتاب عن غيره من المؤلفات الأخرى، والمراحل التي مر بها ظهور الكتاب وإخراجه أمام الباحثين والمهتمين، ومحتويات الكتاب بصفة عامة والمحتويات الخاصة بعمان بصفة خاصة، والمصادر التي اعتمد عليها الكتاب خاصة بالنسبة لتاريخ عمان، وأخيرا سيقدم الدكتور محمد الشعيلي الملاحظات الخاصة بالكتاب وأهم الانتقادات الموجهة له.