922597
922597
عمان اليوم

ولاية إزكي .. تاريخ حافل بالعراقة وحاضر يزدهي بمعالم التنمية

10 مارس 2017
10 مارس 2017

[gallery columns="4" size="medium" ids="448513,448512,448511,448510"]

تحوي كهف جرنان الذي حيكت حوله الكثير من القصص -

إزكي - سيف المحروقي -

تعرف ولاية إزكي في بعض كتب التاريخ العماني باسم جرنان، ولكنها أصبحت اليوم محض تاريخ قديم، فقد زكت إزكي بالكثير من معطياتها التاريخية والحضارية والطبيعية، تلامس الولاية في موقعها هضبة الجبل الأخضر من جهة الشرق، ومن الغرب ولاية المضيبي، ومن الشمال ولاية سمائل، ومن الجنوب ولايتي منح وأدم.

تبعد ولاية إزكي عن محافظة مسقط مسافة 130كم، وتقع بمحاذاة الطريق الذي يصل بين مسقط والوسطى، فالزائر القادم من مسقط يمر على بدبد وسمائل وإزكي ونزوى متجها إلى أدم والوسطى بعد ذلك؛ لذلك تظهر ضواحي إزكي أمام شاشة العين، ويلوح نخيلها بعذوقها وسعفها الأخضر كضفائر الحسان، تتناثر في الأفق الأزرق.

وكغيرها من الولايات العمانية نالت إزكي حظها من التنمية الحديثة، وبها 20 مدرسة ومستشفى ودوائر رسمية تمثل الجهات الحكومية، إلى جانب المتنزهات السياحية التي استحدثت مؤخرا، وتلعب بلدية إزكي دورا في تجميل الولاية، وللأهالي دور ملموس في النهوض بولايتهم تمثل في بناء المساجد والمجالس وغيرها.

مستوطنات وتاريخ

تشير النقوش التي عثر عليها في الصخور والكهوف إلى أنها كانت مستوطنة قديمة، وقد استدل علماء الآثار أن إزكي تعود تاريخيا إلى العصر الحجري، وفوق هضبة الجبل المطل على قرية زكيت تظهر مئات الأبراج تشبه خلايا النحل، اتخذت كمدافن قديمة تعود إلى عصور سحيقة لنشأة الإنسان واستيطانه في هذا المكان.

كما عثر العلماء في إزكي على آثار يرجع تاريخها إلى العصر الحجري، ومن خلال المسح الذي أجرته البعثة الدنماركية الأثرية في عام 1972م، وبعثة هارفارد للمسح الأثري عام 1973م، تم الكشف عن عدد من قبور خلايا النحل التي يرجع تاريخها إلى أوائل الألف الثالث قبل الميلاد.

قرى خضراء وأودية

بامتدادها الواسع تأخذ إزكي مساحة واسعة من الأرض، وتنتمي لها عشرات القرى الخضراء، من بينها الحميضيين وقلعة العوامر وحبل الحديد وحارة الرحى والنزار واليمن والحميضة والسيّاحي وشافع ومغيوث وسدي والسليمي وإمطي وقاروت والقريتين وسيما ومقزح والحليو، هناك عاش الإنسان وبنى فيها حاراته وحضارته وأمجاده.

ولأنها تأخذ مساحة كبيرة من محافظة الداخلية فإن الأودية تمر بمحاذاتها وبمحاذاة بعض قراها، وأشهرها وادي حلفين الذي يقطع مجراه مركز الولاية، متدفقا من أعالي سفوح وشعاب الجبل الأخضر، وممتدا إلى ولاية المضيبي ومنه إلى أن يلامس ساحل البحر في الجهة الشرقية من السلطنة.

الحارات القديمة

ومن يزور ولاية إزكي يلمس للتاريخ أثره الواضح منذ قديم الزمان، وهو تأثير طغى على مسميات المكان، وفيها حارتان متجاورتان: الأولى تأخذ اسم اليمن والثانية نزار، وبلا شك أن هذا المسمى يذكرنا بالقبائل العربية التي كانت تسكن المكان، وقد تتنقل القبيلة أو يذوب مسماها في مسميات جديدة، ويبقى المكان محتفظا بذكريات ماض بعيد، وتاريخ يحتفظ به الذاكرة.

اليمن ونزار حارتان أثريتان يفصلهما عن بعض شارع صغير ما يعني أن كلا القبيلتين كانتا متجاورتين جوارا سلميا، وتتعايشان معا، في ترسيخ حقيقي لفكرة التسامح.

تظهر أطلال كلا الحارتين للزائر، بيوت أثرية قديمة، وبها مساجد ومحاطة بأسوار وأبراج، والاستعداد الأمني كان متأهبا، لينعم الإنسان بحياة مستقرة.

ويأتي حصن إزكي ضمن قائمة العمارة التحصينية التي تشتهر بها السلطنة، ويقع الحصن بين حارتي اليمن والنزار، وبه مرافق عامة ومسجد ومدرسة وتحيط بها ثلاثة أبراج، وفي قرى أخرى تنتمي إلى الولاية إداريا كقرية قلعة العوامر، شيدت القلعة في أحد السفوح الجبلية العالية.

كما يوجد في إزكي سوق قديم يعد ضمن قائمة الأسواق القديمة في السلطنة، وما يميز هذا السوق أنه لا يفتتح إلا خلال الفترة المسائية بين صلاتي الظهر والعصر فقط.

مزارات طبيعية وأفلاج

من المزارات الطبيعة لإزكي كهف جرنان، وقد حيكت حوله الكثير من القصص، كما يوجد في إزكي عين المغبة وهي بركة ماء كبيرة، تمتلئ في مواسم الخصب، ويقل ماؤها في مواسم الجدب، وهي اليوم من بين المزارات السياحية الجميلة، يمارس فيها الشباب هواية السباحة والقفر في الماء من أبعد نقطة مرتفعة عن العين.

أما أشهر أفلاجها فهو فلج الملكي، وهو أحد الأفلاج الخمسة التي اختارتها منظمة اليونيسكو لتكون ضمن قائمة التراث العالمي، تغذيه 17 رافدا (ساعدا)، ويسقي ضواحي اليمن والنزار، ويقال إن تسميته تعود إلى مالك بن فهم، كما يعرف هذا الفلج بطول مجراه، وهو ضمن العديد من الأفلاج التي تغذي ضواحي الولاية.