كلمة عمان

بحوث ترتبط بالواقع وتهدف لبناء المستقبل

10 مارس 2017
10 مارس 2017

في الوقت الذي تسعى فيه كل من وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، وجامعة السلطان قابوس، ومجلس البحث العلمي، والجهات المعنية الأخرى، من أجل النهوض بالتعليم، في كل مراحله، وتحقيق درجة عالية من الارتباط بين مناهج ومساقات التعليم وبين احتياجات التنمية الوطنية، في الحاضر والمستقبل، وذلك استجابة لما أكد عليه دوما حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – حول أهمية وضرورة تطوير التعليم، بكل عناصره، وفي كل مراحله، لتتواءم مخرجاته مع احتياجات التنمية المستدامة في المجالات والقطاعات المختلفة، فإنه من المؤكد أن النجاح في السير نحو تحقيق هذا الهدف الوطني، يتطلب تعاون كل الجهات المعنية، بمن فيها بالطبع أبناؤنا وبناتنا من الباحثين النابهين في المجالات المختلفة، ومن الأسر والمواطنين لتشجيعهم ودفعهم لتبني موضوعات وأفكار وبحوث تعود على المجتمع بالفائدة، وتسهم في تحقيق مزيد من التقدم والازدهار، والإسهام في حل أية مشكلات أو معوقات في هذا القطاع أو ذاك. وفي حين يتواصل الاهتمام بالبعثات الدراسية لأبنائنا وبناتنا سواء في مرحلة التعليم الجامعي، أو بعد الجامعي – أي مرحلتي الماجستير والدكتوراه – لتوفير كل ما يمكن أن يسهم في تفوق مبعوثينا، فإن المكرمة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بتمويل عدد من البحوث ذات الطبيعة المتقدمة والاستراتيجية لدعم وتعزيز التنمية المستدامة في مراحلها القادمة، تشكل في الواقع ركيزة أساسية، ومنطلقا بالغ الأهمية، لدفع أبنائنا وبناتنا إلى مجالات أكثر تطورا في مختلف المجالات التي يمكن أن تعود على وطننا واقتصادنا وحياتنا على هذه الأرض الطيبة بمزيد من التقدم والازدهار، والأخذ بيدهم، وعلى أسس علمية منهجية رفيعة لتحقيق طموحاتهم، وما يعود على المجتمع بالخير والنماء.

جدير بالذكر انه تمت الموافقة على 82 مشروعا بحثيا،بتكلفة 4.7 مليون ريال عماني، منذ بدء تطبيق المنحة السامية، كما تم دعم 17 مشروعا بحثيا أجرتها عدة كليات ومراكز بحوث بجامعة السلطان قابوس خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ويوم الأربعاء الماضي تم استعراض 14 مشروعا بحثيا استراتيجيا غطت عدة مجالات ذات علاقة وثيقة ومباشرة بجوانب مختلفة بالتنمية المستدامة وبحياة المواطنين العمانيين واهتماماتهم وتفاعلهم مع التطور الاجتماعي والتقني الواسع والمتواصل في عالم اليوم. ومع الوضع في الاعتبار أن حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – أعزه الله – تعمل على تشجيع الابتكار والأخذ بالأساليب العلمية والمنهجية في التعامل مع مختلف القضايا، فإن اهتمام وتجاوب وحماس أبنائنا وبناتنا من الباحثين، وتشجيع ودعم ورعاية أعضاء هيئات التدريس والخبراء والمختصين، في جامعة السلطان قابوس ومراكز الأبحاث التابعة لها وفي مجلس البحث العلمي والهيئات الأخرى أيضا، لهم، يجعلنا على ثقة تامة في إعداد وبناء جيل من العلماء والمتخصصين على أرفع المستويات، وفي مجالات تفيد المواطن والمجتمع في حاضره وتطلعه إلى مستقبل أفضل .