صحافة

الـقــــدس: لسنا رهائن للاحتلال وأعياده

10 مارس 2017
10 مارس 2017

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: لسنا رهائن للاحتلال وأعياده، جاء فيه: مرة أخرى، أعلنت إسرائيل عن فرض إغلاق شامل على الأراضي المحتلة لتأمين احتفالها بـ«عيد المساخر» اليهودي، فيما شددت إجراءاتها في القدس العربية المحتلة التي تحولت إلى شبه ثكنة عسكرية ونشرت مزيدا من قوات الشرطة وحرس الحدود في مختلف أنحاء المدينة، وبموجب هذا الإغلاق تمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين من المرور عبر الحواجز المحيطة بالمدينة المقدسة وإغلاق «معابر» قطاع غزة، مع كل ما يعنيه ذلك من تداعيات على حياة المواطنين عموما من جهة وعلى المقدسيين الذين يعانون أصلا من الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل وعلى أبناء شعبنا في قطاع غزة الذين يعانون الحصار الجائر المفروض على القطاع منذ سنوات، وهو ما يعني أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تعبأ بحياة الفلسطينيين ومعاناتهم وكأنهم رهائن أو سجناء تغلق عليهم أبواب سجنها الواسع متى شاءت. وهذه المرة ترافق هذا الإعلان مع سلسلة من الممارسات الإسرائيلية التي باتت شبه يومية حيث اعتقلت سلطات الاحتلال عشرات الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة، وبينهم نائب، عدا عن المداهمات واستمرار الاستيطان واعتداء المستوطنين ... إلخ من الممارسات التي تتصاعد مع استمرار التحريض السافر الذي تشنه حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل ضد شعبنا وحقوقه. إن ما يجب أن يقال هنا: إن مجمل هذه الممارسات الإسرائيلية بما في ذلك تقييد حرية حركة أبناء شعبنا بمناسبة الأعياد اليهودية إنما يشكل انتهاكا فظا للقانون الدولي والمواثيق الدولية بما فيها إعلانات حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف، مما يعني أن هذا الاحتلال يصر على تفضيل الاستمرار في قمع شعب آخر وحرمانه من حقوقه وتنفيذ مخططات التوسع والاستيطان على حسابه، تفضيل ذلك على ما يجمع عليه المجتمع الدولي من ضرورة احترام القانون الدولي وتمكين الشعوب من تقرير مصائرها، وما يجمع عليه من ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابنا الوطني المحتل منذ عام 1967 ليعيش فيها شعبنا بحرية وكرامة كباقي شعوب الأرض. كما أن على قادة هذا الاحتلال وهذه الحكومة اليمينية المتطرفة أن يدركوا أن الشعب الفلسطيني يرفض أن يكون رهينة لهذا الاحتلال وأعياده وأنه مصمم على انتزاع كامل حقوقه في الحرية والاستقلال، وإن كافة القيود والعقوبات الجماعية لن تجدي نفعا، ولن تنال من عزيمة وإرادة شعبنا في مواصلة نضاله العادل حتى تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة.

كما أن على هذا الاحتلال بمنظوماته العسكرية والقضائية التي تستند إلى قوانين بائدة، ومتطرفيه الذين يمعنون في الغطرسة ومحاولة تشويه الصورة الإنسانية والحضارية للإنسان الفلسطيني أن يدرك أن مثل هذه الممارسات إن دلت على شيء فإنما تدل على الانتماء إلى عهود الاحتلالات غير المشروعة البائدة مع كل ما يعنيه ذلك من تدن أخلاقي وحضاري في مواجهة شعب أثبت وما زال تطلعه إلى السلام العادل والشامل بعيدا عن منطق العنصرية والغطرسة بما يسهم في تحقيق أمن واستقرار ورخاء المنطقة، وهو ما يؤكد البعد الأخلاقي والحضاري لشعبنا الذي على الرغم من كل أساليب القمع في أحلك الظروف لم يفقد بوصلته الإنسانية وركز محور نضاله العادل على نيل حقوقه المشروعة.