950001
950001
المنوعات

الباحثون يؤكدون على ضرورة أن تقوم المؤسسات الأكاديمية بدورها في الحراك النقدي

10 مارس 2017
10 مارس 2017

في جلسة نقاشية بالنادي الثقافي -

كتب: ماجد الندابي -

نظم النادي الثقافي مساء أمس الأول حلقة نقاشية حملت عنوان « النقد الأدبي في الخليج .. تحديات وطموح» استضاف فيها كل من الناقد السعودي محمد العباس الذي تناول موضوع «الشخصية النقدية الخليجية»، والكاتب والناقد الكويتي فهد الهندال الذي قدم ورقة بعنوان «النقد والنشر وجزر الثقافة»، والباحثة في النقد الأدبي منى السليمية التي شاركت بمداخلة بعنوان «المشهد النقدي التي نريد»، وذلك بمقر النادي بالقرم.

في بداية الجلسة التي افتتحها وأدارها الدكتور حمود الدغيشي، أشار إلى مجموعة من القضايا المتعلقة بالنقد الأدبي في الخليج، ومن ثم تحدث الناقد محمد العباس، عن «الشخصية النقدية الخليجية» مشيرا إلى أن هناك الكثير يطلقون عبارة أنه «لا يوجد نقد» التي يطلقها مجموعة من الأدباء والصحفيين، ولكن ربما من يطلق هذه العبارة يقصد بها أنه لا يوجد نقد لإبداعه الذاتي، أما عملية النقد بشكل عام فهي موجودة وإلا ماذا نسمي ما تقوم به بعض المؤسسات الأكاديمية والجامعات من بحوث وإصدارات ورسائل نقدية.

مبينا أن الإنتاج المعرفي مقارنة بإنتاج النصوص قليل نسبيا، ومن ثم عرج على مسألة الشخصية النقدية الخليجية، هل هي موجودة أم لا ؟ مبينا أنه عندما نقرأ نقدا مغاربيا نعرف تماما بدون أن نتعرف على اسم كاتبه نعرف أنه نقد أتى من المغرب العربي، وذلك لسمات أصبحت ظاهرة ومعروفة في النقد المغاربي من حيث المصطلح والأسلوب، لكن هل يوجد نقد خليجي يعرف من سماته الخاصة، مجيبا أنه إلى الآن لا. ولكن يعمل على هذا الموضوع لأجل تشكيل هذه السمات وهذه الملامح.

وأوضح العباس إلى أنه ينظر إلى النقد على أنه خارج المنطقة الإبداعية وهذه نظرة غير صائبة، مبينا أن الناقد في الخليج هو نتاج عملية التنمية ، فهو إنتاج العملية المعنوية، ومع مطلع الألفية بدأ الخليج يلتفت بشدة إلى السرد.

والناقد الخليجي يمر بثلاث مراحل على حسب قول الناقد محمد العباس، وهي: المرحلة الأولى مرحلة الإعجاب: وهي تتمثل في القراءة والإطلاع على المنجز النقدي العربي والأجنبي بنوع من الإعجاب، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة التقليد، فيقوم في هذه المرحلة بممارسة العملية النقدية كمقلد للنقاد الذين أعجب بهم، وتأتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة الاستقلال: ويكون فيها الناقد قد تراكمت لديه الخبرات النقدية والممارسات وفيها تبدأ العمليات النقدية الإبداعية المستقلة. وأشار العباس إلى أن النقد في الخليج معني بالنصوص أكثر من عنايته بالظواهر، وكذلك من الملاحظات عليه أن ملامسته هادئة للنصوص، ولا يوجد فكرنة لهذه النصوص، والنقد التطبيقي قليل، مع وفرة في النقد التنظيري.

بعدها تحدث الناقد الكويتي فهد الهندال عن «النقد والنشر وجزر الثقافة» مبينا أن هذه الورقة أتت نتاجا لتجربته الشخصية في النقد، مشيرا إلى التساؤل الذي طرحه الناقد سليمان الشطي الذي يقول «ماذا يكتب الناقد؟ مجيبا عن هذا التساؤل بعد تفصيل جوانبه أنه «لا يكتب شيئا إذا لم يكتب الفنان».

ويرى الهندال أن النقد يكاد يكون محصورا في عملية النشر الخاصة بالصروح الأكاديمية، الجامعات والأكاديميات والمعاهد العليا ، إضافة إلى المؤسسات الثقافية المعنية بالنقد كفرع من فروع اهتماماتها. وسيقدم خلال حديثه أمثلة عدة منها جامعة الكويت حيث يأخذ النقد الأكاديمي فرصته الواسعة في النشر، وكذلك الإصدارات التي تقدمها الجامعات والمؤسسات الأكاديمية أو العلمية المتخصصة، إضافة لما تنشره الصحافة في الصفحات الثقافية من قراءات نقدية غير ملتزمة لعدد من الكتاب، إلا أنها محكومة بمساحة الصفحة وأيضا أولوية النشر، وغالبا ما تكون الصفحات الثقافية آخر اهتمامات إدارة التحرير في الصحف اليومية. كما تناولت الباحثة منى السليمية عن «المشهد النقدي الذي نريده» مؤكدة على وجود أزمة نقد في الخليج وفي الوطن العربي عامة، معرجة على تحديات النقد في الخليج منها غياب دور المؤسسة الأكاديمية في خلق حراك نقدي ينطلق منها إلى خارجها، وعدم وجود مؤسسات ثقافية حاضنة للنقد العلمي، وكذلك عدم وجود دور نشر متخصصة تواكب منشوراتها بالنقد، والإشكالات تتعلق بتأهيل الناقد نفسه، فهو يفتقر إلى معارف مساندة مثل الفلسفة وتاريخ الكلام، كما أدت على ضرورة أن يتقن الناقد أكثر من لغة.

وأوضحت السليمية العلاقة الملتبسة بين الناقد والكاتب، ووجود أصوات نقدية مهادنة أو مجاملة، وغياب الدعم المادي للنقد مما أدى إلى الكسل البحثي، طارحة مجموعة من الحلول منها ضرورة أن تتحرك المؤسسات الثقافية لدعم حركة النقد العلمي، وتبني صناعة الناقد، والإيمان بالنقد كوظيفة اجتماعية، وتعزيز الحرية النقدية، والتأسيس للنقد وذلك ابتداء من المناهج المدرسية.

بعد ذلك فتح باب النقاش أمام الحضور.