950108
950108
المنوعات

«السور العظيم» يثير جدل الصين وسخط النقاد في الولايات المتحدة

10 مارس 2017
10 مارس 2017

لوس أنجلوس «د.ب.أ»: - شحذ المخرج السينمائي الصيني المتميز زانج جيمو والنجم الأمريكي مات ديمون قواهما لإنتاج فيلم «السور العظيم» وهو من نوعية أفلام الخيال العلمي، بالرغم من أن أحداثه تدور في إطار تاريخي، وقد رصدا له ميزانية ضخمة. وقد لاقى الفيلم الكثير من الانتقادات عند عرضه في الصين، بلد منشأ هذه الأعجوبة العظيمة. يجسد ديمون «46 عاما»، دور أمريكي معتاد على عالم الحروب والصراعات منذ ريعان شبابه. وبعد تكريس سنوات طويلة من حياته دفاعا عن قضية وحيدة، قضية عمره، يقرر الانخراط في صراع أكبر، فينضم إلى الجيش الصيني الذي يحارب وحوشا شرسة تهدد سوره العظيم، ذلك المعلم الفريد الذي يحرص ملايين السائحين على زيارته سنويا.

«يقبض على ويليام ويوضع تحت رحمة الجيش بينما لم يكن سوى شاب يافع، فلم يعرف في حياته شيئا سوى الحرب. مع الوقت أصبحت الحرب جزءا غريزيا من تكوينه، فلم يعد يقاتل من أجل وطنه بل لصالح من يدفع المقابل، مهما كان. اصبح شخصا لديه طاقة غير عادية على القتال»، يوضح ديمون، في مقابلة صحفية أثناء الحملة الترويجية للعمل.

بالرغم من ذلك، يقول النجم الحائز على الأوسكار عن دوره في فيلم «جوود ويل هانتنج»، بطولة روبين ويليامز وبن إفليك، إن «في لحظة ما تحدث طفرة في حياته، عندما اختبر شيئا يتجاوز حدود ذاته. وقد مس هذا وترا مهما داخله، لأنه فيما يبدو كان يطمح للانتماء إلى شيئ عظيم»، ومن هنا يبدأ الاندماج بين العنصر التاريخي مع العنصر الفنتازي من خلال المعطى الآسيوي، وهو أمر جديد تماما على ديمون. يعتبر الفيلم أول تعاون في فيلم ذي ميزانية ضخمة بين هوليوود وعالم الإنتاج السينمائي الصيني - عملاقان محكوم عليهما بالتفاهم - ليكون الناتج تتويجا لتعاون ستوديوهات يونيفرسال مع مجموعة تشاينا فيلم، بالاشتراك مع لو فيزيون بيكتشرز بميزانية بلغت 135 مليون دولار. وهكذا يصبح «السور العظيم»، الفيلم صاحب أكبر ميزانية يتم تصويره في الصين. لتقديم العمل بالصورة اللائقة، تم تنفيذ ثلاثة نماذج من السور العظيم، نظرا لرفض بكين السماح لفريق العمل بالتصوير عند السور الحقيقي. وقد تبلورت فكرة العمل على يد، مدير ليجاندري فيلمز الذي طورها مع ماكس بروكس سينارست فيلم «حرب الزومبي العالمية». تصدى لإخراج العمل مايسترو السينما الصينية زانج جيمو، صاحب أعمال بارزة في عالم السينما الآسيوية مثل «منزل الخناجر الطائرة»، كما لعب تحت إدارته كريستيان بيل، بطل سلسلة باتمان، دورا مهما في فيلم «زهور الحرب». وقد أعرب زانج أثناء التصوير عن دهشته الكبيرة من كل هذا الكم من المترجمين المتواجدين في الموقع لتسهيل مهمة التواصل بين الممثلين الصينيين والأمريكيين. ولكن فيما يبدو، لم يرق هذا التواصل بين الثقافات الجميع، حيث رأى النقاد الصينيون أن الدور الذي قام به ديمون في العمل، كان يجب إسناده إلى ممثل محلي. بالنسبة لهم بدا عبثيا إسناد لرجل ابيض دور شخصية تسعى لإبراز قيم العملاق الآسيوي، أخذا في الاعتبار في الوقت نفسه ضآلة ومحدودية الفرص التي تمنحها هوليوود للنجوم الصينيين.

ولم يسلم ديمون نفسه من هذا الجدل الدائر حول الشخصية التي قدمها في الفيلم، حيث أكد في أكثر من مناسبة أن الدور الذي قام به لم يغير شيئا يذكر في تفاصيل مشروعه الأصلي. يوضح بطل سلسلة «بورن» أن «الجمهور سيدرك حين يرى الفيلم يدور حول مجموعة من الوحوش، وأنه عمل فنتازي ينتمي للخيال العلمي ولكن في إطار تاريخي، وأن ملامح الدور لا تناسب أي ممثل صيني، ومن ثم لم يكن هناك مجال لإسناد الدور لإسناد الشخصية لممثل محلي».