abdullah
abdullah
أعمدة

رماد: حب التغيير

08 مارس 2017
08 مارس 2017

عبدالله بن محمد المعمري -

[email protected] -

ليس من الغرابة في شيء أن تعيش في مستوى الرضا بما أنت عليه، وفق سلسلة من الأحداث التي تدور حولك، وبما يعزز من قيمة الانتماء لما تحب أن تقدمه لذاتك أو لمن هم حولك، بعطاء تكاملي لما أنت تريد أو يريدون تحقيقه في الحياة، وبما يكسبك الرضا والقناعة التي يقال عنها أنها كنز لا تفنى.

لكن الغرابة هي أن لا تدرك المعنى الحقيقي لما تريده وأنت تعيش في محيط يكسبك ما تتمنى، ولكنك غير مدرك لتلك المكاسب التي تفوز بها وتحققها أو يحققها لك من هم حولك، ودون أن تلبي للذات تلك الصورة التكاملية في العطاء والتطوير والتغيير إلى الأفضل، وأن يكون حالك اليوم كحالك قبل عام، وهو الأمر في الوقت ذاته يشعر النفس التي لديك بالإحباط أو رؤية الغير بنظرة باهتة أحادية اللون، أشبه بمن ينظر إلى الحياة في الليل والنهار عبر نظارة شمسية كل شيء عبرها يراه في عتمة من السواد.

الحياة لم تصفُ لأحد مهما عظم شأنه، أو كبر سنه، أو زاد ماله، ومن تراه اليوم يبتسم، فربما كان بالأمس يبكي، ومن كان الأمس بائسا، فقد تراه اليوم متفائلا، الصور النمطية للسعادة والحزن ليست بذات الثبات عند ذات الشخص، إلا إن كان هو يريدها أن تلازمه طوال عمره، وإنما هي صور متغيرة متقلبة، تنتقل من شخص إلى آخر خلال فترات زمنية قصيرة، سرعان ما تتغير، ضمن مبدأ رباني ذي حكمة من رب العالمين “فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا”، فاستشعار اليسر هو ينبوع التفاؤل، فلا حزن يدوم، ولا سعادة تدوم، ونحن نتقلب بين صفحات هذين الصفتين، والأغلب أننا برحمة الله نعيش السعادة أطول من الحزن العابر.

إن الكينونة التي تشكل ما عليه ذواتنا، ومدارك الفكر والتأمل في كل ما هو حولنا، يدفعنا إلى حب الحياة، والتغيير نحو السعي إلى كل شيء نحبه، بمنهجية تحافظ على هذا الحب الكامن في كل نفس بشرية، وأن لا نجعل للمثبطين لهذه الذات طريقا، وأن لا نمنح من لا يستحق الوجود وجودا على خارطة الحياة التي تشكل مسارات الطموح والنجاح، ونحافظ على وجود من يمنحوننا الحب والوفاء والخير، فالتمسك بهم مطلب من مطالب التقدم نحو الأمام وعدم النظر للخلف. وهذا ما أتمناه لنفسي وللجميع.