omair-2
omair-2
أعمدة

ذوو الإعاقة بين واقع التحدي وقبول الاندماج ..!

07 مارس 2017
07 مارس 2017

عمير بن الماس العشيت /كاتب وباحث -

[email protected] -

تمكن ذوو الإعاقة من إثبات وجودهم وحضورهم في كافة المجالات الحياتية في السلطنة حيث استطاعوا وبجدارة فائقة أن يبرهنوا للمجتمع بان لديهم طاقات وقدرات ومهارات قد تفوق الناس العاديين وأنهم قادرون أن يتخطوا كافة الصعوبات والتحديات التي يواجهونها في حياتهم ولقد أثبتوا ذلك دون شك ذلك أنهم باتوا يشكلون موردا بشريا واعدا يستطيع المشاركة وبقوة في عملية التنمية وبناء الوطن واستنادا لذلك فقد شاركوا في كثير من المناسبات المحلية ومثلوا السلطنة في المحافل الدولية وحصدوا العديد الجوائز والشهادات المحلية والعالمية . إن الدعم السخي والمباشر المقدم من حكومة السلطنة لهذه الفئات الكادحة كان سببا في تحقيق كل هذه الإنجازات والمستويات الاجتماعية العالية التي وصلوا إليها، ومهدت لهم كافة السبل ليمارسوا حياتهم الكريمة والطبيعية دون أي مشاكل أو تمييز .. ولقد أولت وزارة التنمية الاجتماعية باعتبارها الراعية الرسمية لذوى الإعاقة اهتماما واسعا لتلكم الفئات كونهم مواطنون لهم من الحقوق والواجبات ما تكفل بها النظام الأساسي للدولة .. ومن ثم فان مبادرات وجهود الوزارة في مجالات تأهيل المعوقين كان متميزا بمعنى الكلمة حيث قامت بسن التشريعات والقوانين الخاصة بحقوق ذوى الإعاقة وكذلك الانضمام للاتفاقيات الدولية الخاصة بهم كما قامت بإنشاء مراكز حكومية متنوعة تقوم بتنمية وتدريب ورعاية وتأهيل وتشغيل المعوقين لدمجهم كليا في المجتمع .. ومن خلال زياراتي الميدانية وبحثي وتحضيري لهذا الموضوع تبين لي أن المؤشرات الإحصائية تشير إلى وجود عدد جيد من المعوقين قد استفادوا كثيرا من هذه الدورات وتعدوا مرحلة الإعاقة وصاروا يمارسون حياتهم بصورة طبيعية بل البعض منهم من واصلوا دراساتهم الجامعية وتخرجوا فصاروا أطباء ومهندسين ومعلمين ومحاضرين ومدربين يشار اليهم بالبنان ولتفعيل كل هذه الجهود قامت الوزارة بتشكيل الجنة الوطنية لرعاية المعوقين وعدد من اللجان المنبثقة منها حيث تميزت اللجنة الرياضية عن باقي اللجان وذلك من حيث الحضور والمشاركات الداخلية والخارجية وحصولها على العديد من الجوائز والشهادات المحلية والدولية ..

تبقى هنالك بعض التحديات التي ما زالت تعيق جهود الحكومة الرامية لخدمة ذوى الإعاقة منها التوظيف وغياب الثقافة المجتمعية المتمثلة عند بعض اسر المعوقين التي تتأفف من تسجيل أبنائهم في المراكز التأهيلية خوفا من كلام الناس والإحراج ، وأما البعض الآخر فتسعى لتسجيل أبنائهم للحصول على المعونات والمنح المادية والرواتب الشهرية فقط وليس من اجل التأهيل وتنمية قدراتهم .. ان هذه التصرفات الخاطئة لا شك أنها ستلحق الأذى والمعاناة لهذا المعاق المسلوب الإرادة وستدمر حياته ومستقبلة، لذا فإننا نناشد تلكم الأسر مراعاة ضمائرهم الإنسانية والأخلاقية والدينية لتقوم بتسجيل أبنائهم على وجه السرعة في المراكز والجمعيات ليحظوا بفرصة حياة جديدة.