كلمة عمان

شمولية الإنترنت والمدن الذكية

06 مارس 2017
06 مارس 2017

من المؤكد أنه أمر يبعث على السعادة والاعتزاز، أن تجد الجهود العمانية المبذولة في مجالات عديدة- بدأب وعزم ودون ضجيج- صدى وتقديرا وتصنيفا دوليا يضعها في مراكز متقدمة دوليا، وفي مقدمة الدول العربية، في مجالات ينظر إليها على نطاق واسع، على أنها لا تزال جديدة نسبيا في مجتمعاتنا العربية، أو أنها تحتاج إلى الكثير من التخصص والمتخصصين في تقنيات وتكنولوجيا المعلومات، بمجالاتها وتطبيقاتها العديدة، والتي أصبحت تغطي كل نواحي الحياة، دون أية مبالغة.

قبل أيام أصدرت «وحدة الدراسات الاقتصادية» التابعة لمجلة «الايكونوميست» البريطانية الشهيرة، وهي من أرقى المجلات الاقتصادية الأسبوعية على المستوى الدولي، أول تقاريرها حول مؤشر شمولية الإنترنت لعام 2017، والذي شمل 75 اقتصادا، أي 75 دولة، تشكل 90% من الاقتصاد على مستوى العالم، حيث يقيس هذا المؤشر عدة عناصر تتصل بالبيئة الحاضنة لاعتماد شبكة الإنترنت واستخداماتها بشكل مفيد وعلى نطاق يمحو الأمية الرقمية ويعزز الأداء في المجالات المختلفة وذلك من خلال أربع مجموعات من المؤشرات الفرعية تشمل مستوى توافر الإنترنت، والقدرة على تحمل التكاليف ومستوى المنافسة في سوق الإنترنت، وملاءمة المحتوى وتوافره باللغة المحلية، والجاهزية. ووفقا لتقييم ذلك وترتيب الدول الـ75 جاءت السلطنة الأولى عربيا والرابعة والعشرين عالميا وفقا لهذا المؤشر، وهو أمر يعكس مدى حجم وكفاءة واتساع خدمات الإنترنت في السلطنة ، وحرص حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - على توفير بنيتها الأساسية وتطويرها والوصول بها إلى مختلف محافظات وولايات ومدن السلطنة.

وبينما تدفع حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - أعزه الله - عمليات التحول إلى الحكومة الذكية، وتوفر مختلف التسهيلات للعاملين في الجهاز الإداري للدولة لاستخدام التطبيقات الخاصة بذلك، توفيرا للوقت والجهد، وضمانا لتقديم خدمات جيدة وسريعة وسهلة للمواطنين والمقيمين، فإن مما له دلالة أن تعتمد هيئة مجلس البحث العلمي، في اجتماعها الأول لهذا العام برئاسة معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي نائبة رئيس مجلس البحث العلمي تأسيس البرنامج الاستراتيجي في مجال المدن الذكية، والذي يهدف إلى إيجاد حلول ملائمة لبعض التحديات التي تواجهها المدينة وتهيئة البيئة الممكنة لابتكار الحلول الذكية في هذا المجال الحيوي، خاصة وأن التطورات في مجال أنترنت الأشياء تسير بخطى واسعة لجعل حياة الإنسان أفضل وأكثر تطورا من ناحية، كما يوفر أبناؤنا وبناتنا المتفوقون والمتخصصون في هذه المجالات، سواء في واحة المعرفة مسقط، أو في جامعة السلطان قابوس، أو في العديد من المؤسسات والهيئات الأخرى، طاقة كبيرة ومبدعة لتطوير إمكاناتنا العملية، وبما يجعل من السلطنة نموذجا متميزا في هذا المجال.