صحافة

تكلفة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

06 مارس 2017
06 مارس 2017

يبدو ان طريق بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي ليس معبدا ولا مفروشا بالورود، فهناك منغصات جاءت على لسان رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، عندما أكد في كلمة ألقاها الأسبوع الماضي أمام البرلمان البلجيكي، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يكون سهلا وستكون تكلفته باهظة جدا. كما أن المفاوضات ستستغرق سنوات للاتفاق على سبل الخروج وعلى العلاقات المقبلة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

ووفقا لما نشرته صحيفة «التايمز»، سيشترط الاتحاد الأوروبي على بريطانيا أن تدفع 60 مليار يورو لتسوية عملية انفصالها بالكامل عن منطقة «اليورو».

وإن الاتحاد الأوروبي يسعى لاتخاذ موقف صارم تجاه بريطانيا حتى لا ينفرط عقد المنطقة الأوروبية، خاصة أن آيرلندا ستخوض مباحثات مع الاتحاد لبحث احتمالات خروجها هي الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن ميشال بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي قوله: «إن مقترح الاتحاد الأوروبي المقدم من المفوضية الأوروبية أيدته معظم دول الاتحاد، وعلى رأسهم ألمانيا وإيطاليا وفرنسا». مضيفا أن تلك الأموال ستمنح لصناديق وبرامج الاتحاد الأوروبي وسيتم منح بريطانيا فترة زمنية حتى 2023 لسداد فاتورة انفصالها». لكن بريطانيا من جانبها ترفض دفع هذه التكلفة الباهظة، بحسب ما ذكرته صحيفة «ديلي اكسبريس» في عنوانها الرئيسي: إن «بريطانيا يمكنها الانفصال مجانا». وكتب ماثير هول في تقريره للصحيفة ممتدحا مجلس اللوردات على تقييمه أنه ليس مطلوبا من بريطانيا من الناحية القانونية دفع أي رسوم للخروج من الاتحاد. وترى صحيفة «الجارديان» أن تصريحات مسؤولي المفوضية الأوروبية «من المرجح أن تزيد من التوترات مع بروكسل في الفترة التي تسبق محادثات البريكست». كما نشرت صحيفة «التايمز» تقريرا على صفحتها الأولى كتبه المحرر السياسي أوليفر رأيت ومساعده سام كوتيس تحت عنوان: «ماي سترفض دفع 50 بليون جنيه للانفصال من الاتحاد». ويقول قانونيون بريطانيون إن بروكسل ليس لديها الحق في طلب تعويضات عن الانفصال. وفي تشبيه خفيف قال مصدر حكومي للصحيفة: إنه «بمجرد أن تترك النادي ليس هناك أي التزام عليك للاستمرار في دفع الاشتراك» وهو نفس التشبيه عند تطبيقه على الخروج من الاتحاد، فبمجرد الخروج من الاتحاد ليس هناك إلزام على بريطانيا في الاستمرار في دفع التزاماتها المالية، فلا يوجد أي أساس قانوني لـ«تسوية الانفصال». وعلى وزير البريكست ديفيد ديفيس أن يهيئ المسرح للمواجهة مع المفوضية الأوروبية. ومن ناحية أخرى نشرت صحيفة «ديلي اكسبريس» تقريرا أشارت فيه إلى دعوة مجموعة من السياسيين في بروكسل من زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الموافقة على إنشاء «علاقة خاصة» مع بريطانيا في المستقبل، جاء ذلك تزامنا مع محادثات البريكست.

حيث ذكرت الصحيفة أن هناك تطورا حاسما قبل محادثات الانفصال مفاده قيام تحالف قوي من أعضاء البرلمان الأوروبي يحث الحكومات على التكتل لتأمين اتفاق تجاري شامل مع المملكة المتحدة في أقرب وقت ممكن. وأشادت بريطانيا بهذه الخطوة خاصة أن ماي سبق أن هددت بالانسحاب من المحادثات إذا ما حاولت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي معاقبة بريطانيا لمغادرة التكتل، وقالت وقتها: إنه «لا صفقة أفضل من صفقة سيئة».