tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :عمانتل وتحديات المستقبل

06 مارس 2017
06 مارس 2017

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

أكثر المجالات تطورًا مجال تقنية الاتصالات وبرمجياته، فهناك قفزات هائلة وكبيرة بين فترة وأخرى. وهناك حديث جدي ومتداول إن شركات عالمية للاتصالات ستنطلق لتوفير خدمة الاتصالات، وشبكات المعلومات للجيل الثالث والرابع وما بعده على الأقمار الصناعية مباشرة. وستبيع بطاقات الاشتراك حول العالم بأسعار تنافسية مما سيؤثر على الشركات القطرية والوطنية للاتصالات. وبغض النظر عن مدى صحة هذا الحديث، فإن ما شهدناه في سنوات قليلة من أحداث تقنية كبيرة قد يعطي مصداقية ما لهذا الحديث. فخدمة الاتصال حول العالم موجودة منذ فترة عبر بيع شرائح اتصال دولي مع جوال خاص وبسعر تنافسي وزهيد جدًا.

وإذا تحدثنا عن شركات حجز المواقع الإلكترونية والإيميلات الخاصة بها، فإن الناس لم تعد تستخدم إيميل عمانتل بسبب سرعة امتلاء الصندوق، والحاجة إلى إفراغه كل يوم بسبب كثرة الإيميلات الواردة الدعائية وغير الدعائية. ولجأت أغلب الشركات والمؤسسات إلى حجز مواقعها الخاصة وإيميلاتها.

ونحت الوزارات والوحدات الحكومية إلى حجز إيميلات موظفيها على مواقع هوتميل وياهو وجوجل استعدادًا للحكومة الإلكترونية، وهو ما شكل خسارة لشركة عمانتل، ولا ندري كيف واجهت هذا التحدي مع الحكومة الإلكترونية القادمة.

إنَّ تحديات المستقبل كبيرة أمام شركتنا الوطنية، وخاصة في ظل شكوى معظم الناس من غلاء خدمات شبكات المعلومات.

بالنسبة للاتصالات فقد حل الكثير من الناس مشكلتهم بتركيب برامج VPN للاتصال المجاني من عشرات التطبيقات كواتساب وغيره. ولا أظن أن عمانتل أصبحت تكسب كثيرًا من عائد الاتصالات الدولية كما السابق أو من حزم الاتصالات المحلية التي توفرها، فقد أصبح الناس حتى في الاتصالات المحلية يستخدمون تطبيقات الاتصال المجاني عبر الـVPN.

أمام كل التحديات القادمة التي ستتمركز بفقدان السيطرة على شبكات المعلومات (الداتا) وخدمات الواي فاي، فان الاحتفاظ بالزبون رغم التحديات سياسة براجماتية مهمة جدًا. ومن المهم الاحتفاظ بالزبون العماني وإخلاصه للشركة، فهو رأسمال الشركة، وهو القادر على جعل شركته الوطنية الرابحة دومًا.

إنّ الفتية والشباب العماني الصغير مغرم بالتقنية التي لها ألف وألف وجه جميل وساحر ومستفز لهم كل صباح جديد، فلا الاكتشافات، ولا التطورات التقنية تتوقف، وعدم إخلاص هذه الفئة من الزبائن لشركتنا الوطنية على المدى البعيد، يشجع أسرهم أيضا على عدم الإخلاص، فهم من يدخلون كل جديد من التقنية على أسرهم كل صباح.

أنه واقع السوق المتسارع في التغير، والمتسارع في تغيير ألوانه مثل: الحرباء، فقد اختفت وظائف وشركات مرموقة ، وظهرت وظائف وشركات، وأصبحت ماردا ماليا بين ليلة وضحاها، بسبب التطور التقني الذي له حساباته الخاصة. وهي ضريبة العلم التي يدفعها الإنسان للتحول من نمط علمي إلى نمط علمي آخر يحقق مزيدًا من الرفاه الإنساني.