صحافة

الألمانية: حوار ألماني - تركي صعب

04 مارس 2017
04 مارس 2017

 

البرلمان الأوروبي استمع في جلسة عامة الى قراءة لمضمون الكتاب الأبيض الذي هو عبارة عن خيارات المفوضية الأوروبية واقتراحاتها نسبة للمستقبل الأوروبي بخاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: «أوروبا أكثر من قوة واكثر من قدرة مالية وأكثر من منتجات. السوق الداخلية والعملة الموحدة ليستا هدفا بحد ذاته بل تخدمان الفرد الأوروبي والمجموعة. لكن توجد حكومات تريد حصر دور الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية وجعله فقط مرتبطاً بالسوق الداخلية، نحن نعارض ذلك». مشروع رئيس المفوضية الأوروبية موضع مناقشة كي يطبق ما يقر منه بعد العام ألفين وتسعة. الصحف الألمانية تناولت بإسهاب هذا الموضوع كما تناولت موضوع توقيف الصحفي مراسل صحيفة «دي فيلت»، «دينيز يوجل» وهو صحفي تركي-الماني، يبلغ من العمر ثلاثة وأربعين عاماً. «دينيز يوجل» اتُّهم بالترويج لمنظمة إرهابية فتَمَّ اعتقاله. بالنسبة لمشروع المفوضية الأوروبية بما يخص مستقبل الاتحاد الأوروبي كتبت جريدة «دوتشلاندفانك» أنَّ مراقبين عديدين اعربوا عن خيبة أمل لأن الرئيس جان كلود يونكر لم يتَّخذ موقفا واضحاً وفضَّل قراءة خمسة سيناريوهات ممكنة مقترحة. لكن الجريدة لا تنتقد موقف رئيس المفوضية الأوروبية بل تثني عليه وتنتقد منتقديه. تعتبر الجريدة أن منح البرلمانيين الخيارات للمناقشة والانتقاد يعني أن المفوضية تتصرف بديموقراطية قصوى على الرغم من أن القرار الأخير يعود لها. أما بالنسبة لموضوع الصحفي المعتقل في تركيا، فكتبت جريدة «هندلبلاست» الألمانية الاقتصادية أنَّ العلاقات التركية الألمانية باتت فعلاً في طور تفاعُلي مُقلقٍ،ً وقد أصبح ضرورياً أن تباشرَ الحكومة الألمانية الحالية بحوار مع تركيا، بخاصة وأنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يُصدِر بعدُ أيَّ تعليق حول اعتقال الصحفي الألماني-التركي. بالمقابل صدر عن المستشارة أنجيلا ميركل تعليقٌ فاجأت حِدَّته الجميع، فانهارت كل الآمال التي يجب أن تُعَلَّق على الجهود الديبلوماسية في أحوال مماثلة. جريدة «هندلبلاست» الألمانية تتابع وتكتب ما معناه: إنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نجح بإلزام المستشارة الألمانية باللجوء إلى المبارزة الكلامية، أي ألزمها بالدور الذي خَصَّصه لها في هذه القضية. فإذا شاءت السيدة ميركل أن تحاصر نفسها بهذا الدور، فهذا سيؤدِّي حتماً إلى تدهور العلاقات الأوروبية التركية وقبلها العلاقات الألمانية التركية. من هنا خطورةُ أن تُغيِّر تركيا سياستها وهي العضو في حلف الأطلسي. إن المستشارة ميركل موجودة في خِضَمِّ حملة انتخابية ولا مجال أمامها سوى استنكار اعتقال الصحفي الألماني. لكن عليها أن تسارع إلى العودة للحوار مع تركيا مهما كان هذا الحوار صعبا. بهذه النصيحة ختمت تحليلها يومية «هندلبلاست» الألمانية.