مواعيد الصلاة
اكسبو 2020 فرص اقتصادية لا تعوض«1-2»
سالم بن سيف العبدلي/ كاتب ومحلل اقتصادي -
سبق وان كتبنا عن اكسبو 2020 هذا الحدث العالمي المهم قبل حوالي ثلاث سنوات وأكدنا على أهمية استعداد السلطنة للمشاركة فيه والاستفادة من الفرص المباشرة وغير المباشرة التي سوف يوفرها للقطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولقطاع الأعمال بشكل عام ونظرا لأهمية هذا الحدث العالمي الكبير فإننا سوف نكتب عنه كثيرا خاصة وإنه لم يبقَ على انطلاقه سوى ثلاث سنوات تقريبا لذا من المهم ان يتم الاستعداد الجيد للمشاركة فيه.
الاستفادة من هذا المعرض ينبغي ان تكون من الآن حيث ان التجهيزات والاستعدادات له بدأت بالفعل منذ العام المنصرم، وينبغي ان تكون استفادة السلطنة من هذا الحدث أكثر من غيرها لعدة اعتبارات أولها القرب الجغرافي بين السلطنة وإمارة دبي ثانيها العلاقات القوية والمتينة التي تربط البلدين الشقيقين وعلى جميع الأصعدة ناهيك عن ان الإمارات تعتبر أكبر شريك تجاري واقتصادي للسلطنة.
وخلال الأسبوع الماضي زار السلطنة وفد من اللجنة المنظمة لمعرض اكسبو 2020 والتقى مع عدد من المسؤولين في الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصندوق رفد ووزارة التجارة والصناعة وغيرها من المؤسسات العامة والخاصة ونظمت غرفة تجارة وصناعة عمان لقاء بين وفد اكسبو الزائر وعدد من شركات القطاع الخاص ورواد الأعمال تشرفنا بالمشاركة فيه.
قدم الوفد شرحا مفصلا عن الفرص المتاحة والجهود المبذولة لإبراز هذا الحدث العالمي الكبير بشكل مشرف للجميع وما يثلج الصدر ان اللجنة المنظمة أكدت أنها على أتم الاستعداد لتقديم الدعم والتسهيلات للجانب العماني وأنهم يرغبون في مشاركة أكبر عدد من الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من السلطنة وقد صاحب اللقاء معرض مصغر لبعض رواد الأعمال وقد أبدى أعضاء اللجنة المنظمة إعجابهم بما شاهدوه من معروضات وتمنوا ان تتواجد مثل هذه المنتجات في اكسبو دبي.
ولفت انتباهنا أثناء العرض الذي قدمه الضيوف انه حتى الآن القطاع الخاص العماني لم يبادر الى التسجيل في هذا الحدث فمن جملة 30 ألف شركة تم تسجيلها حتى الآن للمشاركة في تقديم الخدمات والتجهيزات خلال فترة التحضير للحدث هناك فقط 20 شركة عمانية وهذا العدد قليل جدا، فالمشاركة في هذه المنصة العالمية فرصة ذهبية لجميع الشركات والمؤسسات خاصة الصغيرة والمتوسطة منها والتي يمكنها التسجيل عبر موقع اكسبو 2020 ،ومحاولة خوض غمار المنافسة في العديد من الأنشطة والمجالات التي يحتاج إليها المنظمون للمعرض، وما اكد عليه الضيوف أيضا ان نجاح اكسبو 2020 هو نجاح لكل المنطقة وليس لدبي فقط لذا ينبغي ان تتظافر كافة الجهود من الآن لإبرازه بالشكل الحضاري اللائق والذي يشرف المنطقة بشكل عام.
يعتبر معرض اكسبو اكبر حدث اقتصادي يقام في المنطقة والذي سوف تستضيفه إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة هذا المعرض الذي يقام مرة كل خمس سنوات وفي كل مرة تتنافس على تنظيمه عدد من المدن الرئيسية في العالم وتستمر فعالياته مدة تصل الى ستة أشهر ومن المتوقع ان يستقطب زوارا من مختلف دول العالم ويقام لأول مرة في إحدى مدن الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا حيث من المتوقع ان يزوره أكثر من 25 مليون شخص ويمكن ان يوفر فرص عمل لحوالي 700 ألف شخص ويتخذ المعرض هذه المرة شعارا بعنوان (تواصل العقول .... وصنع المستقبل).
يشكل معرض اكسبو 2020 فرصة استثنائية للمجتمع الدولي للتعاون واكتشاف الفرص والحلول المبتكرة والرائدة للقضايا التي تهم العالم وقد تم تحديد ثلاثة مواضيع مهمة للغاية لمناقشتها وطرحها أثناء هذا المعرض وهي استدامة موارد الطاقة والمياه وقضية التنقل وأخيرا الفرص المتاحة لتحقيق النمو الاقتصادي وجميع هذه القضايا تشكل هاجسا لدى مختلف دول العالم المتقدم والنامي، فموضوع استدامة الموارد الطبيعية والتي أهمها المياه فإن العديد من الدول تعاني من ندرة المياه ومحدوديتها كذلك موارد الطاقة والتي من ضمنها النفط والغاز والتحدي الرئيس أمام العالم هو مدى استطاعة هذه الموارد الوفاء باحتياجات البشر خلال الفترة الحالية، ثم بقاؤها للأجيال المستقبلية خاصة مع التزايد السكاني في ظل محدودية هذه الموارد،.. وللحديث بقية بإذن الله تعالى.
