كلمة عمان

إضافة طيبة للثقافة ولمجالات عديدة أخرى

03 مارس 2017
03 مارس 2017

وسط زخم ثقافي وفكري وفني رفيع، ومتعدد الجوانب أيضا، يختتم معرض مسقط الدولي للكتاب دورته الثانية والعشرين اليوم (السبت) بعد عشرة أيام من الفعاليات الرفيعة، والتفاعل النشط والملموس، من جانب مختلف فئات المواطنين والمقيمين، أطفالا وشبابا، طلاب وعاملين، ومثقفين ومفكرين ومتخصصين، رجالا ونساء من مختلف الشرائح العمرية.

ولعل من أبرز ما يميز الدورة الثانية والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب، ليس فقط حجم المشاركة من جانب دور النشر، والتي وصلت إلى 750 دار نشر، من السلطنة و27 دولة خليجية وعربية وغيرها من مختلف مناطق العالم، ولا نحو 1200 جناح، ازدحمت بنحو 450 ألف عنوان، وهى جميعها عناصر طيبة، ولكن أيضا التعدد والتنوع وكثافة النشاط والفعاليات الثقافية والفكرية والفنية، التي تخللت أيام المعرض، وخاصة أمسياته، التي تحولت إلى مناسبات للقاءات، وتفاعل الكثير من الشعراء والأدباء والمثقفين والكتاب العمانيين والعرب وغيرهم، الذين اجتذبتهم الفعاليات التي تم تنظيمها من جانب العديد من المؤسسات، العمانية وغير العمانية على هامش المعرض، والتي مثلت إحدى العلامات المميزة لمعرض مسقط الدولي للكتاب، عاما بعد آخر . ومن غير الممكن الإشارة إلى تفاصيلها التي تتجاوز هذه المساحة بالتأكيد. ومن ثم فان مما له دلالة كبيرة، انه بالرغم من اتساع ورحابة مساحة العرض في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض بحي العرفان، إلا أن الإقبال كان كبيرا لدرجة الشعور بالازدحام في أوقات متعددة ومختلفة، وهو ما يعكس الإقبال الكبير على فعاليات المعرض، برغم أنه معرض ثقافي، كما كان الحضور الكبير لأبنائنا وبناتنا الطلاب في كل مراحل التعليم، واضحا ولافتا أيضا، كما أن حجم وتعدد وتنوع الإصدارات الأدبية خلال أيام المعرض، كان كبيرا وباعثا على السعادة والاعتزاز بما يبذله أبناؤنا وبناتنا من جهد فكري وثقافي يغطي مجالات عديدة وبشكل طيب يستحق الإشادة والتشجيع .

على صعيد آخر فإن من أهم ما ميز الدورة الثانية والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب، أنها عقدت في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض وهو بحق إضافة تبعث على الاعتزاز والتقدير أيضا لكل الجهات والأطراف التي ساهمت وشاركت في بناء وإعداد هذا المركز ذي الطابع الدولي المتطور، والذي يسمح في الواقع باستضافة مختلف الأنشطة والفعاليات، سواء أكانت مؤتمرات ضخمة، أو حلقات عمل متخصصة، أو معارض سلع وخدمات، تزداد أهميتها بشكل كبير في عالم اليوم . صحيح أن مكان المعرض وطرق الوصول إليه، تحتاج إلى مزيد من الإيضاح ومن محاور طرق ومداخل تساعد المتجهين إليه من جهات مختلفة، في الوصول السهل إليه، غير أن الصحيح أيضا هو المستوى الرفيع للمركز وتجهيزاته، تجعل منه مركزا نشطا في جهود التعريف والترويج للسياحة في السلطنة، ومنها سياحة المؤتمرات، بما في ذلك استضافة أكبر المعارض والفعاليات حجما، وبما يعود بالخير على كل قطاعات الاقتصاد العماني وعلى المواطن أيضا في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه .