الاقتصادية

السعودية تخفض أسعار النفط الخفيف لآسيا لأول مرة في 3 أشهر

03 مارس 2017
03 مارس 2017

ارتفاع الأسعار بالتوازي مع تراجع الدولار -

لندن - سنغافورة (رويترز) - ارتفعت أسعار النفط أمس لتعوض بعض الخسائر التي تكبدتها في الجلسة السابقة مع تراجع الدولار الذي شجع المستثمرين على الشراء لكنهم ما زالوا يتوخون الحذر بعدما أظهرت بيانات الإنتاج الروسي ضعف الالتزام بالاتفاق العالمي على خفض الإنتاج . وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت 19 سنتا إلى 55.27 دولار للبرميل بحلول الساعة 0941 بتوقيت جرينتش معوضا بعض خسائر الخميس التي تجاوزت اثنين بالمائة. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة ثمانية سنتات عن الإغلاق السابق ليصل إلى 52.69 دولار للبرميل.

وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية أمس لينزل من أعلى مستوياته في سبعة أسابيع قبل كلمة مهمة تلقيها رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جانيت يلين. وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية استقرار إنتاج النفط الروسي في فبراير عند 11.11 مليون برميل يوميا دون تغيير عن يناير . وبذلك يظل الخفض الروسي عند 100 ألف برميل يوميا عن مستوى أكتوبر 2016 وهو ما يعادل ثلث حجم الخفض الذي تعهدت به موسكو في إطار اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). من ناحية أخرى قالت مصادر تجارية إن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم خفضت أسعار الخام الخفيف الذي تبيعه لآسيا للمرة الأولى في ثلاثة أشهر سعيا لتعزيز الطلب في سوق متخمة بالمعروض.

وكانت المملكة أكبر منتج للنفط في أوبك رفعت الأسعار لشهريين متتاليين في فبراير ومارس بعدما أدت تخفيضات إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول وسلطنة عمان لارتفاع سعر خام دبي وهو خام القياس في الشرق الأوسط. لكن السعودية خفضت الأسعار على نحو غير متوقع في أبريل مع استمرار تخمة معروض الخام الخفيف. وجاء سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في شحنات أبريل عند الحد الأدنى للتوقعات في مسح أجرته رويترز بينما كان الخفض البالغ 75 سنتا في سعر الخام العربي الخفيف الفائق الجودة أكبر من المتوقع.

وقال تجار في آسيا إن أرامكو أخذت في الاعتبار عوامل أخرى حين حددت الأسعار هذا الشهر مثل ارتفاع متوسط أسعار خامي عمان ودبي والانخفاض الحاد لهوامش أرباح النفتا والبنزين في الآونة الأخيرة.

وقال مشتر للخام في آسيا طلب عدم ذكر اسمه نظرا لتعاملاته التجارية مع أرامكو السعودية «إنهم جادون الآن بشأن الحصة السوقية. كثير من البراميل لا تزال متبقية (ولم يتم بيعها)».

وتتدفق على آسيا كميات من النفط الخام أكبر مما تستهلكها المنطقة مع ارتفاع الإنتاج في نيجيريا وليبيا اللتين تم إعفاؤهما من تخفيضات أوبك وتسارع الصادرات من أوروبا والولايات المتحدة.

وساهمت الإمارات العربية المتحدة أيضا في زيادة إمدادات النفط الخفيف بعدما باعت المزيد من خام مربان عقب تعطل مصفاة في أوائل العام الحالي. وتبيع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أيضا النفط الخفيف من صهاريج التخزين التي استأجرتها في كوريا الجنوبية. وقال تاجر ثان «النفط الخام يتعرض لضغوط في جميع أنحاء العالم».

وبلغ الفارق بين الخام الخفيف والثقيل 2.45 دولار للبرميل وهو الأدنى منذ سبتمبر في ظل تخفيضات أوبك التي قلصت إمدادات المعروض من الخام الأثقل والأقل سعرا.

وأبقت السعودية على سعر البيع الرسمي للخام العربي الثقيل في شحنات أبريل دون تغيير مقارنة مع توقعات بخفض السعر وهي علامة على أن الإمدادات قد تظل منخفضة وفقا لما ذكره بعض التجار. وينطوي الخام الخفيف على عائد أعلى لمنتجات أكثر قيمة مثل البنزين والديزل ومن ثم يزيد سعره عادة على سعر الخام الثقيل.

وتحملت السعودية الجزء الأكبر من تخفيضات أوبك في فبراير لتعويض أثر إمدادات الأعضاء الآخرين الأقل التزاما في المنظمة وتحديدا الجزائر والعراق وفنزويلا والإمارات العربية المتحدة.