944097
944097
العرب والعالم

موسكو تتهم المعارضة بتقويض محادثات جنيف.. وتركيا تهدد بضرب المقاتلين الأكراد في «منبج»

03 مارس 2017
03 مارس 2017

الجيش السوري يستعيد «تدمر» بالكامل .. و«القاعدة» تؤكد مقتل قيادي بارز بالتنظيم -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

اتهمت وزارة الخارجية الروسية أمس أبرز هيئة ممثلة للمعارضة السورية بالسعي إلى «تقويض» محادثات السلام في جنيف مشككة في قدرة المعارضة على التفاوض مع نظام دمشق حول حل للنزاع.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين: إن «الهيئة العليا للمفاوضات ترفض التعاون على مستوى متساو مع منصة موسكو ومنصة القاهرة وتقوض بحكم الأمر الواقع الحوار تارة مع وفد النظام وطورا مع مجموعات المعارضة الأخرى». ومنصتا القاهرة وموسكو تضمان معارضين سوريين يعتبرون مقربين من روسيا.

وأضافت زاخاروفا «نلاحظ بأسف بعد الأيام الأولى للحوار بين الأطراف السورية أن قدرة المعارضة على التفاوض تثير تساؤلات»، وأعلنت أيضا أن روسيا مستعدة لتوسيع برنامج محادثات استانا الذي يعطي الأولوية لحوار بين موفدين عن لنظام وعن الفصائل المقاتلة وتعطي المعارضة مجرد دور استشاري.

من جهته قال أبرز مفاوضي المعارضة السورية في محادثات السلام بجنيف: إنه يأمل أن يصحح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخطاء «الكارثية» لسلفه باراك أوباما. وقال نصر الحريري في إفادة صحفية عقب الاجتماع مع وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا: إن الشعب السوري دفع ثمنا باهظا بسبب الأخطاء التي وصفها بالكارثية التي ارتكبتها إدارة أوباما.

وأضاف أن أوباما كذب ولم يف بأي من وعوده للشعب السوري، وأنه رسم خطوطا حمراء محاها بنفسه وظل صامتا على «الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري».

وكان ترامب قال: إن أولويته القصوى تتمثل في محاربة تنظيم داعش التي جعلت روسيا تمسك بدفة قيادة المساعي الدبلوماسية ومنحت روسيا وتركيا وإيران مسؤولية الإشراف على وقف هش لإطلاق النار.

كما أوضح أنه يريد الحد من طموحات إيران الإقليمية.

ولم تفعل إدارة ترامب حتى الآن شيئا يذكر لإبداء استعدادها للمشاركة في إيجاد حل سياسي في سوريا.

وقال دبلوماسي غربي في المحادثات: «سياستهم ما زالت مجهولة. ليس لهم وجود هنا تقريبا».

وقال متحدث باسم البعثة الأمريكية في جنيف: «الولايات المتحدة ليست طرفا مشاركا بشكل مباشر في المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة. ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بأي عملية يمكن أن تؤدي إلى حل سياسي للأزمة السورية».

وتختتم اليوم مباحثات جنيف 4 بين الوفود السورية المشاركة على أن تستأنف في 20 من الشهر نفسه، وفق ما أكده مكتب دي ميستورا، وما كشفه وفد «منصة موسكو»، ولكن مساعدته أعلنت أن المحادثات قد تمتد ليوم الغد، وسبق أن عقد المبعوث الأممي سلسلة اجتماعات مع الوفود السورية أمس، حيث التقي تباعا كلا من منصتي القاهرة وموسكو قبل اجتماعه بوفد الحكومة السورية وبعد اتفاق جميع الأطراف المشاركة على مناقشة القضايا الرئيسية بشكل متواز. وقال مصدر مقرب من وفد الجمهورية العربية السورية إلى جنيف: إن الوفد مرتاح لسير المحادثات، وقدم مجموعة من التعديلات والملاحظات على الورقة التي تسلمها من دي ميستورا والمعنونة بـ«مبادئ أساسية للحل السياسي في الجمهورية العربية السورية».

وأشار المصدر إلى أن الوفد طلب من دي ميستورا إطلاع وفود «المعارضات» على الورقة المعدلة وأن يحصل على موقفهم منها موضحا أنه خلال اليومين الماضيين كانت هناك محادثات معمقة ومثمرة بين الوفد ودي ميستورا حول جدول أعمال المحادثات التي توجت بالاتفاق على أن الجدول يتضمن 4 سلات تتساوى في الأهمية وهي: الإرهاب والحكم والدستور والانتخابات.

ولفت المصدر إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية أثار موضوع تصريحات بعض الأطراف وقيامها بنقل أقوال غير دقيقة عن لسان دي ميستورا بشأن توصيف مجريات جلسات المحادثات مؤكدا أن مثل هذه التصرفات لا تصب في مصلحة مصداقية المبعوث الدولي وتهدف إلى تضليل الرأي العام وصولا إلى الهدف النهائي المتمثل بإفشال جنيف وطالبه بضبط مثل هذه التصريحات، وعقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري في وقت سابق أمس جلسة محادثات جديدة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف في إطار الجولة الرابعة من الحوار السوري السوري بجنيف.

ميدانيا، هددت تركيا أمس بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من مدينة منبج التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية، والتحالف المؤلف من مقاتلين عرب وأكراد والمدعوم من الولايات المتحدة، وطردت تنظيم داعش منها. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لصحفيين: «قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب» من منبج الواقعة قرب الحدود التركية، وأضاف تشاوش أوغلو في تصريحات أدلى بها في أنقرة أن انسحابا مماثلا يجب أن يتم «في أسرع وقت ممكن». وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على مدينة منبج في أغسطس 2016م، قبل فترة قصيرة من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا الرامية إلى طرد تنظيم داعش وأيضا المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف «إرهابيا» من قبل تركيا وحلفائها الغربيين.

لكن الولايات المتحدة تقدم دعما لهذه الفصائل الكردية معتبرة أنهم قوة محلية فعالة في قتال تنظيم داعش.

وأوضح وزير الخارجية التركي «لا نريد أن يستمر حليفنا الأمريكي بالتعاون مع منظمات إرهابية تستهدفنا».

وكان القائد العسكري لقوات التحالف الدولي ضد المتطرفين الجنرال الأمريكي ستيفن تاونسند أشار الأربعاء إلى أن الأكراد السوريين سيشاركون في الهجوم الهادف لاستعادة مدينة الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا. وفي رد على تلك التصريحات اعتبر تشاوش أوغلو أن مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في هجوم على الرقة يعتبر بمثابة «تعريض مستقبل سوريا للخطر».

ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن أنقرة «تناقش مع الولايات المتحدة سبل عملية الرقة، وكيف يمكن لبلدان التحالف مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا توفير الدعم الجوي». من جانب آخر، أعلنت فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن في بيان أمس اتفاقها مع روسيا على «تسليم» قوات النظام السوري عددا من القرى الواقعة على تماس مع مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل المعارضة القريبة منها في شمال سوريا.

ويأتي إعلان قوات سوريا الديمقراطية المفاجئ والأول من نوعه لناحية تسليم مناطق إلى دمشق بعد معارك خاضتها هذه القوات أمس الأول ضد القوات التركية والفصائل المعارضة المنضوية في حملة «درع الفرات» شرق مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.

إلى ذلك ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين أمس أن الجيش السوري استعاد بالكامل مدينة تدمر من تنظيم داعش. ونقلت الوكالة عن بيسكوف قوله: إن الجيش السوري استعاد المدينة الأثرية -التي استولى عليها التنظيم المتشدد مرتين- بمساعدة القوات الجوية الروسية.

من جهة أخرى أكد بيان مشترك لفرعين لتنظيم القاعدة أمس مقتل القيادي البارز بالتنظيم أبو الخير المصري في غارة جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا. وقال البيان الصادر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب: إن المصري لقى حتفه «إثر غارة صليبية غادرة من طائرة مسيرة لتشهد أرض الشام على جرم جديد من جرائم أمريكا والحلف الصليبي في حق الإسلام وأهله».

وكان مسؤول بالمخابرات الأمريكية قال يوم الأربعاء: إن صاروخا أطلقته طائرة بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية أسفر عن مقتل المصري في وقت متأخر يوم الأحد بينما كان في سيارة قرب مدينة إدلب بشمال غرب سوريا.

وأضاف المسؤول الذي أُبلغ بالهجوم وطلب عدم ذكر اسمه أن القيادي البالغ من العمر 59 عاما واسمه الحقيقي عبد الله رجب عبد الرحمن كان الرجل الثاني في القاعدة بعد زعيم التنظيم أيمن الظواهري وعضوا في مجلس شورى التنظيم المتشدد.